تحديثات قوانين كرة القدم دائما ما يكون الهدف منها تسريع "الرتم" المباريات، وزيادة متعة الجماهير، وهو ما شاهدناه في كأس العالم 2022 بقطر، وأشاد به الجميع، ولكن الإشادة الحقيقة كانت من المتخصصون في كرة القدم، بتكامل المنظومة داخل الملعب من لاعبين وأجهزة فنية وحكام، ولفت نظر الكثير بجانب المستويات الفنية الرائعة للمباريات، إدارة الحكام للوقت بدل الضائع، والذى أجبر اللاعبين على الالتزام داخل الملعب والابتعاد عن إضاعة الوقت. وشهدت مباراة إنجلترا وإيران في كأس العالم، والتى انتهت بنتيجة كبيرة 6-2 لإنجلترا، احتساب الحكم البرازيلي رافائيل كلاوس، 24 دقيقة وقتا بدل ضائع امتد إلى 27 دقيقة باحتساب الوقت الإضافى في الوقت بدل الضائع (14 في الشوط الأول و13 في الشوط الثاني)، وغيرها من مباريات كأس العالم 2022 التي شهدت منح المنتخبات كامل حقها في المباراة. وتوقع الجميع أن تمتد هذه الظاهرة الرائعة إلى مبارياتنا المحلية وهو ماحدث عقب انتهاء كأس العالم مباشرة، وشاهدنا حكام تحتسب الوقت بدل الضائع بالثانية، وتفاءل الجميع بالقضاء على ظاهرة إضاعة الوقت من بعض اللاعبين الذين أصبحوا ماركة مسجلة في استهلاك الوقت بشكل قانونى وغير قانوني، ولكن مع تواصل المباريات وبمرور الوقت نسى الجميع ما شاهدناه في كأس العالم، وعاد الحكام إلى احتساب الوقت الرسمي للمباريات حسب نتيجتها، وفى الغالب يكون 6 دقائق فقط. وعلى سبيل المثال شاهد الجميع في مباراة الأهلى وفيوتشر في الدورى الممتاز، الحكم أمين عمر، أوقف المبارة من الدقيقة 87 للرجوع للفار في احتساب ضربة جزاء للأهلى، والتي اهدرها محمد مجدى افشة، واحتسب الحكم وقتها 8 دقائق وقت بدل ضائع، تم إضاعة منها 4 دقائق كاملة من الدقيقة 90 حتى الدقيقة 94 وقت تنفيذ ركلة الجزاء، وأطلق الحكم صافرة النهاية في الدقيقة 99.50، بمعنى إضاعة دقيقتين و10 ثوانى كاملة من الوقت بدل الضائع بطريق شرعى عن طريق الحكم نفسه، بعيدا عن الوقت المهدر من اللاعبين. وفى بعض المباريات قد يتعمد حكم اللقاء إيقاف اللعب لتخفيف حدة التوتر داخل الملعب، مع احتسابه في الوقت بدل الضائع، ولكن الغريب أن يطلق حكم صافرته لاحتساب فاول أو أوفسيد على فريق رغم أن الكرة في حوزة الفريق المنافس، والمضحك أكثر أن يوقف الحكم المباراة لمنح لاعب بطاقة صفراء لإضاعة الوقت والانتظار لتسجيل الكارت في بطاقته مما يستغرق وقتا أكثر من الذى أضاعة اللاعب، وهنا يجب التنبيه على الحكام وإخطارهم بأهمية الوقت وتسريع "رتم" المباراة، لزيادة متعة كرة القدم.
