أكد اللواء خالد فوده محافظ جنوبسيناء، أن العيد القومي لجنوبسيناء يمثل عيدا لمصر بأسرها لأنه احتفالا بمناسبة استعادة آخر جزء من أرض الوطن واخر ذرة من ترابها المقدس، حيث اكتمل تحرير أرض سيناء لاسترداد طابا من خلال التحكيم الدولي. جاء ذلك خلال الندوة التوعوية الجماهيرية التي نظمتها محافظة جنوبسيناء اليوم الأحد، بجامعة الملك سلمان بمدينة شرم الشيخ، احتفالا بالذكرى ال34 لعودة طابا للأراضي المصرية، بحضور اللواء خالد فودة، محافظ جنوبسيناء، واللواء سمير فرج، الخبير الاستراتيجي، والدكتور مفيد شهاب، أستاذ القانون الدولي وعضو لجنة التحكيم في قضية طابا، والدكتور اشرف سعد رئيس جامعة الملك سلمان، وممثلي طوائف المجتمع ولفيف من القيادات التنفيذية بمحافظة جنوبسيناء، وطلاب مدارس شرم الشيخ ، وطلاب المدارس الثانوية العسكرية بالمحافظة،وطلاب جامعه الملك سلمان.
ووجه المحافظ للشباب كلمته مؤكدا علي أن مصر تستخدم كل الطرق في استرداد حقوقها، لافتا إلى معركة التحرير التي بدأت بحرب أكتوبر المجيدة والتي كان أحد أبطالها اللواء دكتور سمير فرج، ثم اكتملت بمعركة أخرى بعد معاهدة السلام ألا وهي معركة الدبلوماسية المصرية والتحكيم الدولي التي كان ضمن أحد أبطالها الدكتور مفيد شهاب.
وطالب المحافظ من الشباب التعلم واكتساب الخبرات وتنمية الوعي وترسيخ قيم الولاء والوطنية، واتخاذ هؤلاء القادة نماذج وقدوة لهم في المستقبل.
وقال المحافظ، إن الشباب هم أمل مصر القادم، لذا يحرص الرئيس السيسي على إعدادهم ليصبحوا قادة المستقبل، وذكرى عودة طابا تستلهم شجاعة وصبر الجانب المصري.
وأشار إلى أن مثل هذه الندوات ترسخ الهوية والعقيدة لدى الشباب، وذلك من خلال إطلاعهم على الفكر الدولي، وكيف تستخدم الدول الشباب في إسقاط وتدمير أوطانهم.
وقرر المحافظ منح مكافأة 5 آلاف جنيه لعدد 5 فائزين لكل فائز ألف جنيه من طلاب الثانوية العامة وجامعة الملك سلمان بشرم الشيخ في مسابقة لكتابة مقال عن محتوي الندوة والدروس المستفادة تشجيعا لهم وترسيخ الروح الوطنية والانتماء.
وفي نهاية كلمته وجه محافظ جنوبسيناء، التحية للدكتور مفيد شهاب، واللواء دكتورسمير فرج، لتلبيتهم دعوته لتوعية شباب سيناء بأهمية هذه الأرض، التي تعد بوابة أمن مصر الشرقية، وترسيخ قيم المواطنة والانتماء لديهم، وعدم الانصياع وراء المخططات الخارجية التي تهدف تدمير الدول من خلال تدمير أبناءها.
والقي الدكتور مفيد شهاب، أستاذ القانون الدولي وعضو لجنة التحكيم في قضية طابا، والشئون القانونية والمجالس النيابية الأسبق، محاضرة تحت عنوان "حقائق_ الدروس المستفادة "، وفي مستهل المحاضرة قدم التهنئة للقيادة السياسية، ومحافظ جنوبسيناء، وأهالي سيناء بالعيد القومي للمحافظة، مؤكداً أن في ذكرى عودة طابا يجب أن نحتفل بكافة الانجازات التي تجري على أرض سيناء، هذه المشروعات تؤكد إخلاص وتفاني القيادات السياسية لخدمة هذا الوطن.
وتابع أنه جرى تحرير طابا من خلال ملحمة دولية قانونية، ويعد نصر أكتوبر ملحمة حربية أبهرت العالم ، خاصة أن الجيش المصري نجح في اقتحام خط بارليف وأعاد أرضه بالقوة، لافتاً أن مصر نظمت حرب الاستنزاف لتشغل العدو، وحين جاءت اللحظة الحاسمة جرى حسم المعركة لصالح مصر ورفع العلم المصري على أرض سيناء.
وأشار إلى أن جنود مصر أكدوا للعالم أن المصريين يضحون بأرواحهم من أجل استعادة حبة رمل مصرية، مؤكدا أن نصر أكتوبر هو ما دفع العدو إلى التفاوض مع مصر، وعندما وافقت مصر على التفاوض ليس من أجل التصالح وإنما من أجل استرداد باقي أراضيها، ومن هنا جاءت اتفاقية السلام التي حددت كيف سيجري الانسحاب من باقي الأراضي المصرية، وحاولت إسرائيل الاحتفاظ ببعض المواقع بكافة الطرق منها شراء بعض الأراضي، والتشكيك في خط الحدود من خلال تغير مواقع العلامات الحدودية، وهذه العلامات عبارة عن قواعد خرسانية توجد عليها قطعة حديدية ، وهذه العلامات مرقمة، ولكنها في النهاية فشلت لقوة حجة ودليل مصر بأحقيتها في هذه المناطق، حتى عادت طابا إلى الأراضي المصرية بعد معركة التحكيم الدولي التي خاضتها مصر.
وألقى اللواء الدكتور سمير فرج، المفكر والخبير الاستراتيجى، محاضرة تحت عنوان " تحديات الأمن القومي المصري" أكد فيها أن مصر هي الدولة الوحيدة التي نجحت في استرداد أرضها بالكامل عن طريق نصر أكتوبر ثم المفاوضات وبعد ذلك التحكيم الدولي لاسترداد طابا، واليوم تشهد سيناء مشروعات كبرى وتنمية غير مسبوقة، وأصبحت مصر دولة محورية كبرى تلعب دورا مهما في المنطقة.
وأوضح أن مصر لها علاقات قوية مع كافة دول العالم وتعمل على تعزيزها باستمرار لتحقيق المصلحة الوطنية، وتحرص على تنفيذ استراتيجية احتواء العالم ، وذلك من خلال توطيد العلاقات بين دول أفريقيا، وجاري إنشاء أكبر سد في أفريقيا بتنزانيا، وجرى عقد اتفاقية مع السودان إضافة إلى تنفيذ تدريبات عسكرية مشتركة معها، وفي حوض البحر المتوسط نجحت مصر في ترسيم الحدود مع قبرص وإسرائيل، إضافة إلى توطيد العلاقة مع كافة دول حوض البحر المتوسط.
وفي نهاية الندوة كرم المحافظ المحاضرين بهدايا تذكارية، وتم التقاط الصور التذكارية.
