مرت الشعوب العربية فى العصر الحديث بفترتين من الاحتلال الأول هو الاحتلال الخارجى يمثله الغرب بآلته العسكرية وقد بدأ هذا الاحتلال منذ الثلث الثانى من القرن التاسع عشر وبعد كفاح مرير وكبير قدم فيه النفس والمال والأولاد والبنون تم استقلال الشعوب العربية فى خمسينيات وستينيات القرن الماضى. حينذاك بدأت الشعوب العربية تتنفس الصعداء حيث سيحكمهم حكام من بنى جلدتهم وظنت هذه الشعوب أن هؤلاء الحكام سيقيمون العدل بينهم لكن كما يقال تأتى الرياح بما لا تشتهى السفن، حيث حكمهم حكام من بنى جلدتهم لكن للأسف أذاقوهم الويل والعذاب والذل والامتهان وأشاعوا الفساد والاستبداد بين الشعوب وبدلا من تعمير الأوطان وإقامة العدل ونشر الديمقراطية والحرية لشعوبهم اتخذ هؤلاء الطغاة الجبابرة الأوطان كمزارع لأبنائهم وأحفادهم وملأوا خزائنهم من خيرات هذه الأوطان!! وزجوا بالوطنيين الشرفاء داخل السجون وغياهب المعتقلات وانهارت الخدمات المقدمة لشعوبهم واضمحل التعليم وساد الظلم فأنّ المواطن العربى تحت سوط التعذيب والاعتقال كلما حاول التنفيس عن هذا الظلم الواقع عليه. لقد حسب هؤلاء الطغاة أننا قطيع يساق أينما وجهوه وأشاروا عليه. كما ظنوا أننا تراث أو عقار يورثونه لأبنائهم وأحفادهم. لقد خانوا الثورات التى هبت ضد المحتل الغربى فبعد الاستقلال وبداية عهد الجمهوريات أرادوا توريث الحكم لأبنائهم والذى بدأ ذلك هو حافظ الأسد حين سن هذه السنة السيئة فقد أعد ابنه بشار لخلافته وحين مات حافظ الأسد اجتمع المجلس النيابى ووافق بالكامل على إسناد حكم البلاد لبشار القائد المظفر!!! عليه لعنة الله. ومن بعد هذه الحادثة وبدأ لعاب الحكام العرب فى السيلان نحو توريث أبنائهم الحكم. فنجد أن الرئيس السابق مبارك كان قد أعد ابنه جمال للحكم، كما بدأ فى ذلك أيضا معمر القذافى لتولية ابنه سيف الإسلام وكذلك حاكم اليمن سار على هذا النهج!!. لقد تناسى هؤلاء الطواغيت أننا شعوب قد نضعف وقد نستكين ولكننا أبدا لا ولن نستسلم أبدا ولن تذل كرامتنا ما حيينا. وكان لذلك أن هبت بعض الشعوب العربية المقهورة من أجل الانتفاض والثورة على هؤلاء الحكام الطواغيت ليعلنوا الاستقلال الثانى لأوطانهم من المحتل الداخلى. فنجحت بعض الشعوب ولا تزال باقى الشعوب تقدم دماء أبنائها قربانا على مذبح الحرية والاستقلال.