قال بنك الشعب الصينى "البنك المركزى"، إن احتياطى الصين من النقد الأجنبى انخفض إلى 3.18 تريليون دولار أمريكى مع نهاية الربع الأخير من العام الماضى وهو أقل بقيمة 20.6 مليار دولار أمريكى عن الربع الثالث من نفس العام، حيث تعد هذه المرة الأولى التى تشهد خلالها الصين، وهى أكبر مالكة فى العالم حاليا لاحتياطى النقد الأجنبى، انخفاضا ربعيا فى الفترة الأخيرة. وقال التقرير الصادر عن بنك الشعب الصينى، اليوم "الثلاثاء"، إنه على الرغم من أن احتياطى الصين من النقد الأجنبى ارتفع إلى 72.1 مليار دولار أمريكى فى شهر أكتوبر الماضى، إلا أنه انخفض الى 9 ر52 مليار دولار أمريكى و39.76 مليار دولار أمريكى فى نوفمبر وديسمبر على التوالى. من جانبهم، قال محللون اقتصاديون، إن الانخفاض فى احتياطى النقد الأجنبى فى ديسمبر يعتبر إشارة قوية إلى سيولة رأس المال الحذر إلى خارج الصين وسط أزمة الديون القيادية فى أوروبا والاضطراب الاقتصادى فى الولاياتالمتحدة.. مشيرين إلى أن صناديق اليوان المستحقة للنقد الأجنبى فى البلاد انخفضت إلى 25.36 تريليون يوان صينى (4 تريليونات دولار أمريكى) فى ديسمبر، بانخفاض 3 ر100 مليار يوان مقارنة مع نوفمبر. أما رئيس معهد البنوك والمالية بجامعة التجارة والاقتصاد الدولى فى الصين دينغ تشى جى فقال "إن انخفاض احتياطى النقد الاجنبى وصندوق اليوان المتعلق بالنقد الأجنبى يعد استجابة عادية لسوق النقد الأجنبى الجارى الذى يتعرض لتأثيرات ناجمة عن أزمة الديون الاوروبية.. مضيفا أن حجم تدفق رؤوس الأموال التأملية، أو "الأموال الساخنة" يمكن أن يتحدد بشكل سهل من خلال حذف الفائض التجارى والاستثمارات الخارجية المباشرة من صناديق اليوان ذات الزيادة الجديدة. وأوضح أن الانخفاض الحاد لصناديق اليوان توضح أن تدفق رؤوس الأموال الخارجية إلى الصين يحتوى على عنصر اجتذاب، لأن الصين سجلت نموا فى الاستثمارات الخارجية المباشرة وفائضها التجارى.. مستشهدا بأرقام الجمارك التى تقول إن الفائض التجارى فى ديسمبر ازداد الى 16.52 مليار دولار أمريكى من 14.53 مليار دولار امريكى فى نوفمبر. وتوقع تشانغ مينغ، الخبير المالى الدولى فى أكاديمية الصين للعلوم الاجتماعية أن رؤوس الاموال الأجنبية قصيرة الأمد ستواصل انسحابها من الاقتصادات الناشئة الجديدة فى النصف الأول من هذا العام. يذكر أن انخفاض صناديق اليوان تزامن مع التوقعات حول ارتفاع أسعار العملة الصينية (اليوان) الذى أصبح ضعيفا فى ديسمبر إثر القلق حيال انخفاض ثانى أكبر الاقتصادات فى العالم، حيث حقق إجمالى الناتج القومى فى الصين نموا بنسبة 1 ر9 فى المائة فى الربع الثالث منخفضا من نسبة 9.7 فى المائة فى الربع الأول و9.5 فى المائة فى الربع الثانى من العام الماضى، وخلال ديسمبر الماضى أيضا، واصل اليوان خفض سعره مقارنة بالدولار الأمريكى فى الأسواق نتيجة إلى القلق بأن المطالب الخارجية المتعثرة قد تؤثر على النمو فى الصين.
