الأهل منشغلون بتحضير العروس وتجهيزها...فالزينة تملأ المكان...والحلويات تغزو بيت العروس... والكل مجتهد لإرضائها...هناك من قدم لها الذهب... ومن قدم لها الماس...ومن قدم لها نور عينيه كل بما يستطيع... والعروس تتدلل وتتمايل... فهى لا تطلب إلا الحب والحب فقط... تعتقد مصر أن الحب يجعل الناس سواسية... وأنه سيحافظ عليها طوال عمره... وإن أنجبا أطفالا فإنهم سيكونون الأفضل وستباهى بهم الأمم... لأنهم جاءوا من أهل محبين لبعضهم البعض يخافون على بعضهم البعض... فإن مرضت سهروا على راحتها وإن مرضوا ساعدتهم حتى الشفاء... تخاف مصر بل ترتعد خوفا من الخيانة... لأن الخيانة داء لا يمكن الشفاء منه... ولأن الخائن قد يبيعها فى أى وقت ولأى أحد... وينجب أطفالا مرضى اجتماعيا ونفسيا واقتصاديا... وهى لا تريد أطفالا وأبناء مشوهين... هؤلاء إن تعبت تركوها فى محنتها... وإن مرضت دعوها تواجه الموت وحدها... مصر اليوم العروس... والشعب كله يحتفى بها... اطصفوا طوابيرا من أجلها... كل له أحلام وآمال وتطلعات لمستقبلها... والكل خائف عليها... الكل مستعد ليقف فى وجه من يحيك لها المؤامرات لأنها أمهم وهم أبناؤها المخلصون...مصر اليوم العروس... مصر اليوم كبرت... مصر اليوم صارت الأجمل بين الفتيات... الكل يحسدها... والكل يداريها... مصر اليوم مبتهجة وهى تراهم يأتون لأجل مصلحتها... لم يتوان الشاب ولا الشيبة، والنساء منذ الصباح الباكر تراهن صابرات... متحملات البرد ويقفن أيضا فى صفوف... مصر اليوم فى عيد... مصر اليوم فى عرس...وأبنائها سيزفونها نحو المجد... هنيئا لكم... يا أبناء مصر بهذا العرس الذى سيظل التاريخ يذكره...