هناك أشخاص قد نتحدث عنهم ولكن يأتى اليوم قد لاتذكرهم أو تشغلنا الحياة عنهم فيبقوا ذكرى لنا، ولكن هناك أشخاص حياتنا حياتهم سعادتهم بسعادتنا وهم الأم والأب، فالأب هو الذى اختار تلك الأم لكى تكون زوجته فاذا اختار الأب الزوجة الصالحة فقد اختار كيف يكون أولاده وأيضا الأم باختيارها الزوج تحدد كيف سيكونوا أولادهم.. فالأم والأب يحبون أولادهم ولا يريدون المقابل يعطوا ولا يملوا بل سعادتهم فى عطائهم. فيا أمى أكتب لكِ وأنا أشعر بالحيرة هناك كلام يعبر عما بداخلى لكن سأكتب ولكن ياأمى إن ما بداخلى أعمق بكثير مما سأعبر عنه.. أمى اشتاق إليكِ وأنتِ أمام عينى وعندما يحضر الليل ويذهب كل منا على سريره أقول فى نفسى متى سيحضر الصباح؟ لكى أراكِ مرة ثانية وادعو الله فى حينها بأن يبارك لى فيكِ وأود أن أقول لكِ ولأول مرة أقولها فعندما تنامين أذهب خلسة فى الليل إلى غرفتك لكى أنظر إليك ِ وأظل ناظرة حتى أشعر بأن عيناكى ترمشان هنا أجرى متلهفة خارج غرفتك حتى لا أوقظك لأنى بشتاق إليكِ. ولذلك عندما يحضر الصباح واسقيظ على صوتكِ أحمد الله بداخلى وأقولها لكىِ دائماً وحشتينى يا أمى. أمى قد لا تعرفى فكم كنت أشعر بالضيق ولكن عندما أنظر إليكِ أشعر وكأن نفسى تقول لى الآن يكفيكِ أمك لكى تسعدى؟ فأردد مسرعة بل والله تكفينى عن الدنيا بأكملها فانتِ نعمة ورضا رب العالمين عليا. وعندما كنت أشعر بالأسى وأجد أن الدنيا ليست بالبراءة أجرى عليكى أختبئ فى حضنك لكى أنسى همومى فيها لأن حضنك هو جنتى التى أحب أن أذهب إليها لكى أبعد عن الناس. أمى فقد رزقنى الله بأصدقاء ولكن كنتِ أنتِ صديقتى الأولى تتكلمى معى وكانك من سنى وعندما أريد نصيحتك فأجدك خير من يتحدث وعندما أشعر بالفرح يا أمى فأحب أن أجرى إليكِ قبل أى أحد لكى تفرحى معى وتسعدى أحب أن أرى ضحكتك وعينك الفارحة. فيا أمى إذا كنت فى يوم نجحت فى شىء فكان توفيق من الله ومن وجودك فى حياتى أمى وإذا كنت بسعى دائماً أن أكون شيئاً صالحاً لكى تسعدى بى أمى فكم أتمنى أن أدخل الجنة برضاكِ، أمى سامحينى إن يوم غضبتك منى أو فى يوم كنت سبباً فى حزنك وإذا كنت أنا الذى أكتب لكِ ولكن اعلمى يا أمى بأن هذا الشعور وهذه الكلمات نابعة منى ومن إخواتى الأكبر لأنك أعطيتنا كل حاجة ولم تبخلى علينا بحبك وحنانك ورعايتك لنا فقد نسيت نفسك وتذكرتينا فقط تتناسى آلامك من أجلنا وإذا شعرت بالتعب لا تخبرينا حتى لا نشغل بالنا فكيف لانشغل بالنا؟ وأنتِ حياتنا. فيارب اللهم أنك رزقنتى أمى وأبى دون أن أسألك فأسألك ياربى أن تحفظهما وتبارك لى فيهما ويارب احفظ كل أم وأب وارحم كل أم وأب وارزق الصبر لمن فقدهم وفى النهاية أننى لا أجد كلام وجد فى الحياة أقدر أقوله لكِ لكى اعطيكى حقك فكلام البشر لا يوجد ولكن فى كتاب الله يوجد خير الكلام (ووَصيْنَا الإنسانَ بِوَلِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْناً عَلى وَهْن وَ فِصلُهُ فى عَامَينِ أَنِ اشكرْ لى وَ لِوَلِدَيْك إِلىَّ الْمَصِيرُ ).
