لماذا لا تقوم بالتبرع بالدم، هذا السؤال طرحه "اليوم السابع" على العديد من الشباب والتى جاءت إجاباتهم تعبيرا عن عدم وعيهم بضرورة التبرع الذى قد يكون سبيلا لحياة إنسان، وربما يكون هذا الشخص أحب المقربين إلى قلبك، يقول أحمد خالد طالب جامعى قمت بالتبرع بالدم منذ سنتين وعندما احتاج والدى لإجراء عملية جراحية بالقلب واحتاج إلى أكياس دم قمنا بشراء الدم من "السوق السوداء "وبأسعار غالية، ومن يومها تخليت عن فكرة التبرع وقلت اللى عايرز حاجة يشتريها، بينما يشير إبراهيم محمود، موظف، إلى أنه يعزف عن هذا الأمر خوفا من إصابته بتلوث عند التبرع أو انتقال أى أمراض له، وبهدوء أعصاب منقطع النظير ترفض رشا عبد المنعم التبرع بالدم لأنها تخاف من "شكة الإبرة"، وتؤكد أن هناك جهات عليها توفير الدم لمن يحتاجه، سواء مجانا أو بمقابل مادى، وتشير صديقتها نهى إلى أنها تنزعج من شكل الدم للحد الذى يصيبها بالإغماء ولهذا ترفض التبرع بالدم، بينما يظن "م،ف" أن تلك الأكياس التى يتم جمعها من المتبرعين تكون لصالح المستشفيات الخاصة التى تقوم بيعه بعد ذلك، وهو لا يأتمن الجهات التى تقوم على جمع أكياس الدم لهذا لا يقوم بالتبرع، وتشير وفاء منصور الطالبة بكلية الصيدلة، إلى أنها قامت بالتبرع منذ 3 سنوات وقد صادفت الطبيب المسئول عن سيارة التبرع بالدم ملتزم بفحصها والتأكد من أنها لم تقم بإجراء عمليات جراحية خطيرة فى الوقت السابق للتبرع، ومر هذا التبرع بسلام، إلا أنها عاودت التبرع بعد 6 أشهر ووجدت الطبيب المسئول لم يكلف نفسه حتى بقياس ضغطها أو التأكد من أن نسبة الهيموجلوبين فى معدلها الذى يسمح بالتبرع، وقررت عدم خوض التجربة للمرة الثالثة، وتنتهى الأسباب عند أحد الشباب الذى رفض بالطبع ذكر اسمه ويقول هل يمكن لمدمن مخدرات أن يتبرع بدمه لو ينفع "اتبرع!!" ويشير طارق أحمد سليمان، أحد موظفى، بنك الدم بوزارة الصحة والذى يعمل على إحدى السيارات المخصصة لجمع أكياس الدم إلى أن الفئة العمرية الأكثر التزاما بالتبرع هى التى تتراوح أعمارها ما بين 20 – 40 عاما، والنساء لهن اليد العليا فى هذا الشأن، حيث تجد الكثيرات تتبرع أكثر من مرة طالما مرت 4 أشهر على آخر تبرع لها بالدم، هذا إلى جانب أن فصل الصيف يعد فترة رخاء للتبرع بينما فترات الامتحانات يقل فيها التبرع بل يكاد ينعدم، ويضيف قائلا أن هناك بعض الشروط التى يجب أن تتوافر فى المتبرع، وهو أن يكون فى صحة جيدة ولا يعانى من أى أمراض مزمنة ولم يتجاوز الستين من العمر. ويقول الدكتور عبد الهادى مصباح، أستاذ المناعة وأمراض الدم، إنه من المفترض أن تكون السيارات المخصصة لجمع التبرع بالدم مجهزة تجهيزا تام، وبها ثلاجات ليتم حفظ الدم وتكون الأكياس معقمة وتنتقل بعد ذلك إلى بنوك الدم ويتم فحص هذه الأكياس والكشف عليها لمعرفة إذا كان بها فيروسات أم لا، وبعد ذلك يتم أخذ الصالح منها فقط والتخلص من غير الصالح، كما يجب الكشف على المتبرع وإجراء بعض الفحوصات مثل تحليل نسبة الهيموجلوبين فى الدم وقياس ضغط ومعرفة التاريخ المرضى للمتبرع لمعرفة إذا كان المتبرع يعانى من أى فيروس مثل فيروس سى أو بى أو الايدز الذى ينتقل عن طريق الدم . وأضاف الدكتور عبد الهادى قائلا ننصح المتبرع ان يتم التبرع فى أماكن نظيفة، والتأكد من تجهيزات سيارة التبرع، ولا يتم التبرع أكثر من 3 مرات فى السنة لان كرات الدم الحمراء عمرها 120 يوما، ولو تم التبرع قبل هذه المدة لم يحدث تجديد لخلايا الدم، وبالتالى سوف يكون الدم غير صالح، وهذا يحدث كثيرا مع الأشخاص الذين يقومون ببيع دمهم وأكثر من يفعل ذلك هم المدمنون لاحتياجهم للمال، إلا أن هذا الدم يكون غير صالح . أما الدكتور رأفت حافظ، استشارى أمراض الباطنية، فقال يجب أن يتم فحص المتبرع من خلال قياس نسبة الهيموجلوبين بالدم وقياس الضغط ومعرفة إذا كان يعانى من أى أمراض فيروسية، فإذا كان المتبرع يعانى من أنيميا أو ضغط منخفض ننصحه بعدم التبرع إما إذا كان ضغطه مرتفع فيجب التبرع . وقال الدكتور رأفت فى بعض الحالات يكون التبرع مفيدا لصحة المتبرع فمثلا إذا كانت نسبة الهيموجلوبين أكثر من 14 أو 15 جراما، فيجب أن يتبرع لأن الدم يكون كثافته عالية، وهذه النسبة تؤدى لسرعة تعرضه للإصابة بجلطة كما إن التبرع فى هذه الحالة يقى من أمراض القلب والشرايين والأوردة.
