أكد العميد محمد فتحى محمود، الحاصل على أول رسالة للدكتوراه بمصر والعالم العربى عن النفايات الإلكترونية، أن الثورة التكنولوجية المتصاعدة أدت إلى وجود عدد لا يحصى من الأجهزة الإلكترونية التى يستخدمها الإنسان، ولكن هذه الأجهزة إلى الانتهاء، لذلك لم يعد مستغربًا أن يستيقظ العالم على خطورة ملايين الأطنان من المخلفات والإلكترونية خاصة أفريقيا ودول العالم النامى، وأن 22% من استهلاك الزئبق العالمى يدخل فى صناعة الأجهزة الإلكترونية والكهربية ويستخدم بصفة أساسية فى تصنيع الترموستات والحاسبات والريليهات ومفاتيح الفصل والوصل والدوائر المطبوعة والبطاريات والتليفونات المحمولة والتليفزيونات خاصة ذات الشاشات المسطحة فى حين أن الزئبق أحد المواد شديدة السمية التى تسبب فى أمراض الكبد والمخ إذا تم استنشاقه أثناء عمليات الأنصار أو الحرق. وأشار فتحى خلال ورشة العمل المنعقدة صباح اليوم، بوزارة البيئة إلى أن التعامل مع هذه المخلفات فى مصر يتم من خلال تجار الخردة وورش الإصلاح العشوائية المنتشرة فى معظم شوارع القاهرة وبقية المحافظات، حيث تتم بعمليات إحلال واستبدال للحصول على قطع غيار "نصف عمر" لتركيبها فى أجهزة أخرى متهالكة مما يزيد من الأخطار الصحية عندما تتحول هذه الأجهزة إلى نفايات وبعضهم يقوم بصهر اللوحة الإلكترونية للحصول على المعادن النفيسة الموجودة بها مثل الذهب والفضة، وعندما تصبح المادة عديمة الفائدة يتم التخلص منها عن طريق الحرق أو الدفن مما يتسبب فى إخطار صحية وبيئية جسيمة. وأضاف فتحى أن فالباريوم مثلا عنصر فلزى موجود فى مصابيح الفلوروست، وإذا تعرض الإنسان لهذا العنصر بطريقة مباشرة على المدى القصير يصاب بتورم بالمخ وضعف بالعضلات وأضرار بالكبد والطحال، وقد أثبتت الدراسات التى أجريت على حيوانات التجارب أنها تؤدى إلى زيادة فى ضغط الدم واضطرابات بالقلب.. ويضيف أن الكادميوم الموجود فى جميع التليفونات المحمولة والكمبيوتر والتليفزيون يتأثر تأثيرا خطيراً إذا تحولت هذه الأجهزة إلى نفايات، استنشق الإنسان أبخرة الكادميوم أثناء عمليات الصهر التى يقوم بها تجار الخردة مع صبيانهم فى الورش، يتسبب ذلك فى ظهور أعراض الضعف العام على الإنسان وهى تشبه أعراض الأنفلونزا بارتفاع درجة الحرارة والصداع والعرق والقشعريرة والآلام بالعضلات، ومن أضراره الصحية أيضًا الهشاشة ولين العظام، ومن المعروف أن الكادميوم عناصر المكونات الإلكترونية التى تستخدم فى الموصلات الثانوية وبطاريات النيكل كادميوم الموجودة بأجهزة المحمول. وأضاف أن النفايات الإلكترونية تشمل الأجهزة والمنتجات الإلكترونية وملحقاتها بعد انتهاء صلاحيتها، حين لا يمكن بيعها أو إعادة تدويرها وتشمل أجهزة التليفزيون والكمبيوتر ومعدات الاتصالات السلكية واللاسلكية "الموبايل" وأجزاء من النقابات ومعدات الترفية المنزلية مثل أجهزة التكييف وغيرها، وليس هناك احتمال لبيعها لمستهلك آخر بعد انتهاء عمرها الافتراضى.. بمعنى أن النفايات الإلكترونية توجد عندما يصبح المنتج الإلكترونى عديم الفائدة. ويحذر العميد محمد فتحى من آثار التسمم نتيجة عمليات حرق هذه النفايات حادة ومزمنة تستمر لفترة طويلة فلو تسربت هذه المواد من خلال الدفن غير الآمن أو الحرق إلى التربة الزراعية معنى ذلك أننا سنتناولها أثناء الطعام أو تصل إلى المياه الجوفية التى تستخدم فى التسرب والزراعة. ويشدد على أن تقدم الأمم الآن أصبح يقاس بعدد مرات استخدامها للوحدة المنتجة وهذا ما سيؤدى إلى تراكم أكبر من النفايات الإلكترونية، لذلك فإن الحل الأمثل للتخلص منها والاستفادة فى نفس الوقت هو إنشاء مصانع لإعادة التدوير، حيث لا نملك إلا مدفناً صحيًا وحيداً على مستوى الجمهورية هو مدفن الناصرية بالإسكندرية، ونحن مسئولون أمام أنفسنا والأجيال القادمة بأن نتحول من مجتمع التخلص من النفايات "المدفن" إلى مجتمع إعادة التدوير وتقليل المخلفات أو منعها لضمام حماية البيئة والصحة. وقال عادل الشافعى، مدير إدارة النفايات الخطرة بوزارة البيئة، والذى أعرب عن عدم قلقه نتيجة لزيادة عدد المستخدمين أن هناك 50 مليون مواطن مصرى يملكون تليفونات محمولة وبعد 3 أو أربع سنوات سيكون هناك خمسون مليون موبايل فى القمامة، وفى الوقت الذى يكون فيه العمر الافتراضى لجهاز الكمبيوتر أو جهاز النوت بوك من سنتين إلى أربع سنين. وأن قانون التجارة فى مصر كان يسمح منذ 3 سنوات باستيراد أجهزة مستعملة مر عليها من 10، ولكن الآن تم تقليل النسبة للسماح باستيراد أجهزة مرة عليها 5 سنوات مع وجود توجه إلى عامين وسط ضغوط من وزارة البيئة.