جاءنى ليلاً وأقنعنى أن أتسلل إلى الشارع لأمزق بوسترات أبو إسماعيل وأضع بدلاً منها بوسترات أبو الفتوح وتعلل بأن أبو إسماعيل خرج من السباق فلا مبرر لبقاء بوستراته على الحوائط وأكد لى أن هذه هى مصلحة الوطن، ترك لى مجموعة من بوسترات أبو الفتوح، ثم خرج متسللاً من النافذة لا أعلم لماذا خرج من النافذة برغم أن الباب لم يكن موصداً، أحضرت سلما وحملته بيد والبوسترات باليد الأخرى وتسللت إلى الشارع وعندما هممت بنزع بوستر لأبو إسماعيل فإذا بالبوستر يدفعنى دفعة قوية فطرحنى أرضاً لم أصدق للوهلة الأولى ما حدث فعاودت الكرة فعاد البوستر ودفعنى ورفض رفضاً قاطعاً النزول من فوق الحائط يقطع دهشتى صوت صديق قديم جاء مهرولاً مكفهر الوجه يحمل بيده سلما وبيده الأخرى بوسترات لحمدين صباحى فبادرته سائلاً: ماذا حل بك ؟ صديقى: جاءنى رجل وأقنعنى أن أمزق بوسترات أبو إسماعيل وأضع بدلاً منها بوسترات حمدين صباحى وعندما اقتربت من بوستر أبو إسماعيل وحاولت تمزيقه صفعنى البوستر على وجهى (تصنعت الدهشة) وكيف لبوستر أن يصفعك على وجهك، أنت تهذى لعل ذلك آثار نزلة برد شديدة أصابتك صديقى: أنا لا أهذى هذا ما حدث، وعندما حاولت إقناع البوستر أن أبو إسماعيل خرج من السباق اشتاط البوستر غضباً وهددنى بقطع يدى لو امتدت إليه أوشكت أن أعترف لصديقى بما حدث لى ولكنى أمسكت مخافة أن يسخر منى، واستدركت قائلاً لابد وأننا نسير فى الطريق الخاطئ فتمزيق بوسترات أبو إسماعيل ليس حلاً. صديقى: ماذا تقصد ؟ علينا أن نمزق بوسترات عمرو موسى وأحمد شفيق ونضع بدلاً منها بوسترات أبو الفتوح وحمدين صديقى : ولماذا بوسترات عمرو موسى وشفيق تحديداً ؟ لأنهما جزء من النظام السابق، ومن غير المعقول وجود بوستراتهم على جدران الثورة صديقى: أوافقك الرأى، لنذهب وننفذ ما اتفقنا عليه، بعد برهة قصيرة جاء صديقى مهرولاً تلتهم خطواته الشارع التهاماً وتعلو قسمات وجهه علامات الدهشة صديقى: البوسترات تتشاجر على الحائط يا مثبت العقل، أتهذى مرة أخرى ؟ صديقى: صدقنى، فبعد أن تركتك حاولت جاهداً أن أمزق بوسترات موسى وشفيق فلم أتمكن فوضعت فوقهما بوستر حمدين صباحى فتوحدت بوسترات موسى وشفيق فى بوستر واحد ومزقوا بوستر حمدين وألقوا به من فوق الحائط هذا عين ما حدث معى عندما وضعت بوستر أبو الفتوح، وما الحل ؟ صديقى: الحل هو أن يتوحد بوستر أبو الفتوح مع بوستر حمدين حتى تستطيع البوسترات الصمود على الحائط نعم سوف نضع بوستر أبو الفتوح فى المقدمة وبوستر حمدين خلفه مباشرة صديقى : لا، بل نضع بوستر حمدين فى المقدمة وبوستر أبو الفتوح خلفه مباشرة أبو الفتوح أكبر سناً ويجب أن يكون بوستره فى المقدمة صديقى: حمدين أكثر حنكة سياسية ويجب أن يكون بوستره فى المقدمة بوستر أبو الفتوح فى المقدمة صديقى: بوستر حمدين فى المقدمة تشاجرت وصديقى طويلاً واختلفنا كثيراً وقررنا أن يمضى كل منا فى طريقه بعيداً عن الآخر، وعندما اعتزمنا الرحيل اكتشفنا أن البوسترات قد سرقت منا أثناء المشاجرة