أعتقد أن الحيرة والوقوف قليلا عند كتابة " لمحة " من إنجازات السيد الرئيس عبد الفتاح السيسى هي السمة الغالبة بين كل الذين يحاولون آن يرصدوا ولو قليلا من انجازاته خلال الفترة المنقضية من عهده. ولعل بواعث تلك الحيرة وذلك الوقوف يبدو في صعوبة نقطة البداية .. بداية الكتابة .. أو بداية القصة.. فالكل يتوقف حائرا متسائلا .. من أين نبدأ .. ومن أين تكون الحكاية؟ هل نبدأ بالأوضاع السياسية التي كانت موجودة قبل قدوم الرئيس السيسي وحالة الانهيار التي عانت منها كافة مؤسسات الدولة والتي عاصرناها جميعا .. أم تكون البداية بالأوضاع الاقتصادية المتردية وحالة الإفلاس التي أوشكت الدولة المصرية أن تدور في رحاها ونفاذ الاحتياطي الاستراتيجي من العملة الصعبة .. أم الحالة الاجتماعية للمصريين وحالة اليأس والإحباط التي كانت مسيطرة على جموع المواطنين .. أم الانفلات الأمني وما صاحبه من فقد الأمن والأمان في الشوارع والطرقات؟ عموما فليبدأ كل منا من أي بداية يريد .. ومن أي مشهد يروى .. لأنها في كل الأحوال هي "حكاية رجل" من أبناء هذا الوطن وهذه الأرض الطيبة .. حمل على عاتقه أمانة المسئولية أمام الله والوطن ليعيد بناء الدولة من جديد في ظل ظروف هي الأصعب على مر التاريخ .. في مهمة وصفها أكثر المتفائلين بالمهمة المستحيلة.. فالأوضاع السياسية قبل تولى الرئيس كانت في غاية السوء .. فقد كان الوضع العام للدولة المصرية خلال تلك الفترة أشبه ما يكون بالفراغ السياسي المشوب بين الحين والآخر بمحاولات أنصار الجماعة الإرهابية في الداخل والخارج للعودة إلى المشهد السياسي من جديد. أما الأوضاع الاقتصادية قبل تولى الرئيس السيسى حكم البلاد فحدث ولا حرج .. انهيار تام للاقتصاد وشلل تام في حركة العمل والإنتاج وصل إلى عدم قدرة الدولة على صرف رواتب الموظفين أول كل شهر. ولم تختلف الحياة الاجتماعية للمصريين كثيرا عن حياتهم السياسية والاقتصادية . بداية الرحلة، تسلم الرئيس عبد الفتاح السيسى مهام رئاسة الجمهورية لأول مرة في الثامن من يونيو 2014 وسعى منذ اللحظة الأولى لإعادة الوطن لمسار الإصلاح الاقتصادي وإعادة البناء في أصعب مهمة من الممكن أن تواجه رئيس دولة. وسعى الرئيس السيسي منذ توليه الحكم في تثبيت أركان الدولة وإعادة بناء مؤسساتها الوطنية وإحداث نهضة تنموية كبرى في كافة المجالات . وسرعان ما بدأ تفكير الرئيس فى إطلاق المشروعات القومية العملاقة.. ليعطى "الأمل" للمصريين في إمكانية تحقيق المستحيل وإعادة بناء الدولة المصرية من جديد على أسس ومعايير الدول الحديثة . حياة جديدة لقد انعكست المشروعات القومية على حياة المواطن العادي وحققت مصر نهضة كبيرة حيث انخفض معدل الفقر لأول مرة منذ قرابة 20 عام ليسجل 29,7%- واحتل الاقتصاد المصري "المركز الثاني " كأكبر معدل نمو اقتصادي عالمي في 2020 بنسبة 3,6% متجاوزًا توقعات صندوق النقد وقدمت مصر نموذجًا تاريخيًا في ملف مكافحة الإرهاب والتطرف على مدى السنوات الماضية .. وكما انتصر المصريون في أخطر معارك المستقبل "الاقتصاد والتنمية" و"محاربة الفقر" والنجاح في "مكافحة العشوائيات " و"إصلاح الأحوال المعيشية" للملايين من سكانها وتحويلها إلى مدن إنسانية متحضرة تليق بآدمية الإنسان ولأول مرة يجد الآلاف ممن يعيشون تحت خط الفقر من يحنو عليهم بمشروعات للتكافل الاجتماعي وفي مقدمتهم "حياة كريمة" و"تكافل وكرامة" وغيرها من برامج الحماية الاجتماعية. ونجحت القيادة السياسية بالتعاون مع الأشقاء العرب والدول الصديقة في تجاوز واحدة من أخطر الأزمات الاقتصادية التي مرت بها الدولة المصرية وهى " نقص الدولار" حيث نجحت في توفير مليارات الدولارات من خلال شراكة إستراتيجية مع الدول الشقيقة في عدد من المشروعات الكبرى على أرض مصر وكما حققت مصر نهضة لم يكن لأحد أن يتخيلها في الداخل نجحت في استعادة مكانتها المفقودة في المشهد الدولي كقوة عظمى ورمانة ميزان في المنطقة . هذه " إطلالة" بسيطة من تاريخ مصر في عهد الرئيس السيسى الذي يبدأ ولايته الثالثة بعد أيام قليلة بطموحات وآمال عريضة لتتواصل فيها فصول القصة ولتكتمل قيها مشاهد الحكاية .. "حكاية وطن".