اسمه "يانج فو" وشهرته فى مصر "يوسف صينى"، لو رأيته لن تستطع تفرقته عن المصريين إلا ملامحه الصينية فقط، ولكن لهجته وأخلاقه وصفاته تجعلك تعتقد أنه مصرى الأصل بل من إحدى الأحياء المصرية الشعبية كإمبابة، فتجده ابن بلد ومدقدق وفيه شهامة وجدعنة المصريين. يوسف صينى، يعيش فى مصر منذ أن كان عمره 15 سنة، حتى أصبحت بلده الأول وليس الثانى، استقر فى مصر منذ 10 سنوات ولا يزور الصين إلا كل فترة. "أكثر حاجة عجبتنى فى مصر أن المصريين شعب طيب جدا وهوده الشىء الوحيد اللى مخلينى مبسوط أنى عايش فى مصر، بيساعدونى وبيقفوا جنبى دايما حتى لو ميعرفونيش وده مش موجود عندنا فى الصين"... هكذا بدأ يوسف حديثه لليوم السابع. واستكمل قائلاً: "منذ عشر سنوات كنت طالبا بجامعة الأزهر درست اللغة العربية الفصحى بالجامعة، ولم أكمل دراستى، ولكنى أستطيع التحدث بالعامية حتى أن المصريين يعتقدون أنى مصرى مثلهم". وأضاف: "بعد أن تركت الدراسة اشتغلت مع أصدقائى الصينيين الذين يعيشون فى مصر، ثم فتحت مطعما لتقديم الأكلات الصينية فى المعادى". وعن حكاية مطعم يوسف الصينى قال: "المطعم كان عليه إقبال كبير من المصريين، وأكثر أنواع الطعام الصينى التى يقبل عليها المصريون المكرونة الصينى، وهى مكرونة تصنع أمام من يأكلها وتتكون من عجينة طازجة من المياه والبيض والملح"، مضيفا: "المصريين بيحبوا الأكل الصينى جداً". وأضاف: "المصريين ساعدونى كتير لما فتحت المطعم وكانوا بيدونى معلومات عن السوق والشغل وأجيب البضاعة منين وازاى كل ده من غير فلوس وده مش بيحصل عندنا فى الصين". أما أكثر الأكلات المصرية التى يحبها يوسف الصينى فهى الفول والطعمية التى يحرص على توصية والدته دوماً بتجهيزها له عند الإفطار كل يوم فى الصباح، وكذلك يحب يوسف وجبة الكشرى بالشطة والدقة، حيث يحرص دوماً على تناول طبق الكشرى المشطشط من "زيزو" بميدان الجيزة، علاوة على وجبة الكباب والكفتة وأكلة الممبار من "بحة " بالناصرية. يوسف صينى يعمل حالياً كمصور ومذيع تلفزيونى فى القنوات الفضائية المصرية، حيث يستعد لتقديم برنامج "فيلم صينى" على قناة 25، وهو برنامج لايف يتجول فى شوارع مصر ليمارس مهن مختلفة مثل: "بياع فول وطعمية، مصوراتى، بائع فريسكا، ورشة نحاس ، بحيث يجرب كل شغلانه بنفسه". الهدف من برنامج "فيلم صينى" تشجيع السياح الصينيين أن يعودوا إلى مصر، خاصة أن عدد الصينيين حوالى مليار و400 ألف صينى إذا شاهدوا البرنامج سوف تعود السياحة لمصر مرة أخرى، وكذلك تشجيع السياحة الداخلية من خلال الانطلاق فى كل مكان فى مصر. يوسف صينى، شارك فى ثورة 25 يناير بكاميرته، حيث كان يسجل الأحداث بها وينقل الحقيقة إلى المشاهدين فى الفضائيات وتعرض للموت حينما كان يغطى أحداث الثورة، إلا أنه شعر أن المصريين فى ميدان التحرير كانوا يعاملونه بشكل جيد ولم يعتبروه أجنبيا أو يصفوه بأنه جاسوس ،بل كانوا يرحبون به ويتحدثون معه. وقال يوسف: "كنت أقول لنفسى إيه اللى جابك هنا أنت هتموت فى بلد غير بلدك، ولكن شهامة المصريين وطيبتهم خليتنى استمر وأعيش فى مصر ومسيبتهاش حتى فى أيام الاضطرابات وأحداث الثورة". وأضاف: "أنا شاركت مع جيرانى فى اللجان الشعبية فى الأيام الأولى للثورة ووقفت معاهم للدفاع عن الشارع وتفتيش الناس الغريبة اللى داخلة المنطقة". يوسف صينى لا يؤيد مرشحا معينا لرئاسة مصر، لكن كل اللى قاله: "مش مهم مين الرئيس المهم أنه يكون مصرى." وعن أطرف مواقف "يوسف صينى " فى مصر، حكى عن موقفه حينما كان لا يعرف كيف يصل لمكان ما وقال له أحد المصريين تعالى أوصلك فى طريقى بالعربية، وقال: "لم أصدق أن المصريين طيبين للدرجة دى بعكس عندنا فى الصين، عشان كده مش هسيب مصر أبداً". يوسف زار كل شبر فى مصر وراح أماكن كتيرة ومحافظات كثيرة، إلا أن أقرب المدن لقلبه هى الإسكندرية وأسوان والأقصر، كما أنه يدين بالديانة الإسلامية، وقال: "الصين فيها جوامع ومساجد كثيرة خاصة فى بكين، كما أن أغلب المسلمين فى الصين يستطيعون قراءة القرآن الكريم". أما عن رأى يوسف فى الغزو الصينى لمصر والعالم قال: "أصدقاء كثير قالولى إيه يايوسف ليه البضاعة الصينى بتبوظ بسرعة كده؟، أنا قلتلهم إن الصينيين مش هما السبب لكن التجار اللى بيشتروا البضاعة الرخيصة". وأضاف أن "كل منتج فى الصين بيكون منه نوع رخيص وردىء ونوع ذى جودة عالية يعيش لفترة طويلة وسعره معتدل، لكن التاجر اللى بيسترخص هو اللى بيشترى البضاعة اللى بتبوظ بسرعة."
