أسعار اللحوم والدواجن اليوم 17 مايو    الشرطة الأمريكية تفض اعتصاما داعما لغزة بجامعة ديبول في شيكاغو (صور)    رد مفاجئ من «نتنياهو» على حقيقة استقالته بعد خلافات مع بايدن.. ماذا قال؟.. عاجل    «القاهرة الإخبارية»: جالانت يشدد على ضرورة حماية المدنيين في رفح الفلسطينية    قلق في إسرائيل بعد إعلان أمريكا التخلي عنها.. ماذا يحدث؟    «الأرصاد» تحذر من طقس ال 6 أيام المقبلة.. تعلن عن الأماكن الأكثر حرارة    مواعيد القطارات الجمعة على خطوط السكك الحديد    مهرجان إيزيس لمسرح المرأة يكرم مبدعات المسرح العربي    نجوم الفن يحتفلون بعيد ميلاد عادل إمام.. «شكرا يازعيم»    يوسف زيدان : «تكوين» استمرار لمحاولات بدأت منذ 200 عام من التنوير    بسمة وهبة عبر: يجب إعداد منظومة لمعرفة خط سير كل سائق في «أوبر»    دعاء تسهيل الامتحان.. «اللهم أجعل الصعب سهلا وافتح علينا فتوح العارفين»    الأزهر للفتوى يوضح سنن صلاة الجمعة    موعد مباراة ضمك والفيحاء في الدوري السعودي    بسبب عدم انتظام الدوري| «خناقة» الأندية المصرية على البطولات الإفريقية !    بسبب زيادة حوادث الطرق.. الأبرياء يدفعون ثمن جرائم جنون السرعة    النمسا تتوعد بمكافحة الفساد ومنع إساءة استخدام تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي    شريف الشوباشي: أرفض الدولة الدينية والخلافة الإسلامية    الاستخبارات العسكرية الروسية: الناتو قدم لأوكرانيا 800 دبابة وأكثر من 30 ألف مسيرة    بركات: الأهلي أفضل فنيا من الترجي.. والخطيب أسطورة    أضرار السكريات،على الأطفال    هل يشارك لاعب الزمالك في نهائي الكونفدرالية بعد وفاة والده؟    ملف يلا كورة.. موقف شيكابالا من النهائي.. رسائل الأهلي.. وشكاوى ضد الحكام    شبانة يهاجم اتحاد الكرة: «بيستغفلنا وعايز يدي الدوري ل بيراميدز»    بعد قفزة مفاجئة.. سعر الذهب والسبائك بالمصنعية اليوم الجمعة 17 مايو 2024 بالصاغة    مواقيت الصلاة اليوم الجمعة 17 مايو 2024    الذكاء الاصطناعى.. ثورة تكنولوجية في أيدى المجرمين الجدد    من أجل بطاقة السوبر.. ماذا يحتاج برشلونة لضمان وصافة الدوري الإسباني؟    فودة ووزيرة البيئة يوقعان بروتوكول أعمال تطوير مدخل أبو جالوم    يوسف زيدان يهاجم داعية يروج لزواج القاصرات باسم الدين: «عايزنها ظلمة»    تحرك جديد.. سعر الحديد والأسمنت اليوم الجمعة 17 مايو 2024 بالمصانع والأسواق    برج الجدى.. حظك اليوم الجمعة 17 مايو: "جوائز بانتظارك"    أحمد السقا يكشف عن مفاجأة لأول مرة: "عندي أخت بالتبني اسمها ندى"    فصائل عراقية تعلن استهدف موقع إسرائيلي حيوي في إيلات بواسطة الطيران المسير    " بكري ": كل ما يتردد حول إبراهيم العرجاني شائعات ليس لها أساس من الصحة    بعد اختفائه 12 يومًا.. العثور على جثة الطفل أدهم في بالوعة صرف بالإسكندرية    «واجبنا تجاه المنافع المشتركة والأماكن والمرافق العامة» .. موضوع خطبة اليوم الجمعة    محافظ الغربية: تقديم الخدمات الطبية اللائقة للمرضى في مستشفيات المحافظة    تركيب المستوى الأول من وعاء الاحتواء الداخلي بمفاعل محطة الضبعة النووية    الدراسة بجامعة القاهرة والشهادة من هامبورج.. تفاصيل ماجستير القانون والاقتصاد بالمنطقة العربية    براتب 1140 يورو.. رابط وخطوات التقديم على وظائف اليونان لراغبي العمل بالخارج    شروط الحصول على المعاش المبكر للمتقاعدين 2024    المظهر العصري والأناقة.. هل جرَّبت سيارة hyundai elantra 2024 1.6L Smart Plus؟    طارق مصطفى: استغللنا المساحات للاستفادة من غيابات المصري في الدفاع    عاجل - واشنطن: مقترح القمة العربية قد يضر بجهود هزيمة حماس    باسم سمرة يُعلن انتهاءه من تصوير فيلم «اللعب مع العيال» (صور)    براميل متفجرة.. صحفية فلسطينية تكشف جرائم إسرائيل في غزة    60 دقيقة متوسط تأخيرات القطارات بمحافظات الصعيد.. الجمعة 17 مايو 2024    كارثة تهدد السودان بسبب سد النهضة.. تفاصيل    لا عملتها ولا بحبها.. يوسف زيدان يعلق على "مناظرة بحيري ورشدي"    كلمت طليقى من وراء زوجي.. هل علي ذنب؟ أمين الفتوى يجيب    ترقب المسلمين لإجازة عيد الأضحى وموسم الحج لعام 2024    ماذا قالت نهاد أبو القمصان عن واقعة فتاة التجمع وسائق أوبر ؟    بنده السعودية.. أحدث عروض الهواتف المحمولة حتى 21 مايو 2024    كاميرا ممتازة وتصميم جذاب.. Oppo Find X7 Ultra    طريقة عمل بيكاتا بالشامبينيون: وصفة شهية لوجبة لذيذة    للحفاظ على مينا الأسنان.. تجنب تناول هذه الفواكه والعصائر    تنظم مستويات السكر وتدعم صحة العظام.. أبرز فوائد بذور البطيخ وطريقة تحميصها    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



(افتح قلبك مع د.هبة يس).... طب أنا غلطت فى إيه؟
نشر في اليوم السابع يوم 12 - 03 - 2012


أرسل (أ.أ) إلى افتح قلبك يقول:
أنا رجل عمرى 58 عاما، أعمل فى مهنه راقية، ومركزى مرموق جدا والحمدلله، قرأت مشكلة الأسبوع الماضى (أفتن على أبويا؟)، وتأثرت بها جدا، وحسيت إنها جت على الجرح زى ما بيقولوا، وحبيت أكتب حكايتى أنا كمان، ودى هاتكون أول مرة أفتح قلبى على الملأ كده، لكن أملى أنك أنتى وقراءك تقدروا تفيدونى برأى.
تزوجت أم أولادى من 34 سنة، زواج تقليدى جدا، هى قريبتى، وقتها أنا كنت لسه متخرج من الجامعة، وفى بداية دراساتى العليا، اتجوزت بس عشان أريح والدتى إلى كانت مصرة تشوف أولادى، أنا مكنتش بفكر فى الارتباط وقتها، ولا زوجتى خطرت فى بالى قبل كده، لكن قلت ليه لأ، ما هو أنا أساسا مش هايكون عندى وقت بعد كده إنى أدور على عروسة، وأنا مش من النوع إلى يعمل علاقات ويتعرف على بنات، خاصة وإنى كان هدفى الأساسى وقتها إنى أثبت نفسى فى شغلى أكتر من أى حاجة تانية.
أنجبت من زوجتى 4 أولاد، كلهم اتخرجوا من كليات قمة، وبيشتغلوا فى أماكن محترمة، ماعدا آخرهم، لسه بتدرس فى جامعة خاصة، بصراحة ماكنتش عايز أخلف أكتر من اتنين، لكن دى كانت إرادة الله قبل كل شىء، ورغبة زوجتى، لأنها كانت مابتشتغلش، وقررت إنها تفرغ حياتها ووقتها للأولاد.
أنا وزوجتى على خلاف من أول يوم جواز، هى من عائلة طيبة، ومن بيت متدين، لكنها هى متشددة جدا، إلى أقصى درجة، أغلب أمور الحياة عندها حرام، وكل مباهج الدنيا رفاهيات وكماليات مالهاش لازمة، ومش مفروض إن الواحد يفكر فيها، ولا فى أى حاجة تضيع وقته بعيد عن ربنا، والحقيقة هى طول عمرها يا بتصلى، يا بتصوم، يا بتحضر دروس دينية، وبس.. أيوه وبس، يعنى لا بيت نظيف، ولا أكل يؤكل، ولا اهتمام بنفسها أو بشكلها، ولا بى وبطلباتى طبعا، أقصى ما كانت تفعله هو أن تطعم الأولاد وهم صغيرين، وتنيمهم فى سرايرهم بالليل، أما ماعدا ذلك فهو غير ضرورى، ومضيعة للوقت، ولا يستحق الاهتمام.
نجحت فى دراستى، حصلت على الماجستير والدكتوراه فى وقت قياسى، والفضل ليها أكيد، طبعا لأنى ماكنتش بلاقى حاجة أعملها فى حياتى غير الشغل والمذاكرة، حتى الأكل ماكنتش بضيع فيه وقت، لأنى كنت باكل أغلب الوقت فى شغلى، لأنى لو رجعت البيت عشان أتغدى، ممكن مالاقيش أكل، أو ألاقيها صايمة فأكل لوحدى، أو ألاقيها نايمة عشان كانت بتقوم تصلى بالليل.
المهم كبرت فى شغلى، واشتغلت فى مكان محترم جدا، أى حد مكانى يحلم بيه، المكان ده كان بيلزمنى بالسفر لبلاد كتير عربية وغربية، كل أسبوعين تلاتة تقريبا، لفيت الدنيا كلها، فى خلال كام سنة أصبح لى أصدقاء ومعارف من جميع أنحاء العالم، بقيت أقابلهم وأزورهم، وفى المقابل كان المفروض إنى أستقبلهم فى بيتى أنا كمان لما يكونوا فى مصر، لكن فين؟...بيتى؟,ومين إللى يستقبلهم؟... مراتى؟، مستحيل... ده ماكنش رأيى، ده كان رأيها هى وبمنتهى الصراحة، هى مش موافقة على التعامل مع الجنسيات المختلفة دى، لأن منها ديانات مختلفة أو لا ديانة أحيانا، وبالتالى هى غير مستعدة لإدخال مثل هؤلاء إلى بيتها، وكمان هى مش فاضية للعزومات والطبيخ والكلام الفاضى ده، لأنه كله كلام دنيا، وشىء ما يهمهاش.
كان كل ما مركزى يكبر، ومعارفى تكتر أكتر، كل ما كنت باحس بالإحراج والخجل أكتر وأكتر، لأنى خارجيا وفى نظر الناس حاجة، وفى بيتى حاجة تانية خالص، حتى أولادى مش باعرف أكلمهم، لأنهم دايما فى دراستهم، وأنا دايما فى سفرى، ومراتى عمرها ما فكرت تكلمنى أو تخلى الأولاد يكلمونى وأنا مسافر، غير لما يكونوا عايزين حاجة.
طبعا خلافاتنا كانت واضحة لكل الأهل، وأكتر من مرة الناس حاولت تصلح ما بيننا، لكن مفيش فايدة، لاهى عايزة تغير رأيها، ولا أنا طبعا هاسيب شغلى وعلمى ومنصبى إللى وصلت له عشان أفضل جنبها، هددتها أكتر من مرة إنى هاتجوز عليها، لأنى حاسس إنى مش متجوز أصلا، وإنى مش لاقى حد أتكلم معاه أو أتونس بيه، ولا حتى يخدمنى فى بيتى، فأنا يوم بعد يوم كنت باحس إنى زى الضيف فى البيت، وضيف غير مرغوب فيه كمان، لكن كل إللى كان مانعنى من تنفيذ تهديدى لها إنى كنت مش لاقى واحدة تناسبنى وتتفهم ظروفى، فضلت على الحال ده لغاية ما بقى عندى 55 سنة، وأخيرا لقيتها.. نصى التانى بجد.
أرملة أصغر منى ببضع سنوات، معندهاش أولاد، روحها حلوة جدا، بتشتغل فى مكان محترم هى كمان، ومش محتاجة غير لحد يشاركها الحياة، زيى بالضبط، ماترددتش لحظة بعد ما قابلتها وعرفت ظروفها، طلبتها من أهلها واتجوزنا فى شهر، ولأول مرة أحس يعنى إيه زوجة، ويعنى إيه حد يضحك فى وشى، يفرح لفرحى، ويزعل لزعلى، يعمل لى الأكل إللى بحبه، يهتم بلبسى ونومى، يفكر معايا فى شغلى، ويرتب لى مواعيد سفرى، ملت عليا حياتى بمعنى الكلمة، حسيت إنى بجد ماكنتش عايش قبل كده، بقيت أحب أروح البيت_ بيتها طبعا_، وبقيت أحس إنى باوحش حد لما بسافر، وأخيرا بقى فى حد يتصل يسأل عليا وأنا مش موجود، كل ده غير إنها ست مرتبة جدا، على طول لبسها نظيف، وبيتها منظم، وأكلها حلو، وفوق ده كله عشرتها وصحبتها حلوة.
لما باتكلم معاها بترجع لى ثقتى فى نفسى كإنسان، لأنى مع طول خلافاتى وخناقاتى مع زوجتى الأولى، كنت بدأت أصدق إنى راجل لا يطاق، صعب العشرة، وباطلب طلبات خيالية لا يمكن تنفيذها غير فى الأحلام، لكن معاها باحس إنى طبيعى جدا، وإن إللى كنت باطلبه ده كان من حقى، وإنه ممكن جدا ومش ضرب من ضروب الخيال زى ما كنت فاكر، صدقينى لو قلت لك إنى معاها بلاقى أكتر من إللى كنت ممكن أتمناه قبل كده، ولا يمكن أجرؤ على إنى أحلم بيه.
لكن تفتكرى الدنيا ممكن تبتسم لى ببساطة كده؟، لأ طبعا، فزوجتى الأولى _التى لم أشعر يوما أنها زوجتى _ ما إن عرفت بزواجى التانى، حتى قلبت الدنيا عليا وعليها وعلى أولادنا، خناقات وفضايح وسط الأهل والجيران، تلم هدومى وترميها لى على السلم، تحرم على أولادى إنهم يشوفونى أو يكلمونى، وطبعا منعتنى من دخول البيت بعد ما حرمت نفسها على نهائيا، حاولت أتفاهم معاها، اتحملت أنا وزوجتى التانية أذاها كتير، سمعت كم من الإهانات لم أسمعه فى حياتى، صبرت على كل تصرفاتها الجنونية إللى وصلت لحد أنها تلوث سمعتى فى شغلى، وتفترى على بأنى كنت بتاع ستات طول عمرى، وإنى كنت على علاقة غير شرعية بزوجتى التانية قبل زواجنا.. وغيره وغيره من ألوان وفنون العذاب والنكد، لدرجة إنى أتعجب، ليه ماستعملتش كل قدراتها دى، وفكرت فى أفكار تقربنى منها بدل الحال إللى وصلنا له دلوقتى.
3 سنين عايش بنصين، نص حزين وكئيب، وغريب بين ولادى فى بيتى الأولانى، ونص تانى بمارس فيه إنسانيتى وكرامتى وإحساسى بأنى لسه عايش، أنا عندى استعداد أستحمل كل ده، لأنه مش جديد عليا، ما أنا طول عمرى مش لاقى نفسى فى البيت ده، لكن إلى قاتلنى بجد ومش قادر أستحمله، هو علاقة الأولاد بيا، وتعاملهم معايا، مريت معاهم بفترات قطيعة تامة، ثم معاملة جافة وقاسية وهجومية جدا، ثم أخيرا أصبحت علاقتنا زى ما بيقولوا بالضبط.. لا سلم ولا حرب، محدش فيهم بيكلمنى غير لما بيكون عايز فلوس، لا سؤال ولا اطمئنان، ولاحتى بيطمنونى عليهم أو بيدخلونى فى حياتهم أو مشاكلهم، وكل ما أحاول أقرب منهم يقولوا لى ما أنت طول عمرك بعيد، ليه جاى تفتكرنا دلوقتى؟، كفاية عليك إنك عايش مبسوط مع إللى أنت اخترتها وسبتنا إحنا نقاسى الأمر الواقع، كل ما أحاول أتقرب منهم أو أتودد ليهم ألاقى والدتهم شاحناهم شحنات مضادة تنسف أى مجهود من ناحيتى، لدرجة إن ابنى الكبير قالها لى مرة بصراحة: أنت بالنسبة لنا بنك وبس، ما تحاولش تلاقى لنفسك دور أكبر من كده!!... واللى أكد إحساسى ده، أن زوجتى الأولى بالرغم من كل المشاكل إللى حصلت دى قالت انها مش عايزة تطلق، قالت للأولاد أنا هافضل على ذمته عشان شكلكم الاجتماعى، وعشان يفضل يصرف علينا، لكن أكتر من كده مالوش حاجة عندى، وفعلا أنا أساسا مابشوفهاش لما باروح البيت أشوف الأولاد، ممكن تمر الساعات وأنا فى البيت، وهى قافلة عليها غرفتها ولا كأنى موجود.
وفى الآخر بسأل نفسى كل ده ليه؟ طب أنا غلطت فى إيه؟، كان ممكن أعمل إيه وأنا ماعملتوش؟، هو ذنبى إن أم أولادى لا تطاق ولا يمكن التعايش معاها؟، هى غلطتى أنى حاولت ألحق إللى باقى من عمرى وأعيش كإنسان وكراجل وكواحد طبيعى فى الدنيا دى؟، ليه ولادى بيتعاملوا معايا بالقسوه دى؟، وليه مش قادرين يفهموا المعاناة إللى كنت فيها، وإللى أنا لسه فيها بسبب أمهم؟، ليه مصدقين إنى أنا الإنسان الأنانى إللى فضل نفسه، واشترى راحته على حساب أولاده؟، ليه مش متخيلين إنى عمرى ما اتمنيت أبعد عنهم، وإن الظروف هى إللى اضطرتنى للوضع ده؟.. ممكن ألاقى عندك إجابة؟.
وإلى (أ) أقول:
أولا كان الله فى عونك، موقف حضرتك أكيد صعب، وعدم اهتمام الأبناء ده أكيد له مرارة لا تحتمل، لكن أنا عايزة أقول لحضرتك كام حاجة..
1) بالنسبه لزواج حضرتك الأول، واعتمادا على سرد حضرتك، فبالشكل ده الزيجة الأولى دى تقدر تعتبرها نوع من أنواع الابتلاءات، مش لأن زوجتك الأولى مش كويسة، لأ أنا مقدرش أحكم عليها كشخص، لكن عشان الحياة كانت كلها منغصات، وخلافات، ومشاكل، وحضرتك أكيد عارف إنه من خير متاع الدنيا الزوجة الصالحة التى إذا أمرتها أطاعتك وإذا نظرت إليها سرتك، ونظرا لأنك حرمت هذا المتاع، فإذا ده ابتلاء، ممكن يكون تكفير ذنوب، أو رفع درجات، أو غيره، لكن المهم إن حضرتك لازم تتقبله كما هو وبدون اعتراض، وأعتقد إن حضرتك عملت كده بالفعل، وتعايشت معاه على قدر استطاعتك.
2) حضرتك بتسأل (غلطت فى إيه؟)، مش هاقول لحضرتك إن غلطتك كانت سوء الاختيار من البداية، أو إنك ماخترتش من الأساس، وسبت الموضوع كله للوالدة، ولا هاقول لحضرتك إن غلطتك كانت الاستمرار فى الجوازة دى، وإنجاب الطفل بعد الآخر، بعد ما اكتشفت وتأكدت أنكم كزوجين متنافرين، مش هاقولك حاجة من دى، لكن اسمح لى حضرتك غلطت فى حاجة مهمة جدا، وهى إنك معملتش علاقة قوية بينك وبين أولادك، اعتبرت أن الأولاد وأمهم فى كفة واحدة، وسبت لها هى كل التصرف والتحكم، وبعدت، سواء بكيفك أو غصب عنك، لكن النتيجة كانت أن الأولاد اتعودوا أنهم مع أمهم على طول، وأن حضرتك دايما فى عالم تانى، ماقربتش منهم وهم صغيرين ليه؟، ما عملتش بينك وبينهم علاقات كأب ليه؟، ماصاحبتهمش ليه؟، ده حتى حضرتك بتشتكى إن والدتهم ماكنتش بتخليهم يكلموك وأنت مسافر، طب ماكنتش بتكلمهم أنت ليه؟,ليه رضيت بأنها هى وحدها تتحملهم بمشاكلهم بمسئولياتهم بكل تفاصيلهم، وجاى دلوقتى تقول انهم رافضينك فى حياتهم؟...
أنا مش بالوم على حضرتك لوحدك، أنا باكلم كل أب بيعتقد أن الأولاد دول مسئولية الأم لوحدها، وإن كل دوره هو الشغل والسعى ورا لقمة العيش، مش باقول اتفرغ لهم وسيب حالك، لكن باقول إنه لازم يكون فى بين الأولاد وأبوهم صله خاصة، مشاعر مميزة، حتى ولو كان الوقت ضيق، لكن لازم يحسوا بأن الإنسان ده مهم فى حياتنا، وهما كمان مهمين فى حياته.
3) طيب يعنى هو خلاص كده مفيش أمل؟، الولاد راحوا وإللى كان كان؟، لأ، طبعا لأ، ممكن جدا يرجعوا، وممكن جدا تبدأوا تكونوا أصحاب من دلوقتى، لكن بشرط واحد ولابد منه، المجهود المستمر، وحط ألف خط تحت المستمر دى، إوعى تزهق أو تيأس أو تقول مفيش فايده، فى النهاية ومهما حصل دول أولادك ولا مفر من التواصل بينكم، يبقى نبذل شوية مجهود زيادة عشان يكون التواصل ده فعال وممتع ومثمر، هم دلوقتى أكيد واخدين صف والدتهم لأنها كانت كل حياتهم، الأب والأم بالنسبه لهم، حتى وإن كان بها مساوئ ومشاكل، ده كله قد يعيبها كزوجة، لكن ما يعيبهاش كأم من وجهة نظرهم، والفرق بين الوضعين كبير، عشان كده هم ممكن مايكونوش فاهمين حضرتك تعبان من إيه، أو حاسين إنه شكواك دى مش مهمة، لأنها بالنسبة لهم أمهم، وإللى هى ولية أمرهم وإللى ربتهم، وإللى كانت كل شئ عندهم، وده طبيعى جدا ومفهوم.
لكن مع الوقت، ومع محاولات حضرتك المستمره فى التقرب ليهم، أكيد هايشوفوا فى حضرتك شخص تانى غير إلى عرفوه قبل كده، هايفهموا ان حضرتك مش الشخص (الخاين) إلى والدتهم بتشتكى من غدره ونكرانه للجميل، هايحسوا انك بجد مش بايعهم ولا مستغنى عنهم، ولا فضلت حياتك الجديدة عليهم.
كمان عايزة أطمن حضرتك، إن أولادك تفكيرهم هايتغير كتير بعد ما يرتبطوا ويتجوزوا، زى بالضبط صاحب رسالة (أفتن على أبويا؟)، لأنهم هايبدأوا يمارسوا دور الزوج والزوجة على أرض الواقع، وهايعيشوا بنفسهم منافعه ومشاكله، مميزاته وعيوبه، فهايكون وقتها من السهل عليهم إنهم يفهموا يعنى إيه زوجين مش متفاهمين، وأد إيه الحياة بتكون متعبة ومملة لو كل واحد من الزوجين فى وادى بعيد عن التانى زى ما كنت حضرتك مع أمهم.
عشان كده باقول لحضرتك ماتزهقش، وماتيأسش، وماتفقدش الأمل أبدا، حتى لو تطلب الأمر منك سنوات، وهو فعلا ممكن ياخد كده لأنه حضرتك كأنك بتبنى عمارة بأساسها من البداية، لأنه علاقة الأولاد بوالديهم فى الصغر هى إللى بتشكل (أساس العمارة) دايما، أما فى حالة حضرتك فللأسف مفيش عمارة ومفيش أساس، فهتحتاج لوقت طويل عشان كده كلمهم أنت، زورهم، خليهم يزوروك، اتقابلوا فى أماكن عامة، اعزمهم على الغداء أو العشاء، روحوا اتفسحوا مع بعض، المهم توصل لهم إنك عايزهم بجد، وإنهم يهموك بجد، وانهم كمان هايخسروا كتير لو فقدوا حد بيحبهم ويهتم بيهم زيك.
4) وأخيرا عايزة حضرتك تفهمهم إنه الإنسان له أكتر من دور فى الحياة، ممكن ينجح فى دور، ويفشل فى دور تانى، ممكن يتميز فى دور، ومايكونش أد كده فى دور تانى، وبالتالى فكون إن حضرتك لم تتميز فى دور (الزوج) بالنسبة لوالدتهم، هذا لا يعنى إنه لازم تفشل فى دورك (كأب) ليهم، زى بالضبط ما والدتهم لم توفق فى دورها (كزوجه) لحضرتك، لكن ده لم يؤثر فى دورها (كأم) لهم، هذه نقره وتلك نقره، حاول تقنعهم بده، مره ورا مرة، سواء بنفسك أو بالاستعانه بشخص هم بيحترموه وبيقدروا كلامه، لازم يحاولوا يفصلوا بين الدورين، خاصة أنه ومهما حصل حضرتك أبوهم، ولك عليهم حق البر والاحسان، سواء كنت شخص جيد أو سيئ، فحقك عليهم لا يسقط تحت أ0ى ظرف ومهما كانت الأحوال.
أنا عارفة إن الكلام أسهل من التنفيذ بكتير، لكن مفيش طريق تانى، ادعى ربنا إنه يهديهم لك، وإنه يصلح ذات بينكم، وأفضل حاول طول الوقت، وافتكر إن ده هو التمن إللى ممكن تدفعه مقابل عدم تواصل حضرتك معاهم زمان، والحمد لله إن ربنا رزقك بزوجه صالحه تسعدك وتراعيك، وتعينك وتقويك على تكملة المشوار إلى لازم هاتمشيه.
هاتقول لى طب والأولاد مش عليهم دور هم كمان؟، هاقولك أكيد، لكن أنا ركزت على دور حضرتك عشان انت إلى أرسلت الرساله، وبالتالى انت إلى هاتقرأ الرد، وثانيا لأن البداية لازم تكون من عند حضرتك، لازم يطمئنوا ويصدقوا إنك بتقرب لهم بقلب ومش تأدية واجب، ولا عندا فى والدتهم، وأن احساسك تجاههم عمره ما هايقل حتى مع زواجك التاني، وبعد كده يبدأ دورهم هم فى الاستجابة وتبادل الاهتمام.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.