حينما تكتمل مفردات عناصر العمل الناجح، فلا عليك إلا أن تطمئن على سلامة النتائج، وبعدها تعرف أنك تقف فوق أرض صلبة ناضجة، المعالم.. آمنة مستقرة، وأن هذه الأرض سوف تستقبل عشرات الأعمال الاستثمارية الأخرى طالما كانت حقلاً ناجحاً لميلاد رؤية جديدة من شأنها تغيير الأوضاع الثابتة، والانطلاق بالفكر الاقتصادى.. هذا ما أحسسته وأنا أتابع قرارات الشيخ محمد بن سحيم، رجل الأعمال القطرى المعروف، والذى بهرنى بدخوله عالم الاستثمار فى مصر فى أعقاب نجاح ثورة 25 يناير، عرفت من هذا القرار شخصيته الرجل، الذى يتسم بالشجاعة فى المقام الأول، وحب مصر والشعب المصرى فى المقام الأساسى، إلى جانب روح المغامرة التى تبلورت فى مسيرة الشيخ محمد بن سحيم، من خلال مجموعة من المشاريع الضخمة، ما كانت تصل إلى قمتها لولا صلابة الرجل ودراسته لحال رأس المال العربى، وكذلك حال رأس المال المصرى، بعد ثورة الخامس والعشرين من يناير.. والتى أعادت الثقة إلى الاقتصاد وحركة المشاريع، ولهذا كانت مبادرته فى الدخول إلى الاستثمار المصرى فى هذا الوقت بالتحديد.. عرفت الرجل بحاسته وقلبه ودماثة خلقه، لقد تأكد الشيخ بن سحيم أن مصر تدخل فى مرحلة جديدة وعزم جديد ورؤية جديدة وأجندة وطنية محددة، لهذا كان من حكمته، عدم تأجيل القرار، لكى يكون أول رجل أعمال عربى يسعى نحو الدخول بقوة إلى أرض الاستثمار المصرى.. ولعل هذه فرصة لاستعادة المقولة التى يعتز بها العرب جميعاً، وهى أن مصر هى قلب العروبة النابض، هذه الكلمات كنا قد نسيناها طوال السنوات السابقة، ولم نكن نحس بها.. اليوم وبعد ثورة الخامس والعشرين من يناير.. عادت الأوضاع، إلى اعتدال المناخ العربى وعودة الفكر الاستثمارى الاقتصادى المبشر بسوق عربية مشتركة.. والشيخ محمد بن سحيم حين بادر بالدخول فى الاستثمار المصرى وحسم الموقف، إنما اختار مشروعاً عملاقاً تحتاج له مصر وشبابها، فقد شارك رجل الأعمال الشاب الطموح أحمد أبو هشيمة الذى لا يهدأ أبداً فهو دءوب وطموح فى أفكاره المبتكرة، هو حالة شديدة التميز.. فمنذ شرع فى إنشاء مشروع إنتاج حديد المصريين، وهو يكمل منظومة تحتاجها مصر.. وهو يعد أول مجمع صناعى لإنتاج الحديد فى المنطقة الصناعية بمنطقة المنيا برأسمال مليار ومائتى مليون، جنيه مصرى، حيث يستهدف المصنع إنتاج 1.5 مليون طن بعد استكمال مراحله الثلاث بطاقة إنتاجية سنوية نصف مليون طن بعد هذه الإنجازات راح عقلى إلى كلمات الشيخ محمد بن سحيم التى خرجت من القلب، وصاغ من خلالها فكراً جديداً حينما قال لى:"حينى فكرت فى الاستثمار فى مصر فى مجال الصناعة الوطنية فى خام الحديد فإننى لم أتردد لحظة واحدة لإيمانى الشديد بأن مصر كانت ولا تزال وسوف تبقى قبلة العرب فى الأمن وفى الريادة وأنه واجب على كل عربى أن يقف إلى جوار شعب مصر فى هذه الظروف الصعبة.." لقد أكد لى الشيخ بن سحيم أنه حريص على الاستثمار بها فأنا أعرفه عاشقاً لمصر.. وهو حريص على أن يحقق من خلال هذا المشروع مبادئ الرأسمالية الاجتماعية التى رفع شعارها رجل الأعمال أحمد أبو هشيمة، فقد عشت معه منذ بداية فكرة مشروعة الذى فضل أن يختار له اسم "حديد المصريين" لكى يكون اسماً على مسمى. كان يمتلك الإرادة والتحدى، فكيف كان يجرؤ أحد أن يقبل على إنتاج الحديد وقت أن كان الحديد وصناعته حكراً على شخص واحد يحظى بكل الاهتمام والدعم من نظام مبارك الذى رحل إلى غير رجعة.. وعرفت بعد ذلك كم كان الشيخ محمد بن سحيم كريماً إلى أبعد مدى وهو يقود المبادرة ويكرس الإمكانيات من شركة IIC وقدرتها المالية لتحقيق شراكة انتصارية... تستهدف إنجاز المشروع فى أقل من سبعة عشر شهراً على أقصى تقدير.. وأنا أعرف الشيخ بن سحيم، ولهذا فإن مبادرته الشجاعة ليست غريبة وليست مغارة عابرة بل هو مشروع قومى كبير.. يشكل سيمفونية فى حب مصر، عزفتها القيادة السياسية القطرية الشقيقة تبلورت فى شكل واقعى فى الزيارة التاريخية، التى قام بها سمو أمير قطر إلى مصر عقب قيام ثورة الخامس والعشرين من يناير. وكان سموه أول حاكم عربى يلتقى بالمشير طنطاوى، مؤكداً دعمه ودعم دولة قطر الشقيقة حكومة وشعباً للثورة المصرية التى حازت على إعجاب قطر وكل العرب والعالم أجمع. كل هذه المعطيات أكدت أن مشروع "حديد المصريين" الذى سيقام على مساحة 500 ألف متر مربع، ومن المقرر أن يوفر نحو 6 آلاف فرصة عمل لأبناء صعيد مصر سواء بطريقة مباشرة أو غير مباشرة.. إلى جانب إنشاء مركزية لتدريب العاملين فى قطاع الحديد على أحدث الطرق التكنولوجية.. أحدهما فى المنيا والثانى فى قنا لتدريب العاملين فى صناعة الحديد سواء الذين يعملون فى مجمع حديد المصريين بالمنيا أو العاملين فى المصانع الأخرى مجاناً وبدون أى مقابل مالى وهو دور اجتماعى وتنموى تضعه الشركة كهدف استراتيجى لها.. هذه المبادرة الرائعة من الشيخ محمد بن سحيم، أثق أنها ستكون قدوة للاستثمار العربى للدخول فى صياغة جديدة للاستثمار فى أرض مصر وهو هدف قومى عربى انتظرناه طويلاً.. ونجنى ثماره اليوم.. مبادرة محمد بن سحيم جسر ذهبى يبرق بين مصر والعالم العربى لعله طوق النجاة للانطلاق إلى رحلة عربية رائدة.. نترقب بعدها الكثير من المشاريع الناجحة.