قابلت زوجة الشهيد أحمد المنسى وعايشتها قبل أدائى للشخصية.. والمشاركة فى مشهد ب«الاختيار» شرف وعرفان بجميل الشهداء العمل يوثق أصعب الفترات التى عاشتها مصر.. وشخصية «سليمة» فى مسلسل النهاية أصابتنى بالضغط النفسى
استطاعت الفنانة سارة عادل منذ ظهورها على الساحة الفنية أن تسير بخطى ثابتة، حيث قدمت العديد من الأدوار المتنوعة، أبرزها مسلسل حواديت الشانزلزيه الذى شاركت فى بطولته مع الفنان إياد نصار، وتشارك فى السباق الرمضانى لهذا العام بمسلسلى «الاختيار» للنجم أمير كرارة و«النهاية» للنجم يوسف الشريف.
وتتحدث سارة فى حوار ل«اليوم السابع» عن دورها فى الاختيار حيث تقدم شخصية منار زوجة الشهيد أحمد المنسى، وعن كواليس العمل، وكيف كان الاختلاف بينه وبين دور «سليمة» التى تقدمه فى مسلسل النهاية. وإلى نص الحوار:
كيف جاء ترشيحك لدور منار المنسى فى مسلسل الاختيار، وكيف استقبلتِ ترشيحك؟ رشحت للدور من خلال شركة «سينرچى» فقد تعاونا من قبل فى أكثر من عمل حيث قدمت مسلسل «كلبش 3» ومسلسل «حواديت الشانزلزيه»، أما عن استقبالى لترشيحى فقد شعرت بالكثير من الأحاسيس المتضاربة، فبالتأكيد شعرت بالسعادة لتجسيد دور زوجة الشهيد أحمد المنسى، ولكن فى نفس الوقت شعرت بالخوف والقلق بسبب المسؤولية الكبيرة التى ألقيت على عاتقى، فشخصية «منار» هى شخصية موجودة بالفعل وتجسيد شخصية واقعية أمر ليس سهلا على الإطلاق فبالتأكيد ستكون هناك مقارنة، كما ستقيم هى بنفسها تجسيدى لشخصيتها الأمر الذى جعلنى فى قلق.
كيف حضرتِ للشخصية.. هل تواصلتِ مع زوجة الشهيد المنسى؟ عقب معرفتى اختيارى للدور بدأت أبحث عن شخصية منار ورأيت العديد من الفيديوهات لها، ثم قابلتها شخصيا وجهًا لوجه، وبدأت أعرف منها تفاصيل شخصيتها، ماذا درست؟ علاقتها بالشهيد المنسى، وكيف كانت تتعامل فى ظل غيابه الدائم؟ كيف تتعامل مع أولادها؟ وبدأت أدرس جميع التفاصيل قبل البدء فى العمل.
هل وجود منار المنسى معكِ فى موقع التصوير ساعدك فى تجسيد الشخصية؟ بالطبع، ساعدنى وجودها كثيرا، فكنت دائما أقرأ معها الدور، وكانت توجهنى لطريقة كلامها مثلا أو طريقة لبسها، وبالمناسبة كانت «منار» قلقة شيئا ما فى البداية من تقديمى للشخصية، فكانت ترى أننى هادئة كما أنها لم تشاهد أعمالا لى من قبل، ولكن بعد تصوير أول مشهد تفاجأت بها تثنى علىّ وعلى أدائى وعبرت عن إعجابها الشديد بى وهذا الأمر أسعدنى جدا وأعطانى الكثير من الثقة.
هل ترين أن الدراما المصرية تحتاج لهذا النوع من المسلسلات؟ هذا النوع من الدراما مهم جدا، فهذه المسلسلات تنقل لنا الواقع بمعلومات حقيقية، وتجعل المشاهد لديه وعى أكبر، وأتمنى أن يكون هناك عمل كل عام يتحدث عن بطولات الجيش بالذات فى منطقة سيناء، ف«الاختيار» مسلسل وثائقى لفترة صعبة عاشتها مصر، كذلك المسلسل يعيد صياغة التاريخ ومجرد مشاركتى فى مثل هذا النوع من المسلسلات ولو بمشهد هو شرف وعرفان بجميل الشهداء صناع التاريخ الحقيقيين.
«الاختيار» هو ثانى تعاون بينك وبين النجم أمير كرارة بعد مسلسل «كلبش 3»، فما كواليس هذا التعاون؟ أنا محظوظة جدا لعملى مع فنان بحجم الفنان أمير كرارة، فهو إنسان عظيم قبل أن يكون فنانا كبيرا، لم يبخل على أى شخص بتوجيهه وتقديم المعلومات والنصائح له، فكثيرا ما قدم لى النصيحة، كما يثنى علىّ عندما أجسد مشهدا ينال إعجابه، فهو إنسان متواضع وطيب والتمثيل أمامه له متعة خاصة، وأنا أتمنى أن أعمل معه كثيرا، بالإضافة إلى أن أعماله مرئية بشكل جيد من قبل المشاهد. حدثينا عن كواليس العمل فى مسلسل الاختيار؟ فى بداية العمل انتابنى القلق والتوتر، إلى أن بدأت فى تصوير أول مشهد والذى كان مع العمالقة أمير كرارة وأحمد فؤاد سليم والجميلة ناهد رشدى، وتفاجأت باحتوائهم لى، وبدأوا فى توجيهى بكل حب وساعدونى كثيرا.
هل ترين أن شخصية منار تشبهك فى الحقيقة؟ منار تشبه معظم سيدات مصر الكادحات، وهى دائما كانت توصف لى نفسها بقولها «أنا المواطن الكادح» فهى امرأة قوية تحملت مسئولية بيتها وأولادها بمفردها عندما كان الشهيد المنسى منشغلا فى عمله، وكذلك عند وفاته، فمنار المنسى هى فخر لكل سيدات مصر.
هل تقديمك لمثل هذه الشخصية أثر على حياتك؟ بالتأكيد، فعندما بدأت للتحضير للشخصية قرأت كثيرا عن الشهيد المنسى، ولكن القراءة تختلف تماما عن سماع تفاصيل حياته من زوجته وصديقه، فقد حكوا لى الكثير من التفاصيل فالمنسى كان يتمنى أن يموت شهيدا وأوصى أن يدفن بالأفارول، وسمعت من منار عن معاناتها فظلت لمدة عام عندما كان الشهيد المنسى فى سيناء تستيقظ كل يوم على خبر وفاة أحد أفراد الجيش وكانت كل أمانيها أن تعرف هل هو منهم أم لا، وكان التواصل شبه منعدم بسبب عدم وجود شبكة اتصال، بالإضافة لتفاصيل يوم وفاته، كل هذه الأمور أثرت علىّ وجعلتنى حزينة لفترة كبيرة ودائما كنت أفكر فى الشهيد المنسى وأبكى.
خلال هذا الموسم الرمضانى، قدمتِ أيضا شخصية سليمة فى مسلسل النهاية مع الفنان يوسف الشريف، حديثنا عن الدور وكيف استطعتِ التنسيق بين العملين؟ دور سليمة مختلف تماما عن دور منار، وهذا ما دفعنى لبذل مجهود أكبر لتأدية الدورين، وبالتأكيد هذا الأمر سبب لى بعض الضغط النفسى، إذ كنت أصور المسلسلين فى نفس الوقت تقريبا، فاليوم أنا منار زوجة الشهيد المنسى، وغدا أنا «سليمة» تلك الفتاة التى تعيش بعد مائة عام من الآن، تعيش فى مدينة خيالية وأحداث خيالية، كما أنها شخصية قوية وعملية جدا.
هل هناك معايير معينة لاختيار أدوارك؟ أنا لا أنظر إلى مساحة الدور المعروض على، ولكن ما يهمنى فى المقام الأول أن يكون مؤثرا فى العمل المقدم، بالإضافة لوجود سيناريو قد كتب بشكل جيد، وأيضا وجود مخرج يعى جيدا ما يقدم، فإذا توافرت تلك الظروف بالتأكيد سيكون العمل ناجحا جدا.
هل توقعت النجاح الساحق الذى حققه مسلسل الاختيار؟ لم أتوقع كل هذا النجاح للمسلسل، وهذا النجاح يؤكد احتياجنا لمثل هذه الأعمال التى تؤثر على وجدان المشاهد وأعتقد أن السبب فى النجاح أيضا مخرج العمل دكتور بيتر ميمى فلولاه لم يخرج العمل بمثل هذه الجودة.
هل تهتمين بتعليقات السوشيال ميديا على الأعمال المشاركة فيها؟ بالتأكيد أتابع التعليقات، وهناك تعليقات تلفت نظرى وتسعدنى، فأتذكر إحدى التعليقات التى قرأتها من أحد الشباب عن مسلسل الاختيار حيث قال «يالا بينا نروح سينا» حينها أيقنت أن المسلسل قد حقق أهم أهدافه وهو بث روح العزيمة لدى الشباب.