للمرة الأولى منذ اندلاع الثورة السورية فى منتصف مارس الماضى وبمشاركة عدد من النواب السابقين ورموز المعارضة السورية، انطلقت مسيرة جابت شوارع القاهرة، مروراً بعدد من السفارات العربية والأوروبية والتى انطلقت، اليوم الأربعاء، من أمام مبنى الجامعة العربية للتنديد بعمليات القمع الوحشية التى يرتكبها نظام الرئيس بشار الأسد. وشهدت المسيرة تضامن عدد كبير من شباب الثورة المصرية والجاليات العربية فى القاهرة، وحمل المتظاهرون الأعلام السورية والمصرية واليمنية، مرددين أن الثورات العربية واحدة و"مصرى وسورى يد واحدة". وحمل المتظاهرون لافتات كتب عليها "الشعب السورى يعزى الأمة العربية فى انهيار مبنى الجامعة العربية ووفاة الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربى، ويتلقى العزاء فى حمص ودرعا وتلكلخ والرستن وتلبيسة"، و "شكراً سمو أمير قطر ونستحلفك بالله أن تقف دون إبادة الشعب السورى"، و"شكراً تركيا على ما قدمت ونتمنى المزيد". وهتف المتظاهرون بعبارات تنادى بإسقاط النظام السورى بقيادة بشار الأسد، كما أطلقوا هتافات معادية للأمين العام لحزب الله حسن نصر الله والقائد الأعلى للثورة فى إيران على خامنئى، ومقتدى الصدر زعيم التيار الصدرى فى العراق وزعيم جيش المهدى الذراع المسلح للتيار الصدرى متهمين إياهم بتقديم الدعم العسكرى وإرسال مقاتلين إلى المدن السورية لتنفيذ المجازر التى ترتكب بحق أبنائهم فى سوريا. كما حمل المتظاهرون لافتات ثمنوا فيها التغطية لأحداث الثورة السورية من جانب قنوات الجزيرة والعربية وصفا ووصال، متهمين الإعلام السورى بفضائياته وصحفه ووكالاته بالتضليل الإعلامى لتغطية أحداث الثورة، وأن من يقوم بهذه المظاهرات ما هم إلا مجموعات سلفية مسلحة. وشهدت المسيرة التى انطلقت اليوم مشاركة عدد من رموز المعارضة السورية، وكان على رأسهم البرلمانى السابق والمعارض السورى البارز محمد مأمون الحمصى، ورياض غنام عضو اللجنة الوطنية الاستشارية للتغيير التى انبثقت عن مؤتمر أنطاليا، وغسان الدروبى ومحمد الحريرى وفهد المصرى و مؤمن كويفاتيه. وانطلقت المسيرة باتجاه السفارة القطرية بحى المهندسين فى الجيزة، حيث نظم أبناء الجالية السورية وقفة هتفوا خلالها "مصر وسوريا وقطر إيد واحدة"، كما سلموا للسفارة نسخة من بيانهم الذين ثمنوا فيه موقف دولة قطر من الثورة السورية. من جانبه قال الناشط السورى رياض غنام ل"اليوم السابع"، إننا معتصمون هنا أمام مبنى الجامعة العربية لنطالب الأمين العام والدول العربية بالنطق بكلمة الفصل حيال ما يجرى فى سوريا، وتفسير التصريحات الغير مبررة والغير منطقية من جانب الدكتور نبيل العربى تجاه النظام البربرى فى سوريا، مضيفاً، أن السوريين وأحرار العالم والعرب صدموا من تصريحات الأمين العام التى تٌعتبر مباركة لذبح شعب يطمح إلى الحرية والعدل. وأضاف غنام، أقول للسيد العربى تحرك باتجاه الشعوب العربية وخاصة الشعب السورى الذى ينظر إليك بكل ريبة، وقِفْ موقف الرجال، لأن ساعة الحسم قد اقتربت، وسارع بعقد جلسة عاجلة لمجلس الجامعة العربية لبحث ما يجرى من سوريا من مجازر. وطالب الناشط السورى، بطرد السفير السورى فى القاهرة ومندوبها لدى الجامعة العربية لأنه لا يقوم بقيادة فريق دبلوماسى ممثل عن الشعب السورى، وإنما يقود مجموعة من الموظفين التابعين لفروع المخابرات السورية التى تصور المعارضين وتعد قوائم لملاحقتهم وتصفية البعض منهم. وأصدر الناشطون السوريون، بياناً حصلت اليوم السابع على نسخة منه والذى سلمه الناشطون للجامعة العربية والسفارة القطرية بالقاهرة، والذى استنكر فيه أبناء الجالية تصريحات وزيارة الأمين العام للجامعة العربية لسوريا ولقائه بشار الأسد، والتى اعتبروها دعما عربيا للجرائم التى تقوم بها قوات الأمن والفرقة الرابعة من الجيش السورى بحق أبناء الشعب السورى المطالبين بإسقاط الأسد. كما طالبوا بموقف عربى ودولى حازم نصرة لأبناء الشعب السورى المسالمين ووقف حمامات الدم والمجازر التى يقوم بها الرئيس السورى وشقيقه ماهر الأسد وأركان نظامه، مثمنين موقف أمير دولة قطر مما يحدث للمتظاهرين المطالبين بالحرية. كما أكد البيان على أن الثورة السورية سلمية وأن مطالب الثوار بإسقاط النظام الفاشى، وأن المظاهرات التى يقوم الشعب السورى، ما هى إلا حق أصيل كفلته الشرائع السماوية والقوانين والأعراف الدولية، محذرين من أن وقوع المزيد من أعمال القتل والاغتصاب بحق أبناء الشعب السورى قد يؤدى إلى عدم سلمية الثورة فى سورية، خاصة وأن ما يجرى هناك تعجز الوحوش الضارية أن تقوم به.
