مثلما تعطى جائزة نوبل لصاحبها الدافع لاستكمال مسيرته فى العطاء على اختلاف أنواعه فإنها تعطى لرئيسة ليبريا إيلين جونسون سيرليف دفعة قبل الانتخابات الرئاسية، إذ تسعى الآن إلى الفوز بولاية ثانية فى الانتخابات الرئاسية المقررة غدا الثلاثاء، رغم إعلانها من قبل أنها لن تترشح لولاية ثانية. تعد رئيسة ليبريا إيلين جونسون سيرليف التى يرجع إليها الفضل فى تحسين صورة ليبريا بعد 14 عاما من الحرب الأهلية التى دارت بين عامى 1989 و2003، وأدت إلى مقتل نحو 250 ألف وتدمير البنية التحتية للبلاد، ثانى امرأة أفريقية تفوز بجائزة نوبل للسلام منذ منحها عام 1901، بعد الناشطة الكينية ونجارى ماتاى التى فازت بها عام 2004، ووأول امرأة تنتخب رئيسة لبلد أفريقى، وذلك بعد منافسة شرسة مع لاعب الكرة الشهير جورج وايا. هدفت سيرليف التى دخلت السجن مرتين فى عهد الرئيس صامويل دو الذى أغرق ليبريا فى أول حرب أهلية فى ثمانينيات القرن الماضى، فاشتهرت بلقلب "السيدة الحديدية"، إلى شطب ديون البلاد ومكافحة الفساد وإدخال إصلاحات مؤسساتية وهو ما حققته جزئيا. وناضلت سيرليف التى درست الاقتصاد فى جامعة هارفارد وعملت فى الأممالمتحدة والبنك الدولى وتولت منصب وزيرة المالية فى عهد الرئيسين ويليام توبمان وويليام تولبرت فى ستينيات وثمانينات القرن الماضى حتى الانقلاب العسكرى فى السنة التالية، من أجل إسهام المؤسسات المالية الدولية فى إعادة إعمار بلادها. قالت لجنة نوبل عن سيرليف التى ستبلغ من العمر 73 عاما فى 29 أكتوبر المقبل وهى أم لأربعة أبناء وثمانية أحفاد، إنها "منذ تنصيبها رئيسة لليبريا فى عام 2006، أسهمت فى تحقيق السلام ودعم التنمية الاقتصادية وتعزيز وضع المرأة". وتباينت ردود الأفعال بعد فوز سيرليف التى لا تزال ترتدى اللباس الأفريقى التقليدى فى زيارتها الخارجية، بالجائزة إذ احتفل أنصارها، مؤكدين أنها تستحقها، فيما نفى البعض ذلك مرجعين ذلك إلى عدم وفائها بعدد من وعودها الاقتصادية والاجتماعية، بالإضافة إلى ورود اسمها ضمن الشخاص الذين ينبغى ألا يتولوا أى منصب رسمى خلال 30 عاما، بسبب دعمها لزعيم الحرب السابق تشارلز تايلور الذى ترأس البلاد بين عامى 1997 و2003.
