قالت حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، اليوم الأربعاء، إن مكاتب لجنة الانتخابات فى قطاع غزة، الذى تسيطر عليه، مفتوحة وجاهزة، لكن تفاصيل عملها على الأرض تحتاج إلى تفاهمات وعمل مشترك ما بين غزة والضفة. وأعلن قيادى بحركة فتح اليوم، أن تشكيل الحكومة الفلسطينية سيبقى معطلاً لحين السماح للجنة الانتخابات بالعمل فى قطاع غزة. واعتبر الناطق باسم حركة حماس فوزى برهوم أن تصريحات فتح فى هذا الصدد تعد هروباً من استحقاقات المصالحة التى يجب أن تتعامل معها فتح بشكل جدى. وقال، "إن الانتخابات ليست فقط تسجيلا أو عملية إحصائية بل هى عمل سياسى مرتبط بالحريات"، مشيرا إلى أن المطلوب من الفلسطينيين لإجراء الانتخابات هو تشكيل شبكة أمان وطنية لحماية المصالحة. وتابع، "إننا نريد أجواء إيجابية لإجراء الانتخابات بشكل نزيه"، مشيرا إلى أن تشكيل الحكومة مرهون بأن تكون الحكومة مؤقتة وبمهمات محددة، وهى التمهيد لإجراء الانتخابات والتأسيس لإعادة إعمار قطاع غزة، إضافة إلى تفاهمات بين فتح وحماس لحين ضمان إجراء الانتخابات بكل شفافية ونزاهة، مؤكداً أن حركته تؤيد تشكيل الحكومة ما دامت فى إطار حماية المصالحة. وعن الاتصالات بين حماس وحركة فتح، قال برهوم، "إن الاتصالات لم تنقطع، والأصل أن تزيد هذه الأيام لتشكيل الحكومة الانتقالية". ونفى رئيس وفد حركة فتح للحوار عزام الأحمد ما أعلنه رئيس وزراء حكومة غزة إسماعيل هنية، قبل يومين، عن تشكيل طاقم مشترك من فتح وحماس للاجتماع والتشاور فى قضية تشكيل الحكومة المقبلة، مبيناً أن فتح لم تكلف أياً من قادتها بغزة لتشكيل مثل هذا الطاقم. وأكد الأحمد أنه لا ترتيبات جديدة حتى الآن بين فتح وحماس بشأن تشكيل الحكومة القادمة، وأن حركته بانتظار رد حماس. على جانب آخر، قالت حركة حماس، إن الأجهزة الأمنية الفلسطينية اعتقلت أربعة من أنصارها فى محافظتى نابلس والخليل بينهم أسير محرر. وعلى صعيد متصل، قالت حركة فتح، "إن مسألة تشكيل حكومة التوافق الوطنى برئاسة الرئيس محمود عباس ستبقى معطلة إلى حين سماح حماس للجنة الانتخابات المركزية بممارسة نشاطها فى قطاع غزة وتحديث السجل الانتخابى تمهيداً لإجراء الانتخابات الرئاسية والتشريعية وفقاً لإعلان الدوحة الذى وقعه الشهر الماضى أبومازن وخالد مشعل رئيس المكتب السياسى لحركة حماس". ونفى الدكتور جمال محيسن، عضو اللجنة المركزية لحركة فتح، فى تصريح له اليوم، ما تردد عن تقديم الرئيس أبومازن قائمة بأسماء وزراء حكومة التوافق خلال أسبوعين، وقال، "إن الرئيس لا يجد الوقت ليتفرغ لقضايا خدمية بعيدة عن الموضوع السياسى، فهو قبل مهمة تشكيل الحكومة لأنها محددة الوقت والمهام"، مؤكداًَ أن الحكومة القادمة ستكون حكومة مستقلين ولا أحد يتوقف عند تشكيلها من حيث الانتماء السياسى. واعتبر محيسن أن الحل الوحيد لإطلاق عجلة المصالحة يكمن فى سماح حماس للجنة الانتخابات المركزية بالعمل فى غزة لتحديث السجل الانتخابى لعدد 250 ألف مواطن فى القطاع، وهو الأمر الذى يحتاج ذلك إلى 6 أسابيع ويصدر بعده أبومازن مرسوما لإجراء الانتخابات. وعن مطالبة حماس بضرورة حصول أبومازن على ضمانات من إسرائيل لإجراء الانتخابات فى الضفة الغربيةوالقدس، باعتبار ذلك أحد المعوقات التى تجعل الحركة تتشكك فى إمكانية نجاحها، أشار قيادى فتح إلى أن الانتخابات جرت فى الضفة والقدس عامى 1996 و2006 ولم تمنعها إسرائيل. وحول أزمة الكهرباء فى قطاع غزة، قال محيسن، "إننا معنيون بتوفير الكهرباء لكل أبناء الشعب الفلسطينى، سواء فى غزة أو القدس أو الضفة الغربية، وقد تحملت السلطة الأعباء فى الفترة الماضية، ولكن إذا مازالت حماس تعتبر الحكومة المقالة بغزة قائمة فمن المفترض أن تتحمل الأعباء الملقاة عليها لخدمة القطاع، أما أن تكون حكومة وتنتظر السلطة فى رام الله للصرف عليها فهذا أمر غير مقبول".