التقى الرئيس الأمريكى، باراك أوباما، مع نظيره الصينى هو جينتاو يوم السبت، لإجراء محادثات يتوقع أن تركز على التجارة وبعض القضايا الدولية مثل ملفى إيران وكوريا الشمالية. جاء لقاء الرئيسين على هامش قمة منتدى التعاون الاقتصادى لدول آسيا والمحيط الهادى (أبيك)، وفى أعقاب محادثات أجراها وزراء مالية وتجارة وخارجية دول المنطقة فى وقت سابق. كان أوباما قال فى كلمة ألقاها فى وقت سابق من يوم السبت إن الولاياتالمتحدة تريد من الصين أن "تلتزم بقواعد" التجارة الدولية. وتطرق أوباما إلى قضية عملة "الرنمينبى" الصينية، قائلا لمجموعة من كبار رجال الأعمال: "ليس هناك سوى عدد قليل للغاية من الخبراء الاقتصاديين الذين لا يرون أن سعر الرنمينبى أقل من قيمته الحقيقية". وأوضح الرئيس الأمريكى أن ذلك يجعل الصادرات إلى الصين أكثر كلفة ويجعل الصادرات القادمة من الصين أرخص وأقل كلفة. وقال إن "ذلك يضر التجارة الأمريكية، ويضر العمال الأمريكيين"، مضيفا: "قلنا لهم إن هذا أمر ينبغى تغييره". أعلن الرئيس الأمريكى باراك أوباما أمس، السبت، أن الولاياتالمتحدة وروسيا ستحاولان إيجاد "رد مشترك" على برنامج إيران النووى، وذلك رغم التحفظات الشديدة التى تبديها موسكو على فرض عقوبات جديدة على طهران. وقال أوباما فى ختام لقاء مع نظيره الروسى فلاديمير بوتين فى هونولولو على هامش قمة المنتدى الاقتصادى لآسيا- المحيط الهادئ (آبيك) إن البلدين "يجددان التأكيد على عزمهما العمل من أجل إيجاد رد مشترك لدفع إيران إلى الوفاء بالتزاماتها الدولية فيما يتعلق ببرنامجها النووى". وفى تقرير نشر الثلاثاء أبدت الوكالة الدولية للطاقة الذرية "مخاوف جدية" بشأن وجود "بعد عسكرى" سرى للبرنامج النووى الإيرانى، وذلك استنادا إلى معلومات بحوزتها "جديرة بالثقة". وشكل هذا التقرير أول إعلان من الوكالة الدولية للطاقة الذرية عن إمكان أن تكون مخاوف الغرب من سعى إيران إلى إنتاج سلاح ذرى فى محلها. وفور صدور التقرير دعت واشنطن ولندن وباريس إلى فرض "عقوبات جديدة وقوية" على طهران، فى حين أبدت موسكووبكين معارضتهما لتشديد العقوبات على الجمهورية الإسلامية. والجمعة طالبت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلارى كلينتون إيران بان ترد "خلال الأيام المقبلة" على تقرير الوكالة الدولية للطاقة الذرية. من جانبه وعد الرئيس الصينى هو جنتاو السبت فى هونولولو بأن تدعم بلاده النمو الاقتصادى العالمى عبر زيادة وراداتها، فى حين دعا نظيره الأمريكى باراك أوباما بكين إلى احترام قواعد التجارة العالمية. وفى خطاب ألقاه على هامش قمة المنتدى الاقتصادى لآسيا-المحيط الهادئ (آبيك) المنعقدة فى عاصمة ولاية هاواى الأمريكية فى المحيط الهادئ أكد الرئيس الصينى أن "الانتعاش الاقتصادى العالمى مهدد بانعدام الاستقرار وبالمخاوف المتزايدة" الناجمة عن أزمة الديون التى تعصف بمنطقة اليورو. وفى الوقت الذى دعت فيه الولاياتالمتحدة الاقتصادات الآسيوية إلى الأخذ بزمام المبادرة وقيادة النمو العالمى، أكد هو جنتاو أن حكومته ستبذل قصارى جهدها لتحفيز النشاط الاقتصادى فى الصين. وقال الرئيس الصينى فى خطاب أمام كوكبة من مسئولى كبريات الشركات فى دول منطقة آسيا- المحيط الهادئ إن "نمو الصين يشكل مصدر طاقة مهما للنمو فى آسيا-المحيط الهادئ والعالم أجمع". وأكد أن بكين ستفعل كل ما بوسعها لزيادة وارداتها، ولكنه لم يعلن فى المقابل عن أى نية لها فى رفع سعر اليوان، وهو مطلب رئيسى للشركاء التجاريين للصين بغية إعادة التوازن إلى الاقتصاد العالمى. ومن المقرر أن يعقد الرئيس الصينى خلال النهار قمة ثنائية مع نظيره الأمريكى قبل أن يشارك فى القمة السنوية لأبيك التى تستمر حتى الأحد فى هاواى. من جهته وفى كلمة ألقاها أمام نفس المجموعة من مسئولى الشركات، اتهم أوباما الصين بسرقة حقوق الملكية الفكرية للشركات الأمريكية وبالتسبب تاليًا بخسائر هائلة لهذه الشركات عبر حرمانها من كل الميزات التفاضلية لابتكاراتها. وقال أوباما "من غير المقبول ألا نتمكن من التمتع بالميزات التنافسية التى نحتاجها فى سوق كبيرة مثل الصين"، مشددًا على أنه "لا يمكننا أن نتوقع من الولاياتالمتحدة أن تبقى مكتوفة الأيدى إذا لم تكن هناك معاملة بالمثل فى العلاقات التجارية". وأضاف الرئيس الأمريكى مخاطبًا المسئولين الصينيين "نريدكم أن تحترموا قواعد اللعبة"، مكررًا التأكيد على أن اليوان لا يزال دون قيمته الحقيقية رغم الزيادات التى طرأت على سعره خلال السنوات الأخيرة.