بدأت مصر حملات مكثفة لترويج السياحة بالهند من خلال تقديم عروض خاصة من جانب عدد من شركات السياحة المصرية لمحبى السفر والسياحة من الشباب بالهند، كما أنها بدأت عمل رحلات مباشرة من نيودلهى إلى القاهرة، فى إطار برنامج يهدف إلى فتح أسواق جديدة بآسيا وأمريكا اللاتينية. وأشارت صحيفة "ديكان كرونكل" الهندية إلى المشاركة المصرية بالحدث السياحى الأهم الذى تقيمه الهند حاليا "سات 2012"، وذلك فى إطار الحملة المصرية لاستعادة المعدلات السياحية والتى شهدت انخفاضا ملحوظا منذ العام الماضى فى أعقاب الثورة المصرية التى أطاح بنظام الرئيس مبارك. وأكد السفير المصرى بالهند خالد البقلى إلى عمق العلاقات المصرية الهندية والتى ترجع إلى العديد من الروابط المشتركة التى تجمع البلدين، مشيرا إلى التقارب الثقافى المتميز بين الشعبين. وأشار الدبلوماسى المصرى إلى أن معدلات السياحة فى مصر قد شهدت تدهورا كبير، خلال العام الماضى، حتى أن أعداد السائحين قد انخفضت بنسبة تصل إلى 40 بالمائة، خاصة فى ظل ما شهدته البلاد من اضطرابات سياسية وأمنية عقب الثورة المصرية، إلا أنه قد أبدى تفاؤله الشديد، مؤكدا أن مصر سوف استقرار كبيرا خلال المرحلة القادمة، خاصة بعد الانتخابات الرئاسية القادمة والمقرره فى منتصف هذا العام. وأوضحت الصحيفة الهندية أن أعداد السائحين الذين زاروا مصر خلال عام 2011 قد انخفضت للغاية، وهو ما أثر سلبا على الاقتصاد المصرى كما أدى كذلك إلى تزايد أعداد العاطلين. وأكد السفير المصرى أن قطاع السياحة يعد من أهم القطاعات الاقتصادية فى مصر، خاصة وأنه يمثل حوالى 11 بالمائة من الناتج الإجمالى المحلى، موضحا أن المصريين عندما أعربوا عن احتجاجاتهم فى ميدان التحرير العام الماضى، قد طالبوا بالخبز والعدالة الاجتماعية، وهو ما يمكن تحقيقه اذا ما تمكنا من احياء السياحة وغيرها من القطاعات الحيوية. وأشارت الصحيفة إلى أن شركة مصر للطيران تجرى مباحثات حاليا مع السلطات الهندية من أجل تنظيم رحلات مباشرة من العاصمة الهندية نيودلهى إلى القاهرة مباشرة، كخطوة مهمة لجذب المزيد من السائحين الهنديين، موضحة أن هناك رحلات مباشرة تعمل حاليا بين مدينة مومباى والقاهرة. وأوضحت الصحيفة أيضا أن عدد السائحين الهنديين الذين زاروا مصر فى عام 2010 قد وصلوا إلى ما يقرب من 115 ألف سائح، فى حين أن الحكومة المصرين تخطط أن يصل أعداد السائحين من الهند إلى أكثر من مليون سائح حتى عام 2015. وأكد الدبلوماسى المصرى أن أكثر من 60 بالمائة من الكثافة السكانية بالهند هى من الشباب، ولذلك فإن الحكومة سوف تعمل على جذب مزيدا من الشباب الهندى خلال المرحلة، معتبرا أن ذلك يعد فرصة مهمة للتواصل بين شباب البلدين. وقد أكد البقلى أنه لا توجد أى مخاوف أمنية خاصة وأن الأماكن السياحية فى مصر لم تشهد أى تأثر أمنى منذ قيام الثورة فى العام الماضى.