حدث ليلا.. أمريكا تعلن استخدام النووي وبدء العد التنازلي لانهيار إسرائيل    دعاء ثاني أيام العشر من ذي الحجة.. «اللهم ارزقني حسن الإيمان»    الفرق بين التكبير المطلق والمقيد.. أيهما يسن في عشر ذي الحجة؟    الزمالك يتخذ قرارًا مفاجئًا بشأن الصفقات الصيفية وثنائي الفريق (تفاصيل)    كريم محمود عبدالعزيز يشارك جمهوره صورة من محور يحمل اسم والده الراحل    مستشار وزير التموين: خفض الفائدة سيحقق استقرارا بسةق الذهب.. والسعر المحلي «جيد جدا» للشراء    مصادر ل«سي إن إن»: مسئولون أمريكيون حثوا جانتس على عدم ترك حكومة الحرب الإسرائيلية    إبراهيم حسن يكشف كواليس حديثه مع إمام عاشور بعد لقطته "المثيرة للجدل"    عمرو أديب: تريزيجيه لاعب عظيم و بيتألق في صمت ومش واخد حقه أوي    خلال ساعات، اعتماد نتيجة الشهادتين الابتدائية والإعدادية الأزهرية    رئيس البعثة الطبية للحج: الكشف على 5000 حاج.. ولا حالات خطرة    حكومة غزة: جيش الاحتلال ينشر معلومات زائفة بشأن أسماء ضحايا مجزرة النصيرات (فيديو)    محمد السعدي يرقص مع ابنته في حفل زفافها على أغنية خاصة من محمد حماقي    حاول قتلها، زوجة "سفاح التجمع" تنهار على الهواء وتروي تفاصيل صادمة عن تصرفاته معها (فيديو)    الجيش الأمريكي يعلن تدمير مسيرات وصواريخ للحوثيين على خلفية تصعيد جديد    نجيب ساويرس ل ياسمين عز بعد حديثها عن محمد صلاح: «إنتي جايه اشتغلي إيه؟»    مفاجأة.. مكملات زيت السمك تزيد من خطر الإصابة بالسكتة الدماغية    شلبي: نسخة إمام عاشور بالزمالك أفضل من الأهلي.. نجوم الأبيض "الأحرف".. وسنفوز بالسوبر الأفريقي    عشرات القتلى والجرحى في هجمات على مقاطعتين أوكرانيتين ضمّتهما روسيا    الأرصاد تكشف حالة الطقس خلال الأسبوع الجاري وموعد انخفاض الحرارة    كوت ديفوار تواصل انتصاراتها بتصفيات المونديال    الإفتاء: الحج غير واجب لغير المستطيع ولا يوجب عليه الاستدانة من أجله    بعد الزيادة الأخيرة.. أسعار استمارة بطاقة الرقم القومي الجديدة وكيفية تجديدها من المنزل    طبق الأسبوع| من مطبخ الشيف هبة راشد.. طريقة عمل الجلاش باللحم والجبنة    الحبس وغرامة 10 آلاف ريال.. شركات السياحة تحذر المصريين الزائرين بالسعودية    بولندا تهزم أوكرانيا وديا    خبير اقتصادي: طرح كبير بنهاية العام.. والمواطن سيشعر بتحسن    نيجيريا تتعادل مع جنوب أفريقيا 1 - 1 فى تصفيات كأس العالم    حزب الله اللبناني يعلن استهداف تجمعا لجنود إسرائيليين في مثلث الطيحات بالأسلحة الصاروخية    أطول إجازة رسمية.. عدد أيام عطلة عيد الأضحى ووقفة عرفات لموظفين القطاع العام والخاص    بالأسماء.. إصابة 7 أشخاص في حادث تصادم ميكروباص وملاكي على طريق جمصة بالدقهلية    ربة منزل تنهي حياتها شنقًا بعد تركها منزل زوجها في الهرم    إصابة 5 أشخاص بحالات تسمم بعد تناول سندوتشات حواوشى بالمحلة    بيسكوف: "الخط الأحمر" بالنسبة لنا كان توجيه أوكرانيا ل"معادة روسيا"    مقرر بالحوار الوطني: الإصلاح السياسي مفتاح النجاح الاقتصادي والمصريون في الخارج ليسوا مجرد مصدر للعملة    فريد زهران ل«الشاهد»: ثورة 1952 مستمدة من الفكر السوفيتي وبناءً عليه تم حل الأحزاب ودمج الاتحاد القومي والاشتراكي معًا    حظك اليوم برج الأسد السبت 8-6-2024 على الصعيدين المهني والعاطفي    فريد زهران: ثورة 25 يناير كشفت حجم الفراغ السياسي المروع ولم تكن هناك قيادة واضحة للثورة    هيثم الحاج علي: 30 يونيو أرست العدالة الثقافية في مصر    إزاى محمد منير غنى "ياللى بتسأل عن الحياة" مجانا بفيلم أحلى الأوقات.. اعرف القصة    أخبار × 24 ساعة.. إجراء 2 مليون و232 ألف جراحة ضمن مبادرة إنهاء قوائم الانتظار    نائب محافظ القاهرة يتابع أعمال النظافة وإزالة الإشغالات بحي عين شمس    محمود محيي الدين يلتقي البابا فرانسيس على هامش مبادرة أزمة الديون في الجنوب العالمي    كيف توزع الأضحية؟.. «الإفتاء» توضح ماذا تفعل بالأحشاء والرأس    موعد أذان الفجر بمدن ومحافظات مصر في ثاني أيام ذى الحجة    منتخب مصر الأولمبي يفوز على كوت ديفوار بهدف ميسي    «صفقات سوبر ورحيل لاعب مفاجأة».. شوبير يكشف ملامح قائمة الأهلي الصيف المقبل    «الاتصالات»: نسعى لدخول قائمة أفضل 20 دولة في الذكاء الاصطناعي بحلول 2028    لخلافات بينهما.. مُدرس بالمعاش يشرع في قتل طليقته بالشرقية    "كل الزوايا" يشيد بأداء تريزيجيه.. عندما تنصف كرة القدم المقاتلين من أجلها    أستاذة اقتصاديات التعليم لإكسترا نيوز: على الطلاب البحث عن تخصصات مطلوبة بسوق العمل    الكشف على 8095 مواطناً خلال قافلة طبية بقرية بلقطر الشرقية بالبحيرة    أخبار مصر: 4 قرارات جمهورية هامة وتكليفات رئاسية حاسمة لرئيس الحكومة الجديدة، زيادة أسعار الأدوية، أحدث قائمة بالأصناف المرتفعة في السوق    "هتتطبق يعني هتتطبق".. برلماني يعلق علي زيادة أسعار الأدوية    جامعة طنطا تطلق قافلة تنموية شاملة بمحافظة البحيرة بالتعاون مع 4 جامعات    أوقفوا الانتساب الموجه    "الهجرة": نحرص على المتابعة الدقيقة لتفاصيل النسخة الخامسة من مؤتمر المصريين بالخارج    "البحوث الفنية" بالقوات المسلحة توقع بروتوكول مع أكاديمية تكنولوجيا المعلومات لذوي الإعاقة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



د. أسامة الأزهرى: الرئيس السيسى وجه بمعالجة جذرية لقضية الغارمات..مستشار الرئيس للشؤون الدينية: «المغالاة فى المهور وتكاليف الزواج» ظاهرة مقلقة وآثارها خطيرة وتسببت فى عزوف الشباب عن الزواج وفجرت مشكلة الغارمات
نشر في اليوم السابع يوم 28 - 04 - 2021

«تجديد الخطاب الدينى» يعنى إعادة صناعة وعى دينى ووطنى وإنسانى جذاب ومنير.. ويستهدف محاصرة فكر التطرف والتكفير وإعادة بناء الإنسان المصرى الجاد والمبدع


يجب تجاوز الصخب والضجيج المحيط بقضية تجديد الفكر الدينى وإعادة تفعيل صالونات الفكر وورش العمل وتأسيس عقد اجتماعى جديد يضمن لنا جميعا الاحترام المتبادل واستقرار المجتمع

الإرهاب لا مستقبل له لأنه قائم على مفاهيم مغلوطة وفكر جماعاته مثل الخوارج غير قابل للبقاء أمام المواجهات الفكرية.. والدراما لها دور كبير فى التوعية بخطورة الفكر الإرهابى


الدكتور أسامة الأزهرى، مستشار رئيس الجمهورية للشؤون الدينية، هو واحد من أبرز علماء الأزهر الشريف فى الفترة الراهنة، كما أنه واحد من أكثر الشخصيات الدينية التى تلعب دورا كبيرا فى مكافحة التطرف، ونشر الإسلام الوسطى الصحيح، عبر ندواته ومؤلفاته العلمية والدينية، ومن أبرزها موسوعة «جمهرة أعلام الأزهر الشريف»، وكتاب « الشخصية المصرية» بجانب العديد من المؤلفات الأخرى.

«اليوم السابع»، أجرت حوارا مع الدكتور أسامة الأزهرى، تحدث خلاله عن قضايا تجديد الخطاب الدينى ودور المؤسسات الدينية فى هذا الملف، ومدى الحاجة إلى تنقية التراث الإسلامى، بجانب دور الدراما فى مواجهة الفكر الإرهابى، كما تحدث عن قضية «الغارمات»، لافتا إلى أن الرئيس عبدالفتاح السيسى وجه بمعالجة جذرية لقضية الغارمات منذ سنوات، ودفع من ماله الخاص مبلغا لكل سيدة غارمة.. وإلى نص الحوار:

تقدم برنامج «رجال حول الرسول» فى شهر رمضان.. برأيك كيف يمكننا الاستفادة من تاريخ الصحابة فى مجتمعنا الحاضر؟
يدور البرنامج حول المهن التى امتهنها الصحابة منذ العهد النبوى، طوال الحلقات نقدم ونفتش عن المهن والحرف التى عمل بها الصحابة رضى الله عنهم، ونستخرجها، ونوضح المهن المماثلة لها فى العصر الحالى، والهدف من البرنامج هو أن نبين كيف كانت صناعة المؤسسات فى العهد النبوى، ونعرض من خلاله جانبا جديدا من الهدى النبوى فى البناء و العمران، كما أن المعانى التى نتحدث عنها فى البرنامج لتقريب الصورة الحقيقة لما وجد فى عهد النبوة من مهارة وكفاءة ومقدرة على إدارة شؤون الحياة والتفاعل مع العالم واستيعاب ما يحدث فيه، ونريد الجودة العالية فى كل شىء، لنرى كيف زرع الرسول فى صحابته الرقابة الذاتية، وأن يقوم كل مواطن بممارسة عمله بحب وأن يتقن فيه ويضيف ويبدع ولا يكون منصبه مجرد منصب شرفى، ولعل كلمة أو تصورا أو كفاءة أو معنى معينا نستطيع توصيله إلى أطفالنا وشبابنا اليوم، يستفيدون منه عندما يكبرون، والمترجم والمعلم والوزير وغيرها من المهن التى ظهرت أيام النبوة تؤكد أن هناك ضرورة بأن من يقوم بحرفة عليه أن يمارسها بحب ويبدع فى أدائها، وأن يكون هناك تفكير فى كيفية الإبداع، وعدم التعامل على أنه فى منصب شرفى أو أن يقوم بالعمل وهو ضجر لأن هذا لن يساعد على بناء الدولة».
تجديد الخطاب الدينى هو إعادة صناعة وعى دينى ووطنى وإنسانى جذاب ومنير ولافت للنظر ومؤسسى ومدرك للواقع بكل تعقيده وملابساته، وقادر على الخوض فيه ومواجهته بنجاح، بحيث يحاصر فكر التطرف والتكفير ويفنده ويفككه، ويحرز فى هذا نجاحا يلمسه الناس، ويعيد بناء الإنسان المصرى الجاد العبقرى المبدع الرائد، ويعيد تشغيل مصانع الحضارة فى الفكر المسلم حتى يرجع لقراءة القرآن فيستخرج منه الحضارة والتمدن والحياة والإحياء، وكل هذا لابد فيه من عمل منظومى مؤسسى، وفرق عمل، تعتمد على ورش عمل وخطط تنفيذ ومتابعة وحوكمة، فتجديد الخطاب الدينى، هو طاقة إبداعية روحية جديدة، تنطلق داخل العقول قبل أن تتحقق على أرض الواقع، وتستطيع مواجهة فكر الخوارج الجدد بمختلف صوره وراياته وشعاراته ومقولاته، والانتصار السريع عليه.
تثار منذ فترة قضية تجديد الخطاب الدينى .. برأيك ما الذى نحتاجه لتحقيق هذا التجديد؟
وتجديد الخطاب الدينى ينقسم إلى مستويات ثلاثة، أول هذه المستويات يشبه عمل رجل الإطفاء، حيث يخرج علينا تيار من التيارات المتطرفة بكارثة من الكوارث، فتحتاج إلى ملاحقة شديدة للرد والتفنيد، وأغلب الجهود المبذولة من المؤسسات إلى الآن فى هذا الطور، وبعد مرحلة ملاحقة الكوارث الفكرية التى تثيرها التيارات المتطرفة وتفنيدها، يأتى مستوى آخر فى إعادة صناعة الفقه الملائم لهذا الزمن، والذى يملأ العقول مناعة من الفكر المتطرف، وصولا إلى المستوى الثالث، الذى لم يتم التطرق إليه حتى الآن، وهو إعادة صناعة «النموذج المعرفى للمسلمين» والطرح الدينى والفكرى والعقلى.
وماذا عن دور بقية المؤسسات الدينية فى تلك العملية؟
نثمّن ونقدر جهود المؤسسات الدينية وما تقوم به من دور فى هذه العملية، والأزهر الشريف يؤدى دوره فى مواجهة الفكر المتطرف من خلال عدد من القنوات والإجراءات والآليات، وهناك دور يناط بمشيخة الأزهر، كما أن هناك دورا ثانويا لأفراده وخبرائه الذين يعكفون على رصد مكتسبات العصر حتى يسفر الأمر عن منتج نهائى يسمى فى نهاية المطاف دور الأزهر فى مواجهة الفكر المتطرف.

لكم مساهمات فى قضية تجديد الخطاب الدينى.. ماذا عنها؟
عام 2015 صدر كتاب «الحق المبين فى الرد على من تلاعب بالدين»، تناولت فيه موضوع التيارات المتطرفة بأدوات المنهج الأزهرى الرصين، ومسألة التيارات المتطرفة مسألة شديدة التعقيد والتركيب ويُعد سيّد قطب أحد رموزها فى هذا العصر بالمفاهيم المغلوطة التى اخترعها وتبناها المتطرفون من بعده، فلهذا السبب عكفت على تحليل خطاب سيد قطب وسبر أغواره واعتماد المتطرفين عليه فى تنظيرهم، ومن أهم المسائل التى تم تفنيدها من خلال هذا العمل: الحاكمية، وتكفير المسلمين، مفهوم الجاهلية وانقطاع الدين، مفهوم دار الكفر ودار الإسلام، مفهوم الوعد الإلهى، مفهوم الجهاد، مفهوم التمكين ومسألة الوطنية.

وما هو الهدف من الكتاب؟
كان الهدف منه معالجة فكر سيد قطب معالجة علمية رصينة، وذلك لشدة تأثيره فى فكر التيارات المتطرفة، وتوضيح الخلل الذى وقع فى بعض المفاهيم المغلوطة، وإبراز العقلية الأزهرية الأصيلة فى تناول النصوص الشرعية، الواقع الذى تعيشه الأمة من سفكٍ للدماء وقتلٍ للأبرياء باسم الدين، وتشويهٍ للشريعة الإسلامية السمحاء، وجرأةٍ على استنباط الأحكام من النصوص.

هناك من يخلط فى هذه القضية بين تجديد الخطاب الدينى وبين تعديل الثوابت الدينية.. كيف ترى هذا الأمر؟

نحتاج النقاش العلمى الجاد الهادئ العميق، بعيدا عن الصخب والضجيج، لأنه لا يمكن أن تولد أطروحات فكرية وعلمية جادة فى جو الصخب والمشاعر المتأججة، وتبادل الاتهامات، ومحاولة كل طرف إثبات الذات والانتصار على الخصم، فهذا الجو يكون خانقا للفكر، ويكون غرضه التشفى والانتصار، فالمطلوب تجاوز ذلك كله، وإعادة تفعيل صالونات الفكر، وورش العمل، بما يتيح المجال للعقول أن تفكر وتبدع، وتغوص فى مشكلاتنا وأزماتنا للوصول إلى حلول، وتأسيس عقد اجتماعى جديد يضمن لنا جميعا الاحترام المتبادل، واستقرار المجتمع.
وهل ترى أننا بحاجة إلى تنقية التراث الإسلامى.. ومن أين نبدأ برأيك؟
التراث كلمة واسعة تشتمل على النتاج الفكرى للمسلمين فى مختلف العلوم والمجالات، من الفقه والحديث والتفسير إلى الطب والتشريح والفلك والهندسة، وبناء المدن وتخطيطها، وعلوم البحار، وغير ذلك ما أسهم فيه المسلمون، أما بخصوص التراث الدينى على وجه الخصوص فنحن نفرق تماما بين ما تشتمل عليه الكتب من مناهج فهم وتعامل مع الوحى والاستنباط منه، وبين مسائل زمنية كانت تناسب زمانهم ولم تعد تناسب زماننا بالمرة، ونحن هنا نستفيد من المناهج ولا نتوقف عند المسائل، فالقبول المطلق خطأ، والرفض المطلق أيضا خطأ، ويبقى لنا الانتقاء الواعى، هذا من حيث المبدأ، لكن قناعتى الشخصية هى أننا يجب أن ننظر إلى الأمام، ونجرى جريا فى هذا العالم المتطور المتغير شديد السرعة.
ونحن نحتاج توليد فكر جديد وفقه جديد، وفلسفة جديدة تشتبك مع فلسفات العالم، وتقف بجوارها جنبا إلى جنب، حتى نساهم فى صناعة ثقافة العالم، نحن نريد الاشتباك مع فلسفات الكوزمولوجى «علم الكون الفيزيائى» والبيولوجى، ونريد مناقشة فلسفات الحداثة وما وراء الحداثة، نريد الاشتباك مع فلسفات جراهام أوبى، ووليام لين كريغ، ودانييل دانيت، وكارل بارت، نريد أن نبرز للعالم أشرف ما لدينا من قيم فلسفية وأخلاقية، ورؤية للكون والحياة تقول: «من أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا»، و«ولقد كرمنا بنى آدم»، و«وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا»، و«إنك لعلى خلق عظيم»، و«ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتى هى أحسن»، و«إن الله جميل يحب الجمال».
قدمت موسوعة «جمهرة أعلام الأزهر الشريف».. ما هو الهدف من تلك الموسوعة؟
على مدار 16 سنة صُنع وتبلور ونضج هذا الكتاب، 10 سنوات منها كانت جمعا للمادة العلمية، و6 سنوات كانت عكوفا وانقطاعا وانكبابا على التنفيذ والتدوين والتحرير والصياغة.
قدمنا خلال الكتاب عشرات ومئات وألوفا من الشخصيات الأزهرية، من المصريين وغير المصريين، ممن وفدوا إلى المعهد العريق المعمور، فنهلوا من العلم، واستنارت عقولهم به، ورجعوا إلى بلادهم شاهدين لمصر بالعظمة والسبق العلمى، فصاروا فى بلادهم دعاة علم وتمدن، يطفئون نيران الحروب، ويعمرون مدارس العلم ومعاهده وتقلدوا أرفع المناصب والرتب، من أزهريين تقلدوا رئاسة بلادهم مثل هوارى بومدين رئيس الجزائر الشقيقة، إلى من تقلد الوزارة أو القضاء أو الإفتاء أو التدريس أو الكتابة أو غير ذلك من الحرف والمهن التى تولوها، فلمس الناس منهم الحكمة والعلم والأخلاق وعمق التدين المبرور الهادى المتخلق بالأخلاق المحمدية المشرفة.

وتأتى هذه الموسوعة منى هدية إلى الأزهر الشريف، وإلى مصر العظيمة، وإلى كل أزهرى عظيم كان نموذجا مشرفا لدينه ووطنه ثم هى نداء إلى الأجيال القادمة أن يكونوا على هذا المنوال الذى صنع حسن العطار، والأمير الكبير، واللقانى، والباجورى، ورفاعة الطهطاوى، والشمس الأنبابى، والصبان، والملوى، وعليش، والخضرى، وبخيت المطيعى، ومحمد عبده، والمراغى، والدجوى، ومحمد عبد الله دراز، والشعراوى، وعبدالحليم محمود، وصالح الجعفرى، وصالح شرف، والألوف من الرموز الحكيمة.

والجمهرة توثيق ودراسة لتراجم علماء الأزهر فى القرنين الرابع عشر والخامس عشر الهجريين، مرتبين على سنوات الوفيات، من وفيات سنة 1300هجريا، الموافق 1882ميلاديا، إلى وفيات العام الهجرى الماضى 1439ه.
ما هى رسالتك للشباب فى وقتنا الحاضر؟
رسالتى أن الإنسان المصرى، إنسان عظيم، قادر على اجتياز أى أزمة، وصناعة مكانة تليق به، ووطنه لن يتخلى عنه، مهما كانت أزماته، بل إن مفتاح حل أزمات الوطن هو أنت أيها الإنسان العظيم، والواجب الوطنى الأول هو الثقة فى النفس، والثقة فى الوطن، وأن نلتف جميعا حول وطننا حتى يكون فى المكان الذى نحبه فى طليعة الأمم.

لو أردنا النظر إلى الدراما باعتبارها أداة فى مواجهة الأفكار المتطرفة.. هل ترى أن الدراما المصرية تقوم بدور فى توعية المواطنين بخطورة الفكر الإرهابى؟
الدراما لها دور كبير فى التوعية من خطورة الفكر الإرهابى، والإرهاب لا مستقبل له، لأنه قائم على مفاهيم مغلوطة وفكرهم مثل الخوارج غير قابل للبقاء أمام المواجهة الفكرية.
كيف ترى جهود الدولة فى حل أزمة الغارمات، خاصة فى ظل اهتمام الرئيس السيسى بحل تلك الأزمة؟
الرئيس عبدالفتاح السيسى وجه بمعالجة جذرية لقضية الغارمات منذ سنوات، ودفع من ماله الخاص مبلغا لكل سيدة غارمة، وتوجهنا إلى أكثر من سجن وتم الإفراج عن عدد كبير من الغارمات.

وعلاج جذور مشكلة الغارمات، يتمثل فى عدم المغالاة فى المهور وتكاليف الزواج، فالمبالغة فى تكاليف الزواج ظاهرة مقلقة، وتترتب عليها آثار فى غاية الضرر، ومن واجبنا جميعا مد يد العون لسيدات مصر، خاصة الفئات الأولى بالرعاية لعودة السيدات لأسرهن وأبنائهن.
وسبب ذلك رفع تكاليف الزواج، وابتعاد الناس عن سنة النبى الكريم محمد، صلى الله عليه وسلم، وأمره بالتيسير فيها، حيث قال: «إن أقلهن مهرا أعظمهن بركة»، كما أنه يجب علينا أن نستشهد بالشريعة والأحاديث فى تحديد تكاليف الزواج، حيث ابتعدنا عن تلك الأحاديث وعليه انتشرت تلك الأفكار والأمور وهذه الظاهرة تسببت فى تأخر أو عزوف الشباب عن الزواج، وتسببت فى مشكلة الغارمات والدولة تقوم بجهود كبيرة فيما يخص ملف الغارمين والغارمات وهم من لا يستطيعون أداء ديونهم وأن أغلبهم سيدات بأرقام ديون كبيرة.
قدمت كتابا عن «الشخصية المصرية».. كيف ترى أوجه الاستفادة من تحليل الشخصية المصرية للأجيال الجديدة؟
الكتاب يرصد تكوين وتركيبة الشخصية المصرية، والكثير من الشباب فى حاجة إلى النصيحة فى كيفية الخروج من دائرة الضيق إلى السعى والعمل والإبداع والابتكار، واختراق حواجز الأزمات التى قد تبدو كبيرة ومعقدة، والتى تتصاغر أمام النجاحات.
وكتاب «الشخصية المصرية خطوات على طريق استعادة الثقة»، حيث يأتى ذلك الكتاب بالتجارب العريقة فى التعامل مع الأزمات، وربما طرأت على المصرى أحداث وسنوات جعلت ثباته النفسى يتزلزل ويهتز ويدخل فى نوبة من الحيرة والإحباط أو اليأس أو العزوف عن كل شىء، أو الفقر أو الضيق أو المرض والأمية فضاق صدره أو انحرف إلى الإدمان فرارا من الواقع أو ذهب يفكر فى الهجرة، وترك الوطن، لكن استعادة الذاكرة وإعادة الحفر والتنقيب عن تجربته العريقة فى التعامل مع الأزمات وكيفية اجتيازها وتخطيها، ستكون مفيدة فى إخراج الإنسان المصرى من أى أزمة خانقة قد تطرأ عليه».

وكتاب «الشخصية المصرية» ليس كتابا دينيا، لكن له فلسفة خاصة موجهة لكل المصريين مسلمين ومسيحيين، نسلط الضوء على نماذج مسيحية كانت لها أدوار مشرفة فى تاريخ وطنها، كما نركز على كيفية تحويل الشخصية المصرية من المحلية إلى العالمية وفيه بحوث تتعلق بإعادة إحياء الشخصية المصرية وتجديد معالمها ورصد مكوناتها الأصيلة التى صنعت عبر تاريخ شخصية الإنسان المصرى المتدين الواسع الأفق الوفى لوطنه، الصانع للحضارة الشغوف بالعمران والذى ينتج العلم والحكمة ويقدم الخير للعالم كله.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.