الأسرة هى اللبنة الأولى فى المجتمع، إن صلحت صلح المجتمع وإن فسدت فسيترتب على ذلك آثار سلبية يعانى منها المجتمع وكافة أفراده، والعلاقة بين أفراد الأسرة ينبغى أن تكون علاقة طيبة تقوم على التفاهم والتراحم والود والمحبة حتى يسود الوفاق والتآزر بين أفرادها، هذا ما يؤكده الدكتور محمد أمين المفتى أستاذ المناهج واستراتيجيات التدريس بكلية التربية بجامعة عين شمس والعميد الأسبق للكلية. ويقول الآباء لابد أن يكون لهم دور فى تنشئة الأبناء وتربيتهم تربية صحيحة، والتعاون مع مؤسسات التعليم لأعدادهم لحياة ناجحة فى محيط الأسرة، وتحقيق ذلك يأتى عن طريق معرفة الآباء كيفية التعامل مع الأبناء بالطريقة التربوية المناسبة لمرحلة نموهم "أى المرحلة العمرية التى يعيشها الولد أو البنت"، فالطفل خلال السنوات الخمس الأولى - وهى فترة فى غاية الأهمية فى تكوين شخصية الفرد فيما بعد - يحتاج إلى التوجيه والإرشاد ومعرفة الصواب من الخطأ، وتطبيق مبدأ الثواب والعقاب حتى ترسخ لدى الطفل السلوكيات الإيجابية ويتم تقويم السلوكيات السلبية، على ألا يؤذى العقاب الطفل من الناحية النفسية أو الجسمية، وهو ما يعرف ب"العقاب اللين الموجه" أى العقاب غير المؤذى الذى يوجه سلوك الطفل إلى الأفضل. هذا إلى جانب الحديث اللين للصغير من قبل والديه وإقناعه بأنه قد أخطأ فى كذا وكذا، ويذكران له الأسباب فى محاولة لإقناعه بعدم الرجوع إلى الخطأ وممارسة السلوك الصحيح مع إظهار حبهما له، وأنهما دوما يرجون أن يكون صغيرهم الأفضل والأكثر خلقا من بين أقرانه. وفى المرحلة العمرية التالية _ أى بعد التحاق الطفل بالمدرسة - لابد من التواصل المستمر وتبادل المشورة مع المدرسة ومعرفة كيف يسلك الأبناء مع المدرسين والزملاء ومستواهم الدراسى لتصحيح أى خطأ أو تجاوز فى سلوكياتهم. إضافة إلى ذلك ينبغى أن يكون التفاهم والحوار هو أساس التعامل مع الأبناء لإقناعهم بما ينبغى أن يكون وبما يجب أن يجتنبوه، على أن يكون الوالدين قدوة ونموذج صالحا لأبنائهم، فمثلا لا ينهى الوالدان الأبناء عن السهر، معللين بأن قلة ساعات النوم تؤثر سلبيا على صحة الإنسان، ويكون الوالدين ممن يقضون الليل فى السهر أمام التليفزيون أو خلافه.
