لم تعد الأغانى الشعبية مجرد نغمات صاخبة يرقص عليها معازيم الأفراح أو يسمعها قليلو الحيلة لتخفيف جراحهم من الزمان، مثلما غنى الراحل حسن الأسمر (كتاب حياتى ياعين) بل تحولت إلى فن يسمعه الغنى والفقير ومن كل الطبقات الاجتماعية، وينطق بلسان حال المصريين وتطوراتهم السياسية التى يعايشونها لحظة بلحظة. ويعتبر المغنى الشعبى (محمد شوافة) واحدا من هؤلاء المغنيين الشعبين الذى ذهب إلى اللون أو الخط السياسى فى الغناء، حيث ألف ولحن وغنى العديد من الأغانى عن الثورة.. موقعة الجمل.. انتخابات الرئاسة ومؤخراً عن محاكمة مبارك. وقال "شوافة" ل"اليوم السابع": معظم الناس تنظر بشكل سطحى للأغانى الشعبية ويعتقدون أنها تتحدث عن المخدرات والخيانة فقط وأن من يسمعها الطبقات المعدومة، ومعازيم أفراح الشوارع فقط، وهذا خاطئ لأن أغنياتنا لها جمهورها من الشباب والمثقفين، حيث دائما ما تحمل العبر والمواعظ ولهذا يحفظون ألحاننا عن ظهر قلب. وأكد "شوافة" أن المغنى الشعبى أكثر ما يهمه هو البهجة التى يراعا فى عيون مستمعيه، وتوصيل رسالة فى كلمات الأغنية أيضاً، قائلاً: "أنا وزملائى أوكا وأورتيجا وغيرهم من رموز هذا الفن نفكر فى تبسيط الرسائل السياسية والدينية ورغم ذلك يظل الناس سعداء ويرقصون على نغماتنا بل ويفهمون وضع البلد عن طريقنا أكثر مما تفعله كل وسائل الإعلام". وعن سبب انتشار الأغانى الشعبية بهذا الكم الكبير بعد الثورة، قال "شوافة" تكاليف كليب الأغنية الشعبية من خمسة لستة آلاف جنيه فقط بعدها تأخذ قنوات مصرية مثل "المولد".. "شعبيات والتت"، هذه الأغنية وتقوم بإذاعتها على مدار اليوم، ومن هنا تأتى شهرة المغنى الشعبى، ويطلب بعدها لإحياء الأفراح الشعبية ويجمع ما أنفقه مجددا وأكثر لذا فهى عملية مربحة. أما الأغانى الثورية فهى لم تشهر مطربيها الشعبيين وإنما انعكست عليهم فى نوعية الكلمات السياسية التى أصبحوا يتجهون لها أكثر فأكثر. وأضاف موضحاً أنه خريج معهد الموسيقى ولكنه اتجه للغناء الشعبى ويعمل كسائق تاكسى لتوفير تكاليف كليباته الفنية ورسائله السياسية. ومن أكثر أغانى "شوافة" التى علقت مع الجمهور أغنية الحكم على الرئيس مبارك والتى وجه فيها للقاضى أحمد رفعت رسالة (أديت الستة براءة ومحدش عنده جراءة)، كما تفاعل مع الانتخابات الرئاسية على طريقته بأغنية (مهرجان الرئيس) والتى وجه فيها كلامه للمرشحين قائلا (إحنا فى موسم الرؤساء كله عامل عنده ولاء).
