"اليوم أهينت التاج الملكيه كما لم تُهان من قبل".. تصريح صادم صدر من مارجريت تاتشر رئيسة وزراء إنجلترا آنذاك، بعد كارثه ملعب هيسل في 29 مايو 1985 بعد وفاه 39 شخصا نتيجة لأعمال الشغب، قبل بدايه مباراه ليفربول ويوفينتوس، بعدها تم منع جميع الأنديه الإنجليزية من اللعب في المسابقات الأوروبيه بقرار من ال UEFA، و تم رفع الحظر عام 90-91 واستبعد ليفربول سنة إضافية. ووقعت الحادثة حينها على المدرجات التي خصصها المنظمون للجمهور المحايد، والتي اعترض عليها طرفا النهائي، حيث اعتبرا أنها ستكون ميزة لأنصار أحد الفريقين الذين سيسعون لحجز بطاقات من السوق السوداء بعد ملء المدرجات المخصصة لهم.
بعد هذه المأساة واجهت السلطات الإنجليزية تحديًا كبيرًا في القضاء على شغب الجماهير وتحسين سلامة الملاعب، وتم اتخاذ العديد من التدابير من بينها تشديد العقوبات من خلال فرض عقوبات صارمة على المشاغبين، بما في ذلك الحظر مدى الحياة من حضور المباريات والسجن. وبالتوازي عملت الحكومة علي تحسين الملاعب بتجديد العديد منها بما في ذلك إزالة الأسوار وتحسين الإضاءة وعلى الجانب الاخر تم تطوير استراتيجيات جديدة لإدارة الجماهير .
-كأول خطوات حل المشكلة أسست إدارة التراخيص بإنجلترا دليل سلامة الملاعب الرياضية Guide to Safety at Sports Grounds او ما سُمي بكتاب ال green guide بالتوازي مع تطوير سكوتلاند يارد (شرطة العاصمة البريطانية) لإدارة الحشود. - نص دليل سلامة الملاعب الرياضية على إجبار الأندية الإنجليزية على تعيين منسق أمني لكل ناد و من مهام وظيفته ان تقدير حساسيه المباريات و أهميتها سواء من الناحيه الجماهيريه أو من ناحية تأثير النتيجة على طرفي المباراة بالهبوط أو الصعود على سبيل المثال، ثم التنسيق مع إدارة الحشود
- تحديد مسئولين للروابط لكل نادي للتنسيق مع المنسقين الأمنيين للأندية، فيما يخص أعداد المشجعين وأدوات التشجيع المسموح بها و باقي تعليمات السلامة حرصا علي المشجعين. - اجبرت السلطات الإنجليزية الأنديه علي التعاقد مع شركات، خاصه لأمن الملاعب على ألا يُسمح للشركه الواحدة بالتعاقد مع أكثر من ناديين. - بعد تنفيذ قواعد دليل السلامة نجحت إنجلترا في مواجهه شغب الملاعب إلى حد كبير، ونجحوا في مواجهة فكر الهوليجانز التابعين لقاعدة (الاعتداء من اجل الاعتداء). وساعدت أيضا تقنيات التصوير المتقدمة بالملاعب على تحديد المتجاوزين لضمان سلامة الجمهور واللاعبين. الحفاظ على سلامة الجمهور واللاعبين هو عامل أساسي لضمان الحفاظ على أهم مُدخل مالي للأندية المتمثل في شراء تذاكر المباريات، وبالتبعيه وجود رعاة ومعلنين ومن قبلها إرادة حقيقية من الأنديه للتطوير والتعاون مع مؤسسات الدولة.
