كان بارعا ماهرا فى كل شىء... حتى فى غضبه وفى قسوته كان رقيق القلب. قلت كان لأنه لم يعد هنا لم يقرأ كلماتى لم يبد إعجابه بما أكتب لم يشجعنى ثانية، هكذا كان صديقا لى رحل عنى وتركنى بمفردى ربما لم أعانى فقط من الوحدة بعده، ولكن عانيت منذ اليوم الأول لفراقه فى كيفية اتخاذ القرار. ربما لأننى منذ نعومة أظافرى وهو يعلمنى كيف أختار كيف أتخذ قرارا كيف أتحمل المسئولية كاملة دون أن ألجا لأحد.. علمنى كل شىء ونسى أهم شىء، نسى يعلمنى كيف أعيش بعده، كيف أعيش دون أن أراه دون أن أرجع له فى كل كبيرة وصغيرة بحياتى. حبيبى كان حقا حبيبى، بل هو من علمنى كيف يكون الحب كيف يكون الحنان والعطف، علمنى ألا أقسو ألا أتكبر ألا أطأطئ رأسى لأحد إلا لله، علمنى معنى الكرامة وإلا أتقبل الإهانة على نفسى، كيف أدافع عن حقى، كيف أواجه الظلم، كيف أقول كلمة حق علمنى وعلمنى وعلمنى ولكنه نسى يعلمنى ألا أشتاق وأكون بعده وحدى. حبيبى هل استطعت فراقى! هل فكرت يوما كيف ستتركنى! هل كنت تعلمنى لأنك راحل أم زرعت فى كل شىء لأنك تعلم أنك ستتركنى بعدك وحيدة. لا أنكر ولا أذكى على الله أحد أنك علمتنى كل شىء يعيننى بعدك على الحياة وزرعت فيما إن تمسكت به لن أضل بحياتى أبدا ولكن لست فقط نسيت تعلمنى كيف اعتاد على فراقك ولكنك نسيت قبل أن ترحل توصينى لمن أنادى يا (بابا). أبى الحبيب يا من كنت صديقى وأخى وحبيبى يا من كنت مثال للكرامة والكرم والحب والأمان. لم أسطر كلمة فى بداية مشوارى الصحفى قبل أن الجأ إليه ويوجهنى إلى الطريق الصحيح عانى معى الأمرين ولم يقسو على قط، تحمل من أجلى الكثير ولم يضعف، لم أر ثقته بى تهتز ولو للحظة واحدة لم يجبرنى طيلة حياته على أمر، ولم أعص طيلة حياتى له أمرا. أتعشم فى الله خيرا أن يسكنك فسيح جناته وإن كنت أعلم ولا يعلم الغيب إلا الله، أنك عملت ما عملت بالدنيا الخير ما يكفى لمغفرة ذنوبك، وأسأل الله أن يغفر لك ويسكنك فسيح جناته.