"ازاى حبيتك أنت وحبيتك انت ليه .. احتار القلب يسأل واحتارت أقول له إيه"، هكذا رسم الشاعر الغنائى الراحل حسين السيد صورة القلب عندما يحتله الحب لأول مرة ويدغدغ مشاعره، كما عبر عن لحظات العذاب والوجد والحيرة ليصبح مترجما بكلماته لآهات العشاق ونبضاتهم من خلال كلمة أغنية آهة حب. وتدلل أغنيات حسين السيد على صدق عاطفته التى بثها من خلال روائعه وأشعاره التى كتبت الشهرة لمطربى الزمن الجميل عندما تغنوا بها، ولعل هذا الصدق يظهر جليا فى تجاربه التى أكدتها رحلة حياته الغنائية منذ الأربعينيات ، وحتى وفاته فى مارس 1983 . الباحث فى أشعار حسين السيد يقف طويلا أمام سحر كلماته ونغمات حروفه التى سيطر عليها عذاب العاطفة، وورد هذا فى أجمل أغنياته لعمالقة الطرب فى الوطن العربى منهم محمد عبد الوهاب وعبد الحليم حافظ وفريد الأطرش ومحمد فوزى وشادية ونجاة وصباح وفايزة أحمد وغيرهم. يقف المتابع لصوت هؤلاء العمالقة عند بعض الأغنيات التى تتجاوب مع عاطفتهم والتى كتبها الشاعر الكبير كأغنيات "كل ده كان ليه" و"فين طريقك فين" و"خى ياخى" و"ساعة ما بشوفك جنبي" لعبد الوهاب و"قولى حاجة" و"ظلموه" و"أهواك" لعبد الحليم و"ياويلى من حبه" و"ارحمنى وطمنى" و "أبو ضحكة جنان" لفريد الأطرش و"ذهب الليل" و"ماما زمانها جاية" لمحمد فوزى و"على اليادى" و"مرسال الهوى" لنجاة و"نحن لا نزرع الشوك" لشادية وغيرهم . ولم يقتصر حسين السيد على شكل كتابة الأغنية العاطفية فقط بل برع فى كتابة الدويتوهات كروائع "حاجة غريبة" غناء عبد الحليم وشادية ودويتو "خيال حبيبى المجهول" التى تغنت به المطربة ليلى مراد مع اليأس مؤدب وغيرهم، كما كتب أغنية "ست الحبايب" التى تغنت بها فايزة أحمد و"حبيبة أمها" لصباح. ومع مرور الذكرى التاسعة والعشرين على رحيل الشاعر الكبير حسين السيد مازالت أشعاره يتغنى بها مطربى الوطن العربى جميعا ويستمع لها الأجيال.