أكد منير فخرى عبد النور، وزير السياحة، أن صناعة السياحة فى مصر تواجه تحديين أساسيين، الأول عدم استقرار الأمن، والثانى التصريحات التى تصدر من بعض المحسوبين على التيار الإسلامى والمعادية للسياحة، مؤكدًا أن الجهود التى قامت بها الحكومة لم تكفِ لتهدئة الشارع حتى اليوم، ولكن حكومة الدكتور الجنزورى وضعت الملف الأمنى على رأس أولوياتها، وهى عازمة على إعادة الأمن للشارع، وتحقيق سيادة القانون على الجميع. جاء ذلك خلال اجتماع موسع عُقد مساء أمس بمشاركة مستثمرى جنوبسيناء، وبحضور محافظ جنوبسيناء اللواء خالد فوده، واللواء طارق سعد رئيس هيئة التنمية السياحية، وأحمد الخادم المستشار الفنى للوزير. وأضاف "عبد النور" أن الدعاوى التى تصدر من بعض المتشددين تجاه صناعة السياحة تؤثر بصورة سلبية على حركة السياحة الوافدة لمصر، وتثير العديد من المخاوف لدى السائحين ومنظمى الرحلات، مشيرًا إلى أهمية السياحة للاقتصاد القومى المصرى، وقال إن أى مسئول لا يستطيع أن يهدم هذه الصناعة، ليس فقط لأن هناك أكثر من 5 ملايين يعملون بها بطرق مباشرة أو غير مباشرة، ولكن لأن السياحة تحقق المصدر الأول للعملات الأجنبية، وتمثل أكثر من 11,3 % من إجمالى الناتج المحلى، وأكثر من 40 % من الصادرات الخدمية، مؤكدًا أنه لا يعتقد أن هناك شخصًا مسئولاً فى دولة ديمقراطية، تقوم بحساب أى مسئول، يضر بالاقتصاد المصرى، فلا يمكن لأحد المساس بالسياحة تحت أى ادعاء من الادعاءات، لأن الشعب سوف يحاسبه. وأشار وزير السياحة إلى أهمية المسئولية الاجتماعية للمستثمرين السياحيين تجاه السكان المحليين، لافتًا إلى مشكلة البدو التى حدثت مؤخرًا بشرم الشيخ، وطالب بضرورة إشراك السكان المحليين فى جميع خطط التنمية التى تتم على المدن التى يعيشون فيها. وقال الوزير إن نتائج الانتخابات البرلمانية بمحافظة البحر الأحمر جاءت مخيبة للآمال بسبب غياب المسئولية الاجتماعية من أصحاب المشروعات السياحية تجاه سكان المحافظة، مطالبًا بتفعيل دور المشاركة الاجتماعية فى جنى ثمار السياحة. من جانبه أكد المحافظ خالد فوده أن مدينة شرم الشيخ آمنة ومستقرة تمامًا، وأن الأحداث التى شهدتها خلال الأسابيع الماضية كانت بسبب محاولات البدو للحصول على بعض المطالب بطريقة غير مشروعة، مؤكدًا أنه لا أحد فوق القانون، ولا يمكن لى ذراع الحكومة. وقال المحافظ إنه تم عقد اجتماع مع 70 من مشايخ البدو، والاتفاق على إنشاء كيانات اقتصادية خاصة بهم، وقيام بعض المستثمرين بضمانهم لدى البنوك، ومن بين هذه المشروعات شركات السفارى – وثلاجات حفظ الأطعمة – شركات أمن، بالإضافة إلى إقامة قرية بدوية نموذجية على مساحة 52 فدانًا لترويجها سياحيًا كمعايشة لحياة البدو. فيما أعلن اللواء طارق سعد الدين أن مجلس الوزراء وافق على طرح المنطقة بين رأس محمد – الطور، على مسافة 100 كيلو متر، للاستثمار السياحى والخدمى، وقد بدأت هيئة التنمية فى إعداد المخطط العام للمنطقة بالكامل، من خلال مراكز سياحية متكاملة، بالإضافة إلى طرح مشروعات محددة خدمية وزراعية وصناعية طبقًا لاحتياجات المنطقة السياحية، وذلك بمنطقة الظهير الخلفى على عمق 15 كم وبالتنسيق مع وزارة البترول. وقال "سعد الدين" إن هناك عددًا من المشروعات الخاصة بالبدو، منها إقامة محطة تحلية مياه تمول بمنحة أمريكية بموافقة وزارة المالية، موضحًا أنه سيتم إعادة تخطيط منطقة طابا – نوبيع خلال الفترة المقبلة، وإقامة عدد من المشروعات الخدمية، كما تقرر إسناد إدارة شاطئين عاميين للبدو. وطالب حمادة أبو العنين، نائب رئيس جمعية مستثمرى جنوبسيناء، بضرورة تحديد رؤية واضحة تجاه صناعة السياحة من القوى السياسية التى ستشكل البرلمان، لأن تصريحاتهم حول السياحة يحيط بها الغموض، الأمر الذى يجعل من المستحيل تحديد الخطط المستقبلية للاستثمارات السياحية التى تعتمد على المدى البعيد، وقال "نحن كمستثمرين سياحيين لا نهتم كثيرًا بالأحداث التى وقعت، بل نعتمد فى إقامة استثماراتنا على اعتبار ما سيكون"، مشيرًا إلى أنه أنفق 89 مليون جنيه منذ فبراير ولنهاية سبتمبر الماضى فى استكمال المشروعات السياحية الخاصة به، من منطلق أنه يجب أن نعمل اليوم لنجنى غدًا، محذرًا من أن هروب الاستثمارات من أى بلد يحتاج إلى عشرات السنين لعودته مرة أخرى. كما طالب بإنشاء بنك للتنمية السياحية لتسهيل القروض للمستثمرين السياحيين، وعلق "عبد النور" مؤكدًا أن دراسات الجدوى التى تم إجراؤها حول إنشاء هذا فى عهد فؤاد سلطان، وزير السياحة الأسبق، أثبتت عدم جدواها، ومع ذلك سندرس هذا الموضوع مرة أخرى. وفجر حسين فوزى، رئيس غرفة المنشآت الفندقية بشرم الشيخ، مفاجأة معلنًا فصل شرم الشيخ عن مصر ترويجيًا، معتبرًا أن إقليمجنوبسيناء منفصل ولا يمكن أن يتحمل فاتورة أحداث العنف التى تجرى فى ميدان التحرير بالقاهرة والمحافظات الأخرى، وقال إنه تم بالفعل عقد اجتماع للاتفاق على محاور التحرك فى الأسواق الخارجية للترويج للمنتج السياحى الخاص بشرم الشيخ وجنوبسيناء منعزلاً عن بقية المناطق السياحية المصرية. وأكد عماد عزيز، عضو مجلس إدارة جمعية مستثمرى جنوبسيناء، ضرورة إصدار بيان رسمى من المجلس الأعلى للقوات المسلحة بأن السياحة خط أحمر لا يجب المساس به، مضيفًا أن من يهاجم السياحة سيدفعون الثمن غاليًا، لأن من السهل نقل الاستثمارات إلى دول أخرى، ولكن من المستحيل أن ينقل الشعب إلى دولة أخرى، محذرًا من استغلال بعض الدول المجاورة مثل إسرائيل تصريحات التيارات الإسلامية بوضع ضوابط للسياح، مخاطبًا المواطنين والمرشحين بأن الطريق إلى الجنة ليس بمحاربة السياحة.