قال الباحث عبد العزيز جمال الدين إنه عكف على تحقيق مخطوط "تاريخ البطاركة" لساويرس ابن المقفع، لأنه يغطى فترة تاريخية تمتد لنحو 20 قرنا، وهو ما يدعم رؤيته الذاهبة إلى أن لمصر تاريخا واحدا وليس عدة تواريخ بحسب التقسيم الأكاديمى لهذا التاريخ من فرعونى وبطلمى ورومانى .. إلخ. وأضاف جمال الدين - خلال لقاء مع القسم الثقافى بوكالة أنباء الشرق الأوسط، وذلك بمناسبة صدور كتابه "تاريخ مصر من بدايات القرن الأول الميلادى، وحتى نهاية القرن العشرين من خلال مخطوطة تاريخ البطاركة لساويرس ابن المقفع" - أن هذا التقسيم الأكاديمى للتاريخ كان بهدف الترويج السياسى لمرحلة من مراحل التاريخ باعتبارها الأهم والأعظم. وتابع: "بعض الأكاديميين يهتمون بالفترة الإسلامية ويعتبرون أنها الفترة الأكثر إضاءة فى تاريخ مصر لأنها ليست وثنية كما هو حال الفراعنة أو، كافرة كما هو الحال مع الأقباط"، معتبرا أن هذا التمييز ليس له علاقة بالعلم، وقال: "لكن هذا لا يمنع من أن الكثير من الأكاديميين اهتموا بهذا التقسيم من أجل إضاءات أكثر دقة". وعن بداية تحقيقه لهذه الموسوعة، الصادرة عن هيئة قصور الثقافة مؤخرا، قال جمال الدين: "اقتنيت نسخة وهى عبارة عن أجزاء من هذا الكتاب فى عام 1970 كان قد نشرها معهد الدراسات القبطية، وذلك من معرض القاهرة الدولى للكتاب، ثم بدأت رحلة البحث عن الأجزاء الناقصة، واكتشفت أن هذا الكتاب طبع فى أوائل القرن العشرين فى فرنسا كطبعة غير مكتملة". ولاحظ جمال الدين أن هذا الكتاب لم يؤلفه شخص واحد، حيث إن أهم مشكلة واجهته لتحقيقه هى العثور على نسخة كاملة من الكتاب، فمن جاءوا بعد ساويرس ابن المقفع نقلوا عن نسخته وزادوا عليها أى أن هناك كميات هائلة من النسخ ترجع لأزمنة مختلفة وبعضها مكتمل، والبعض الآخر غير مكتمل، وحتى النسخة المكتملة بها أجزاء ناقصة. وتابع أن المشكلة الأخطر هى أن اللغة تتغير من نسخة لنسخة، فعكفت على تصوير نسخ المخطوطات الموجودة بدار الكتب وراعيت لإنجاز الكتاب ألا يسقط جزء من السرد التاريخى وعدم تجاوز أية لغة تم كتابة النسخ المختلفة بها.