هل آن أوان أن تتنفس حلمك حقيقة فى واقعك؟ وتتلمس ما حولك فتجده هو ذاته ما كان فى خيالك، وتنظر حولك لتجد أنه تحقق كل آمالك؟ تمهل لا تتسرع فى الإجابة، فكثيراً من الأحلام خدعت أصحابها، وكذبت عليهم فى وعودها، حين تحققت لم تكن نهاية الآلام، ولا تلك الجنة التى تقابل فيها كل ما أحببت. إن الحلم كائن حى بداخلك عليك أن ترعاه ليرعاك، وتعلمه ليعلمك، وتصححه ليصححك، وتعالجه ليشفيك، وترقيه ليعليك، إياك أن تترك نفسك بغير حلم لأنك يوماً فشلت فى تحقيقه، بل ابحث عنه فإن وجدته قدم له كل ألوان الاعتذار، وتأكد من أنه قبله منك، لأنك أخطأت حين ظننت أن حلمك عليك تحقيقه بمجرد الحلم به، ربما كانت البداية فى صورة تخيلتها، لكن لتسأل أى من الحقائق بعد حلمك جمعتها، وأى من التجارب من أجل حلمك خضتها، وأى من العبر فيما حدث بمن حولك أدركتها؟ إن ما تجمعه ليس فقط لتحقيق الحلم، ولكن لصناعة الحلم وصياغته بقلبك، فإن الحلم فى بدايته كالمادة الخام، كقطعة الحجر لم تصبح تمثال، أو ألوان وورق لم تصير لوحة، ربما وجدت حلمك فى بدايته هو ذاته حلم كثيرين، لكن وبعد لحظات من علمك ودراستك لواقعك، ستجد لنفسك فى حلمك بصمات، اختيارات، تميزك عن غيرك، ستجد الخيال قد بدأ ينسج خصيصاً لك أنت، لواقعك، لقدراتك، لاختياراتك، ستجد فيه جزء من ملامحك، وله صوت من عباراتك، وكلما زدت وعياً بما يمر بالواقع، كلما كان الحلم أقرب إلى صياغة نفسه بما يناسب واقعك فلا تبعد المسافات بينهما ويصعب عليك طريق تحقيقه. كم من الأحلام مرت على القلوب فمرض الخيال ولم يشف الواقع لأنه لم يلق الرعاية والعناية من مرحلة الاختيار فالبناء فالتحقيق، كم من القلوب غضبت من عدم تحقيقها لحلم غير صالح، وعند تحقيقه أدركت أنها كانت عليها إصلاحه أولاً لتنال ما كان بالخيال، إن تحقيق حلمك ليس من المحال، علمه وافهمه وتأكد من صلاحه حتى تصلح به الحال.