يرى الكاتب الصحفى الفرنسى آلان جريش، المدير العام المساعد، لصحيفة لوموند ديبلوماتيك الفرنسية، أن شكل العلاقة بين مصر وقضية الصراع الفلسطينى الإسرائيلى ستختلف بشكل كبير بعد سقوط نظام مبارك، الذى كان مواليا لأمريكا، ويضغط على السلطة الفلسطينية لصالح الولاياتالمتحدة. وأضاف جريش خلال الندوة التى عقدها المركز الثقافى الفرنسى، والتى أقيمت مساء أمس، الاثنين أن الثورة فى مصر مهمة للغاية، بالنسبة لأمريكا التى كان لها حليفان فى المنطقة إسرائيل ومصر التى وقفت خلف المفاوضات بين الإسرائيليين وفلسطين. وأضاف أن اتجاه السلطة الفلسطينية للسلام، تحتم وجود ضامن عربى قوى فتولت مصر هذه المهمة بمؤتمرات فى شرم الشيخ واتفاقيات ومارست مصر ضغوطا على السلطة وحماس طوال 15 عاماً لصالح أمريكا، ولكن بعد سقوط نظام مبارك الموالى لأمريكا لن تمارس مصر على السلطة الفلسطينية أو حماس فأى حكومة منتخبة جديدة لن يكون لها نفس الموقف من المفاوضات، ولن تتخذ إجراءات مبارك فى عملية السلام فقد كان كانت عملية ولم يكن هناك سلام". وأشار جريش إلى أن المصريين تحدقوا عن زيارة رجب طيب أردوغان، رئيس الوزراء التركى، مما أعاد السؤال عن إمكانية الاستفادة من التجربة التركية، وقال "أعتقد أن تتخذوا النموذج المصرى أفضل، لأن فى تركيا والهند تجارب هامة، ويجب على المصريين اختراع تجربتهم لأن نجاح هذه التجربة قد يكون لها آثار قيمة على المنطقة كلها". وقال "شكل العالم بدأ يتغير فهناك قوى اقتصادية تنمو وعلى العرب أن يبدأوا فى علاقات اقتصادية مختلفة بخلاف الاتحاد الأوروبى، والاتجاه نحو قوى اقتصادية جديدة مثل الصين والهند والبرازيل، أن هذه الدول تأثيرها السياسى يمتد فى المنطقة المحيطة بها، ولم تلعب دورًا فى السياسة الدولية من خلال التدخل مع تركيا لإيجاد حل وسط فى قضية الملف النووى الإيرانى. وأضاف "آلان يوجد تعددية فى الحوار السياسى والاقتصادى، فهناك دول خارج الولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبى تبحث عن مصالحها، وهذا كان من محركات الثورات العربية فى المنطقة حيث مرت هذه الدول بنفس النظم، وفسر العديد من المحللون السياسيين الثورات العربية أنها ليست بإيذاء الغرب، كما حدث فى ستينيات القرن الماضى، حيث كانت الحركات الثورية معادية للإمبريالية وضد الغرب، لكنها الآن ضد الحكومة، وفسروا الحركات الحالية أنها ليست لها أجندات إقليمية وليست ضد الغرب، وهذا خطأ لأن هذه الثورات كانت تستهدف نظاما مستبدا ولديها بعض المواقف المتعلقة بالسياسة الدولية مثل القضية الفلسطينية وستحدد أجندتها فى هذه المنطقة، نعم هذه الثورات ليست لها أيديولوجية لكن لها هموم ومسائلها الخاصة". وقال الباحث نبيل عبد الفتاح، خلال الندوة، "إن تطور الثورات العربية سينتقل إلى ممالك الدول الخليجية التى تحاول التأثير فى المنطقة من خلال سياسة النفط، مشيرا إلى أن الثورة المصرية قد تؤثر على شكل السياسة السعودية وتأثير آخر من اليمن، وهذا ما وضح خلال الخطاب الأخير للعاهل السعودى الملك عبد الله الذى وصفه بأنه آخر اعتدال فى الاستجابة لمطالب الشعب.