يا وزير الكهرباء.. الحر شديد هذا العام، وسيزداد شدة مع قدوم الشهر الكريم، وسيادتك تعلم أن نصيب الفقراء من الحر نصيب وافر لأنهم ليسوا من سكان الساحل الشمالى ولا مارينا ولا رأس البر، وكذا فهم ليسوا من أرباب القصور والفيلات المكيفة، إنما يسكنون بيوتاً متواضعة تطل على شوارع ضيقة يمر فيها الهواء بشق الأنفس. هؤلاء يلتمسون شيئاً من النسيم فى ظل هذا الجحيم باستخدام مروحة ثابتة أو متحركة يجلسون وينامون أمامها كما ولدتهم أمهاتهم وإلا تحولت بيوتهم إلى أفران أو مقابر. هؤلاء الفقراء ملتزمون بدفع الفواتير الشهرية للكهرباء رغم قفزاتها العنترية والتى لا مبرر لها فى ظل تواضع الخدمة وتراجعها من سنة لأخرى، ففى الغالب لا تطوير للمحولات ولا تغيير للأسلاك، وعليه دأبت فروع الشركات بمراكز الأرياف على قطع الكهرباء يومياً بحجة أن تعليمات فوقية صدرت بضرورة قطع الكهرباء تخفيفاً للأحمال. أنا من قاطنى إحدى قرى مركز منية النصر بمحافظة الدقهلية، وأسأل سيادتك: هل يتم قطع الكهرباء عن مكيفات ساكنى القصور والفيلات والشقق الفخمة من سكان الزمالك وجاردن سيتى والمعادى ومصر الجديدة.. الخ، أم أن الأمر قاصر على الغلابة فى هذا البلد، من أجل توفير الكهرباء لمكيفات السادة الذين لا تتحمل جلودهم الرقيقة الدقيقة من حر الصيف.. يا وزير الكهرباء ارحموا من فى الأرض يرحمكم من السماء؟! سيادة الوزير.. حرام أن يموت أناس من شدة الحر فى هذا البلد، فى الوقت تلتهب فيه لوز المترفين من برودة المكيفات.. إذا أردتم التوفير فأمام سيادتكم مليون طريقة غير التى تغرق بيوت الغلابة فى جحيم الصيف، كما أن قطع الكهرباء عن مروحة تستجدى ذرات من نسيم لطفل أو شيخ أو مريض لا توفر شيئاً.. جربوا ولو لمرة واحدة أن تشعروا بمعاناة الضعفاء والفقراء وأنتم توقعون قراراتكم بالأقلام الذهبية تحت المكيفات المركزية! سيادة وزير الكهرباء.. أعلم أنك خبير فى مجالك وتسعى بصدق لتطوير منظومة الكهرباء على مستوى الدولة، ولكن للغلابة حد أدنى من العيش فلا تحرموهم منه. شىء من "الطراوة" فى هذا القيظ الشديد يا سيادة الوزير!