قالت صحيفة "الجارديان" البريطانية، إن التوتر بين الحكومة الأمريكية والمجلس العسكرى الحاكم فى مصر بلغ ذروة جديدة، بعد منع عدد من النشطاء الأمريكيين، وبينهم نجل أحد أعضاء إدارة الرئيس باراك أوباما، من مغادرة البلاد، فى إشارة إلى استمرار الخلاف إثر الانتخابات البرلمانية الأخيرة. وتم منع سام لحود، نجل وزير النقل الأمريكى راى لحود، أثناء تواجده فى مطار القاهرة، يوم السبت، من مغادرة البلاد، فى تصعيد كبير للمواجهة الدبلوماسية بين البلدين، حيث يرأس لحود فرع مصر من المعهد الجمهورى الدولى، وهو مؤسسة بحثية محافظة راقبت الانتخابات التى جرت فى الأسابيع الأخيرة فى أعقاب الإطاحة بنظام الرئيس حسنى مبارك. ووفقًا لصحيفة "بوليتيكو" الأمريكية، تم وضع "لحود" على قائمة "حظر الطيران"، من دون تفسير، بعد أن حاول الصعود على متن الطائرة فى محاولة للتنصل من العداء المتنامى تجاه الولاياتالمتحدةالأمريكية، والمنظمات غير الحكومية الأجنبية الأخرى، حسب تعبير "الجارديان". وقال لورن كرينر، رئيس المعهد الجمهورى الدولى، إن المعهد سأل مسئولين مصريين عن سياسة حظر الطيران التى لاحقت "لحود" ورفاقه، وجاءت إجابتهم بأنها فى إطار استكمال التحقيقات عقب الغارات التى شنها الأمن المصرى على عدد من منظمات المجتمع المدنى فى ديسمبر، وأن هؤلاء النشطاء يمكن أن يحاكموا قريبًا. وأضاف "كرينر"، "هذا مقلق جدًا، أن تثير مصر مثل هذا النوع من الأشياء وهى حليفة تتلقى مليارًا ونصف المليار دولار من المساعدات الأمريكية كل عام". وأوضح "كرينر" أن إدارة أوباما تعمل جاهدة لتخفيف الأزمة، قائلاً، إن العاملين الخمسة التابعين للمعهد الجمهورى الدولى فى القاهرة، والذين تم وضعهم على قائمة الممنوعين من السفر، ثلاثة منهم أمريكيون لديهم حرية التحرك فى جميع أنحاء البلاد، ومعهم جوازات سفرهم. وأشارت "الجارديان" البريطانية إلى أن هذه الخطوة تأتى فى أعقاب غارة أجريت يوم 29 ديسمبر ضد 17 منظمة غير حكومية من قبل قوات الأمن المصرية، صادرت فيها أجهزة كمبيوتر وأموالاً ومستندات. وكان الرئيس أوباما أثار مضايقة منظمات غير حكومية أمريكية وأجنبية أخرى فى اتصال هاتفى مع المشير حسين طنطاوى يوم 20 يناير. ولفتت الصحيفة إلى أن أنباء قوائم حظر الطيران أثارت موجة من النشاط الدبلوماسى، والإدانة العلنية، ضد تصرفات السلطات المصرية، وقال جون ماكين، سيناتور ولاية أريزونا الأمريكية، إنه كان يراقب الأحداث فى مصر مع "تنامى القلق والغضب"، مضيفًا "أنه أمر شائن أن تمنع السلطات المصرية هؤلاء الأفراد من مغادرة البلاد". ورأت "الجارديان" أن هذا التصعيد يشكل تحديًا دبلوماسيًا حساسًا لإدارة أوباما، وأن حكومة الولاياتالمتحدة تتعرض لضغوط متزايدة من الكونجرس لتعليق المساعدات التى تحصل عليها القاهرة كل عام، والبالغة 2 مليار دولار، ومعظمها فى شكل مساعدات عسكرية. وتابعت، "بينما نحتاج إلى النظر للاحتجاج ضد مقاومة المجلس العسكرى المصرى ضد التغيير الديمقراطى، وانتهاكات حقوق الإنسان الجارية، فإن الإدارة الأمريكية حريصة أيضًا على عدم زعزعة الاستقرار فى علاقتها مع واحد من حلفائها الرئيسيين فى المنطقة". واعتبرت "الجارديان" أن توقيت التحرك ضد العمال الأجانب يأتى بمثابة ضربة أخرى لحركة الإصلاح فى مصر، والتى كانت تضغط من أجل تغيير ديمقراطى حقيقى، فى أعقاب الانتفاضة الشعبية العام الماضى ضد مبارك، قائلة، إن عقد أول برلمان منتخب ديمقراطيًا فى مصر منذ 60 عامًا، يوم الاثنين الماضى، زاد الآمال بأن المجلس سيفى بوعده للتنازل عن السلطة فى يونيو.