كانت تعانى من صداع رهيب وألم يحتاج إلى طبيب ولكنها قررت أن تداوى نفسها بنفسها دون رقيب أو حسيب.. هرعت إلى غرفتها وأشعلت ضوءاً خافتا وتنهدت أكبر التنهيدات.. وتذكرت ما حصل معها بالليل والنهار... فرمت بكل كيانها على السرير باكية مشتكية لرب العباد...وبعد أن استيقظت من وهمها وبكائها المرير... قررت أن تعيش.. فالحياة جميلة رغم مآسيها وعليها أن تكمل معها مشوارها... هرعت إلى مدونة أحلامها التى لا تفارقها ليلا ولا نهارا لأنها مؤنستها وتعرف منها أخبار الجميع... فتحت صفحة الحبيب لتجد كلمات متراصة مكتوبة بأحرف من ذهب فيها عبق الحبيب وفيها أجمل ما كتب... استعذبت كلماته وضمت أحرفه بهدوء إلى عينيها خوفا من أن يسقط حرفا سهوا ويضيع منها أجمل المعانى والأمل... وهمست بقلبها الشفاف لكل حرف أن ينتظر لتنتهى من معانقة الحرف السابق ولتمتع نفسها بجمال هذا الحرف المقدس لديها ثم بعد الانتهاء تدعه جانبا لتمسك بالحرف الذى يليه... ما أجمل حروفك وما أروع سطورك وما أرق كلماتك ليتنى أستطيع أن أقرأ كل حروفك وأنا أعانق الأمل لأستعذب جمال معانيك ... بعد الآن لن أصم آذانى ولن أتخلى عن كلماتى مهما كنت عنى بعيدا فهذا وعد منى... يا الله لقد تطايرت الحروف وازدحمت الكلمات لتستقر فى وجدانى وهناك تبحث عن الشوق والحنين لتصل إلى واحته الخضراء وتلسعه بحرارة أشواقى وصدق مشاعرى.. وتهتف له بأنه عمرى الباقى... لن تمل عيناى من رؤيتك ولن يكف لسانى عن الدعاء لك وثق يا كيانى سأجد خطا مستقيما يوصلنى إلى قلبك دون تعرجات بالطرقات بل على العكس كلما خطيت نحوك سأزرع الورود على طرفى قلبك لنستنشق عبيره معا. وكلما دنوت منك يا قدرى ازدادت سعادتى وهنائى.. لا تقلق يا حبى لن أطرق باب الحزن ولن أكسر قلبى ولن أتوه فى دوامة الخيبة ولن أخسر دموعا بعد الآن من الهجر والخوف ولن أحتاج إلى طبيب يشفى ألامى ولا إلى خيوط تخيط جروحى وتوقف نزيفى وتمنع احتضارى وموتى وإنما أحتاج إلى قلم لأرص به كلماتى إليك دون خوف أو رياء وإنما الصدق شعاره.. ولحنه الوفاء ...لقد استطاعوا أن يفرقوا بيننا فى لحظات ولكن لن يستطيعوا أن ينزعوك من قلبى ولو بآلاف الكلمات.. انتظرنى يا حبى سأعود إليك مع كل النسمات فما عدت بحاجة إلى طفل منك لان هذه مشيئة الله وسأعتبرك ابنى المدلل وزوجى وحبيبى وأنت الشفاء ...لن نستمع لكلام الأهل والغرباء ونفترق من أجل طفل لم يرزقنا به الله لحكمة هو يعرفها.. نحن الأزواج ونقرر ما فيه سعادتنا مدى الحياة. اكتب.. اكتب يا قلمى فلن تخذلنى لأنك أقرب الناس إلى قلبى ولن تتجسس على أحرفى وتكون كسمك القرش بالبحر لتبتلع أحرفى الصغيرة... فأنا أعشقك يا قلمى وأنت كل مدادى وسأأتمنك على حروفى.. معك لن تتصدع..لأن موجات بحرى قد هدأت وحروق ذاتى قد شفيت ونقشت يا ملاكى أجمل حروف نطق بها فؤادى دون خوف أو تهديد أو وعيد من أحد.. لقد هامت روحها مع أحلامها على صوت حنون رقيق يناديها .. اصحى يا ابنتى فقد حانت صلاة الفجر.. وقفت بين يدى ربها تشتكى من ظلمها وأبعدها عن زوجها دون وجه حق لكن ربى هو خير من يأخذ لى حقى... كتبت لزوجها انتظرنى... انتظرنى لن أغيب كثيرا عن الوعد سأكون بقربك قريبا..
