نعى عدد من المبدعين الشباب الراحل الروائى خيرى شلبى الذى توفى فجر اليوم، واعتبروه جميعاً أباً روحياً لهم، فقال الروائى الشباب طارق إمام "لقد مات اليوم أب لى، فكانت تربطنى به علاقة على المستوى الإنسانى وكنت أعرفه شخصياً، فهو أول من ناقشنى فى أول كتاب لى وأنا عندى 16 سنة ودعمنى بشدة، وكان ينصحنى باعتباره صديقاً لى". ووصف أمام ل"اليوم السابع"، حياة الكاتب الراحل بأنها كانت بسيطة جداً، مؤكداً أنه لم يرد أن يشعر أنه نجم، لذلك اهتم كثيراً فى كتاباته بحياة الأشخاص المهمشين، مشيراً إلى أن ذلك مكنه من صنع بطولات من شخصيات عادية لا يلتفت إليها فى حياتنا اليومية، موضحاً أن الكتابة كانت بالنسبة له كل حياته فكل شىء يراه يترجمه إلى نص مكتوب، مؤكداً أنه لم يعتبر الكتابة يوماً مهنة وإنما كانت هى "الحياة". وأشار إمام إلى أن إبداع شلبى تمثل فى قدرته على إشعار القارئ بالنص المكتوب كأنه حكاية شفاهية يرويها له، وأيضاً اهتمامه بالأساطير الريفية المصرية وتجسيدها بشكل مبدع فى رواياته، بالإضافة إلى الدراسات التى قدمها فى مجال النقد المسرحى والتى تلقى اهتماماً كبيرا. "إذا أردت أن ترى على الورق الأشخاص بورتريهات شديدة الدقة، فعليك أن تقرأ لشيخ الحكائين خيرى شلبى".. هذا ما تصف به الكاتبة رباب كساب كتابات الراحل خيرى شلبى، مضيفة أنه يتمكن دائماً من أن ينقلك للعالم الذى يكتب عنه بدقة تصويره وودقيق تفاصيله. وتقول كساب: "أحب عالم حكاياته وصوره، رغم أنى لم ألجأ فى كتاباتى للوصف الشكلى للأشخاص إلا فى أضيق الحدود، لكنى حين كنت ألجأ لذلك أتذكر كتابات خيرى شلبى "الدساس"، "لحس العتب"، "ثلاثية الآمالى"، "سارق الفرح" وغيرها من أعمال الكاتب الراحل". وتعتبر كساب رواية "صالح هيصة" من أكثر الروايات التى أحبتها وعاشت شخصياتها وشعرت أنهم على قيد الحياة ، مضيفة "أول مرة جئت القاهرة بعد قراءتى هذه الرواية سرت فى شوارع وسط البلد باحثة عن كل شارع كتب عنه عمنا خيرى فى الرواية ووجدتنى وأنا أكتب روايتى الفصول الثلاثة أقول على لسان البطل كأنى فى صفحة من صفحات عمنا خيرى شلبى". وأضافت كساب، أنه قبل سنوات حين عرض مسلسل الوتد المأخوذ عن أحد أعمال الكاتب الكبير كنا نلتف حول المسلسل فى بهجة، موضحة أنها كانت تتساءل كيف حصل خيرى شلبى على شخصية فاطمة تعلبة، من أين جاءته؟ لافتة أنها عندما عرفت خبر وفاته عن طريق إحدى صديقاتها عندما كتبت عن الراحل مقولته (القلم إذا توقف يعلوه الصدأ)، مؤكدة أنه يكتب كمن عاش للكتابة فقط ورحل وهو يكتب. ومن جانب آخر، وصف الكاتب الشاب على سيد، الكاتب الراحل بأنه كان من أكثر الكتاب بساطة فى التعامل وتشجيعاً للشباب، على الرغم من انتمائه لجيل الكبار، إلا أنه كان دائما يتواصل مع الكتاب الشباب ويدعمهم كثيراً. وقال سيد، إن إسهامات الراحل أضافت للصحافة المصرية لوناً من الكتابة الأدبية كان موجوداً من قبل فى الصحافة العالمية، ولكنه أحياه وقدم فيه إسهاماً كبيراً اشتهر به بين القراء، وهو فن (البورتريه)، حيث مائتين وخمسين شخصية من نجوم مصر فى جميع المجالات الأدبية والفنية والسياسية والعلمية والرياضية، على امتداد ثلاثة أجيال، من جيل طه حسين إلى جيل الخمسينيات إلى جيل الستينيات، متمنياً ألا تنسى مصر الكاتب الكبير ويظل خالداً بيننا بكتاباته وأعماله الأدبية العظيمة. موضوعات متعلقة: رحيل الكاتب الكبير خيرى شلبى عن عمر 73 عاماً أسرة خيرى شلبى تشييع جنازته بمحافظة كفر الشيخ أحمد مجاهد: "شلبى" ودع أحباءه فى سيرته "أنس الحبايب" أبو غازى: "شلبى" أبويا الروحى" وكان يمتلك حسا مصريا عاليا أصلان: خيرى خاننى لأنه مات من غير ما يقولى "سلماوى" يصف خيرى شلبى ب"تشارلز ديكنز" الرواية المصرية الاثنين.. عزاء الراحل خيرى شلبى بمسجد الشرطة بالدراسة