سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
تواصل المخاوف الإسرائيلية الشديدة من فوز "الإخوان" و"السلفيين" بأغلبية البرلمان..نتانياهو: الانتخابات الرئاسية هى الأهم و"عمرو موسى" الأحق..ودبلوماسى إسرائيلى:الإسلاميون سرقوا الثورة من الشباب المصرى
واصل القادة السياسيون والأمنيون فى إسرائيل التعبير عن تخوفهم الشديد من فوز القوى الإسلامية، سواء جماعة "الإخوان المسلمين" أو "السلفيين" بالفوز بأغلبية برلمانية بالانتخابات المصرية، معتبرين بأن النتائج جاءت أخطر من التوقعات، فيما حذر بعض الوزراء فى تل أبيب من أن اتحاد القوى الإسلامية فى مصر سيكبل أيدى إسرائيل فى غزة. ونقلت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية عن مسئول عسكرى رفيع بالجيش الإسرائيلى قوله "إن نتائج الانتخابات فى مصر جاءت أخطر مما توقعنا"، فى إشارة إلى فوز الإخوان المسلمين والسلفيين بأغلبية مقاعد البرلمان فى الجولة الأولى من الانتخابات البرلمانية فى مصر. وقال مسئول دبلوماسى رفيع المستوى فى وزارة الخارجية الإسرائيلية للصحيفة العبرية إن "النتائج تدل على أن توجها متطرفا سيسود فى كل أنحاء الشرق الأوسط واستمرار الأمر للانتخابات فى تونس والمغرب.. وهذا ليس مفاجئا وإنما كان متوقعا، وكنا نعرف أن القوى الإسلامية كانت الأكثر تنظيما فى الشارع، كما أنها حصلت على مساعدات كثيرة من جهات إسلامية دولية وقد حصل السلفيون، مثلا، على أموال من السعودية وإيران"، على حد قوله. وأضاف الدبلوماسى الإسرائيلى أن "الإسلاميين سرقوا الثورة عمليا، التى بدأها الشباب المصرى فى شهر يناير الماضى"، وأنه "عندما بدأت الثورة فى ميدان التحرير كانت هناك نشوة فى العالم الغربى، وإسرائيل كانت الوحيدة التى حذرت من التطرف لأن الإخوان المسلمين، وبدهاء كبير، تنحوا جانبا وجعلوا الشباب يسقطون النظام، وهم جاءوا فى الموجة الثانية وهذا بالضبط ما حدث فى إيران عام 1979". وفى المقابل قال المسئول الإسرائيلى قال إنه على الرغم من فوز الإسلاميين بالانتخابات، إلا أن ذلك لن يؤدى إلى قطع العلاقات مع إسرائيل، وذلك لأن البرلمان لا يملك صلاحيات فيما يتعلق بالسياسة الخارجية ومن يحدد هذه الأمور هى الحكومة والرئيس. ونقلت يديعوت عن أحد المقربين من رئيس الوزراء الإسرائيلى رأى نتانياهو فى الأوضاع السياسية الحالية فى مصر، حيث يرى أن الانتخابات الرئاسية ستكون الأهم ومن لديه الاحتمال الأكبر بالفوز بالرئاسة هو عمرو موسى، الذى لا ينتمى إلى محبى إسرائيل، لكنه ملتزم بالعلاقات مع الغرب. وفى السياق نفسه، قال وزير الدفاع الإسرائيلى إيهود باراك للقناة الثانية بالتليفزيون الإسرائيلى "إن عملية الأسلمة فى الدول العربية مقلق جدا"، لكنه أضاف أنه "من السابق لأوانه الآن القول كيف ستؤثر هذه التغييرات على المنطقة، وآمل أن تدرك أية حكومة ستشكل فى مصر أنه لا خيار سوى الحفاظ على إطار الاتفاقيات الدولية وضمنها اتفاقية السلام مع إسرائيل". فيما نقلت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية عن مسئول سياسى فى الحكومة الإسرائيلية قوله إنه "إذا اتحد الإخوان المسلمين مع السلفيين فإنه سيكون لديهم، حتى الآن، 60% من مقاعد البرلمان، وعندها سيكون الوضع أصعب وأخطر بالنسبة لنا، إذ ستكون هذه دولة دينية وستعمل ضدنا وهذا خطر داهم على اتفاق السلام والعلاقات بين الدولتين". وأضاف المسئول الإسرائيلى أنه بهذه الحالة سيتعين على إسرائيل أن تدرس أكثر بكثير من الماضى ما إذا كانت ستصعد الوضع ضد غزة وشن عملية عسكرية على غرار عملية "الرصاص المصبوب" من أجل وقف إطلاق الصواريخ، إذ إن هذا قد يدفع مصر إلى قطع العلاقات مع إسرائيل وسحب السفير من تل أبيب. من جانبه قال نائب رئيس الوزراء الإسرائيلى ووزير شئون المخابرات دان مريدور ل"معاريف"، "إننا نتابع عن كثب التطورات فى مصر ولدينا مصلحة واحدة وهى الحفاظ على اتفاق السلام الذى صمد 32 عاما، ونحن نعتقد أن هذه ليست مصلحة إسرائيلية فقط، وإنما هى مصلحة مصرية أيضا". وأضاف مريدور أن "الأمريكيين وعلى أعلى مستوى أوضحوا لمصر أن الحفاظ على اتفاق السلام مع إسرائيل هو مصلحة أمريكية كبيرة وحتى أنها مصيرية". وأشار مريدور إلى أنه فى أى تطور ينبغى الاستعداد لأسوأ الاحتمالات والبحث أيضا عن الفرص الكامنة فى التغيرات التى تمر على العالم العربى، فمثلا توجد الآن مصلحة بارزة مشتركة لنا ولمصر وتركيا ضد البرنامج النووى الإيرانى، ولذلك تنشأ فرص لأحلاف أيضا وغالبيتها سرية". ورأى مريدور أنه لا ينبغى على إسرائيل أن تعبر عن تخوفات وقلق، وإنما يجب النظر إلى الواقع بشكل واقعى وأعتقد أنه ليس لدى مصر مصلحة بإلغاء اتفاق السلام، ومصر هى الدولة القيادية فى العالم العربى ولا شك فى أن هذا تغيير كبير ونحن نعرف كيف بدأ لكننا لا نعرف كيف سينتهى".