نشبت مشادات ومشاجرة كلامية حادة بين الشيخ محمد جمال مستشار وزير الأوقاف الفلسطينى والمفكر الفلسطينى عبد القادر ياسين، خلال المؤتمر الصحفى بمقر نقابة الصحفيين اليوم السبت، بعد رفض الأول اتهامات الحاضرين للدكتور على جمعة "مفتى الجمهورية"، بأنه خرق التطبيع بعد زيارته للقدس بتأشيرة صهيونية. وشن مستشار وزير الأوقاف الفلسطينى، هجوماً على المفكر الفلسطينى عبد القادر ياسين، متهما إياه بالخيانة والعمالة لمحاربته زيارة المفتى للقدس، وقال له قبل انسحابه من المؤتمر: "أنت خائن، والمفتى أشرف منك، يعيش المفتى يا ملحد يا كافر"، بسبب قول ياسين "إن سماسرة التطبيع من الحكام العرب هم من سهلوا زيارة المفتى، ومن يساند الخندق المعادى للوطن يساند الطابور الخامس". ومن جانبه، قال أحمد الدش منسق الهيئة الوطنية لحماية الحقوق الثابتة للشعب الفلسطينى" كافة الوطنيين فى أرجاء الوطن العربى استهجنوا "سقطة" مفتى الديار المصرية، ووصف زيارته أنها تسلل مريب جاء دون إبلاغ مجمع البحوث الإسلامية. وأشار الدش إلى أن الوضع أصبح خطيرا وكل العرب يسيئون الفتاوى وحولوا الحديث النبوى من: "لا تشد الرحال إلا لثلاثة مساجد" إلى "لا تشد الرحال إلا من تحت حذاء الاحتلال"، متسائلاً من دفع ثمن تأشيرة الدخول للمفتى؟، ولماذا ذهب للتجول ومشاهدة الآثار ولم يناد حى على الجهاد لتحرير القدس من أيدى المحتلين، موضحاً أن المفتى فعل كما فعل الرئيس الفلسطينى بالتنسيق مع الجهات الصهيونية لتحقير المقاومة ووصفها بالعبثية وتنازل عن 89 % من الأراضى الفلسطينية، مشيراً إلى أن جميع علماء المسلمين وشيوخ الأزهر ومنهم المفتى نفسه قد حرموا زيارة القدس فى ظل وجود الاحتلال. ومن جانبها، قالت الدكتورة كريمة الحفناوى أحد قيادات حركة كفاية ومنسق الجبهة العربية المشاركة للمقاومة الفلسطينية، إن ما أثار الريبة من زيارة المفتى هو أنه لم يدخل عبر قطاع غزة وإنما دخل بتأشيرة إسرائيلية للقدس، موضحة أن غرض الزيارة هو إظهار الاحتلال بمظهر حضارى ديمقراطى، وإسباغ صورة كاذبة عن العدو، وكأنه يتسامح مع كل الأديان ويفسح المجال لكل من يريد الصلاة فى القدس، وحرف الأنظار عما يقترفه الاحتلال من جرائم بشعة ضد الشعب الفلسطينى والأسرى، وإضفاء الشرعية على السطو على الأرض وإقامة الكتل الاستيطانية، وحث المواطنين فى أرجاء العالم على السياحة لإسرائيل، وتعزيز موقف مهاود للإمبريالية والصهيونية، واستغلال الارتباك الذى يعانيه الحكم فى مصر وزيادة إحراجها.