مدينة أوروبية تستعد لحظر الآيس كريم والبيتزا بعد منتصف الليل (تعرف على السبب)    "الدفاع الروسية": "مستشارون أجانب" يشاركون مباشرة في التحضير لعمليات تخريب أوكرانية في بلادنا    أخبار الأهلي : غيابات الأهلي أمام مازيمبي.. استبعاد 11 لاعبا    نجم الأهلي السابق: سنتخطى عقبة مازيمبي واستبعاد طاهر منطقي.. وكريستو مسؤول عن استبعاده الدائم    بعد سقوط عصابة «تجارة الأعضاء» في شبرا.. هل نفذ المتهمون جرائم أخرى؟.. (تفاصيل)    مجزرة في أسيوط.. مقتل 4 أشخاص في مشاجرة دامية بالأسلحة النارية    ضبط مرتكب واقعة مقتل مزارع بأسيوط بسبب خلافات الجيرة    الإسكان: تنفيذ 24432 وحدة سكنية بمبادرة سكن لكل المصريين في منطقة غرب المطار بأكتوبر الجديدة    تراجع ثقة المستهلك في فرنسا بشكل غير متوقع خلال شهر أبريل الجاري    بث مباشر.. شعائر صلاة الجمعة من مسجد النصر بالعريش    وزير التعليم العالي يهنئ الفائزين بمُسابقة أفضل مقرر إلكتروني على منصة Thinqi    الاتصالات الفلسطينية: عودة خدمات الإنترنت بمناطق وسط وجنوب قطاع غزة    مواقيت الصلاة بعد تطبيق التوقيت الصيفي 2024.. في القاهرة والمحافظات    جمعة ختام الصوم    فانتازي يلا كورة.. جدول مباريات الجولة 35 "المزدوجة"    رئيس قناة السويس: ندرس تنفيذ مشروع للتحول لمركز إقليمي لتوزيع قطع الغيار وتقديم خدمات الإصلاح والصيانة السريعة    بالفيديو والصور- ردم حمام سباحة مخالف والتحفظ على مواد البناء في الإسكندرية    حماية العمالة غير المنتظمة.. "العمل": آلاف فرص العمل ل"الشباب السيناوي"    ضبط صاحب شركة لتزوير المحررات الرسمية وتقليد الأختام في الجيزة    25 مليونًا في يوم واحد.. سقوط تجار العُملة في قبضة الداخلية    "المكون الثقافي وتأثيره في السياسات الخارجية المصرية" ندوة بمكتبة الإسكندرية    خير يوم طلعت عليه الشمس.. 5 آداب وأحكام شرعية عن يوم الجمعة يجب أن تعرفها    نجاح مستشفى التأمين ببني سويف في تركيب مسمار تليسكوبى لطفل مصاب بالعظام الزجاجية    اتحاد جدة يعلن تفاصيل إصابة بنزيما وكانتي    موعد اجتماع البنك المركزي المقبل.. 23 مايو    احتجت على سياسة بايدن.. أسباب استقالة هالة غريط المتحدثة العربية باسم البيت الأبيض    11 مساء ومد ساعة بالإجازات.. اعرف المواعيد الصيفية لغلق المحلات اليوم    منها «ضمان حياة كريمة تليق بالمواطن».. 7 أهداف للحوار الوطني    أسعار البيض والدواجن اليوم الجمعة.. البلدي ب 117 جنيهًا    أمن القاهرة يكشف غموض بلاغات سرقة ويضبط الجناة | صور    تشافي يطالب لابورتا بضم نجم بايرن ميونخ    شاهد البوسترات الدعائية لفيلم السرب قبل طرحه في السينمات (صور)    عرض افلام "ثالثهما" وباب البحر" و' البر المزيون" بنادي سينما اوبرا الاسكندرية    في ذكرى ميلادها.. أبرز أعمال هالة فؤاد على شاشة السينما    نور الشربيني ل «المصري اليوم»: سعيدة بالتأهل لنهائي الجونة.. وضغط المباريات صعب «فيديو»    موضوع خطبة الجمعة اليوم: تطبيقات حسن الخلق    دعاء صباح يوم الجمعة.. أدعية مستحبة لفك الكرب وتفريج الهموم    تواجد مصطفى محمد| تشكيل نانت المتوقع أمام مونبلييه في الدوري الفرنسي    الصحة: إجراء الفحص الطبي ل مليون و688 ألف شاب وفتاة ضمن مبادرة «فحص المقبلين على الزواج»    تنظيم قافلة طبية مجانية ضمن «حياة كريمة» في بسيون بالغربية    طريقة عمل هريسة الشطة بمكونات بسيطة.. مش هتشتريها تاني    نائب وزير خارجية اليونان يزور تركيا اليوم    طرق بسيطة للاحتفال بيوم شم النسيم 2024.. «استمتعي مع أسرتك»    انطلاق انتخابات التجديد النصفي لنقابة أطباء الأسنان بالشرقية    رمضان صبحي: نفتقد عبد الله السعيد في بيراميدز..وأتمنى له التوفيق مع الزمالك    حزب الله ينشر ملخص عملياته ضد الجيش الإسرائيلي يوم الخميس    تؤجج باستمرار التوترات الإقليمية.. هجوم قاس من الصين على الولايات المتحدة    الشركة المالكة ل«تيك توك» ترغب في إغلاق التطبيق بأمريكا.. ما القصة؟    منها «عدم الإفراط في الكافيين».. 3 نصائح لتقليل تأثير التوقيت الصيفي على صحتك    جامعة الأقصر تحصل على المركز الأول في التميز العلمي بمهرجان الأنشطة الطلابية    توقعات الأبراج اليوم الجمعة 26 أبريل 2024.. «الحوت» يحصل علي مكافأة وأخبار جيدة ل«الجدي»    فضل أدعية الرزق: رحلة الاعتماد على الله وتحقيق السعادة المادية والروحية    لماذا تحتفظ قطر بمكتب حماس على أراضيها؟    أدعية السفر: مفتاح الراحة والسلامة في رحلتك    أبناء أشرف عبدالغفور الثلاثة يوجهون رسالة لوالدهم في تكريمه    سلمى أبوضيف: «أعلى نسبة مشاهدة» نقطة تحول بالنسبة لي (فيديو)    أحمد كشك: اشتغلت 12 سنة في المسرح قبل شهرتي دراميًّا    أطفال غزة يشاركون تامر حسني الغناء خلال احتفالية مجلس القبائل والعائلات المصرية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



«آل حزيّن أغا».. العائلة التى «خبأت» السادات وزارها فاروق ونجيب

◄ ينتمون إلى قبيلة «الجميلية» وجاءوا إلى مصر من المغرب وجدتهم من أصول تركية
◄ يتواجدون فى قنا وأسيوط والبحيرة ولهم «ديوان» ملحق به مسجد فى «إسنا»
عائلة حزين هى التى خبأت السادات عندما كان هاربًا على خلفية اغتيال أمين عثمان وزير المالية فى الأربعينيات، وربما كان هذا هو السبب فى أن العائلة مغرمة بالسادات، ومع ذلك فمنهم ناصريون ووفديون وحزب وطنى، إنها عائلة سياسية كان منها وزير وأعضاء برلمان وحرص على زيارتهم رؤساء وملوك منهم الملك فاروق ومن بعده الرئيسان محمد نجيب وأنورالسادات.
آل «حزّين» فرع من قبيلة تسمى «الجميلية»، وهو فرع وافد على مصر من المغرب العربى مع الفتوحات الإسلامية، ويتمركز آل حزين فى جنوب قنا وتحديداً فى مركز إسنا، وللعائلة كذلك أفرع فى محافظتى البحيرة وأسيوط، فى البحيرة تتمركز فى مدينة دمنهور، وفى أسيوط تتمركز فى المدينة، ومعروف لدى العائلة أن فرع أسيوط كان منه الدكتور «سليمان حزين» - وزير الثقافة الأسبق، وآل حزين طيبون ويتميزون بالتواضع، ويعتبرون أنفسهم من العائلات متوسطة الحال، وهم حريصون على تأكيد هذا المعنى، ورغم أن قوانين الإصلاح الزراعى أخذت منهم 7300 فدان، لم يعتدوا على أرض الدولة بوضع اليد، حسب قول النائب السابق «مرتضى حزين»، واكتفوا بما تبقى لهم ثلاثمائة فدان مزروعة بالقصب، وغيره من المحاصيل.
السادات فى الديوان
لكل بيت فى عائلة «حزين» ديوان خاص به، فضلاً عن الديوان الأساسى الموجود فى وسط مدينة «إسنا»، وهو ديوان عتيق يعلوه مسكن النائب مرتضى، وملحق به مسجد باسم آل «حزين»، وهو الديوان الذى يستقبل الضيوف، والمجالس العرفية، وواجبات العزاء، وبناه الحاج حسن حزين منذ 149 عاماً أو يزيد، والديوان الأساسى لآل «حزين» تقام فيه مراسم العزاء بما لا يقل عن حالتين شهرياً، وبحسب كبار العائلة فإن العزاء فى الماضى كان يستمر لمدة تصل 40 يوماً،إلا أن الظروف التى طرأت على المكان، والزمان، وإيقاع الحياة السريع جعل أيام الحداد تتناقص إلى 3 أيام.
وتكمن أهمية «الديوان» التاريخية، فى أنه شاهد كثيرا من الأحداث الهامة، فقد وطأته أقدام الملك فاروق، والرئيس الراحل أنور السادات، ومصطفى النحاس باشا زعيم حزب الوفد بعد سعد زغلول، وفؤاد سراج الدين باشا، وسيد مرعى - وكان قدوم الرئيس السادات إليه ليس لزيارة مدينة «إسنا» التى كانت مديرية، ونقلت إلى قنا، ومعها تحولت إلى مركز، قبل أن يصبح رئيساً للجمهورية - وإنما للاختباء على خلفية اتهامه بمقتل أمين عثمان - وزير المالية الوفدى، فى الأربعينيات من القرن الماضى للاشتباه فى تعاونه مع الإنجليز، ومكث السادات شهراً كاملاً فى الديوان، ثم استكمل اختباءه فى قنا.
كما زار الديوان فريق «قطار الرحمة» الشهير بعد ثورة يوليو 1952، وكان يضم كلاً من الفنانتين «شادية، وفاتن حمامة، وآخرين»، واستراحوا فيه ثم أكمل القطار رحلته إلى «إسنا» للتضامن مع أهلها بعد أن أدت السيول آنذاك إلى انهيار بيوت ومنازل المواطنين فيها، وكانت هناك ليالى سمر وغناء للخروج بالأهالى من هذه المحنة، والكارثة الكبرى.
ولم يكن اختيار الرئيس «السادات» لديوان آل حزين للاختباء، وليد المصادفة، بل كان بسبب صداقة قوية كانت تربط بينه وبين المرحوم حسن بدوى حزين »مزارع«، وهو والد «عبدالمنصف حزين»، الذى شغل مناصب متعددة حيث كان محافظاً ل«قنا»، والمنوفية، وعضو مجلس الشعب، والنواب، ونقيب الاجتماعيين آنذاك وحتى سنوات قليلة مضت، ولأن «السادات» كان ذكياً، ويعرف قواعد وأصول العائلات، كان اختياره لآل «حزين» موفقاً لأنه يعلم أنهم وطنيون.
ومن السياسيين الذين زاروا ديوان آل حزين «محمد نجيب» - أول رئيس للجمهورية بعد قيام ثورة يوليو 1952 أثناء افتتاح مستشفى الصدر بإسنا، وحافظ بدوى - رئيس مجلس الشعب فى عهد السادات- كما زاره سيد مرعى السياسى البارز فى عهد عبدالناصر ووزير الزراعة الأسبق ورئيس مجلس الشعب فى عهد السادات حيث كان مرعى وهو طالب زميلاً للطاهر حزين، كما زار سيد مرعى الديون أيام الوحدة بين مصر وسوريا عام 1958، وكان معه وزيران من الوزارة المركزية.
نسبة التعليم لدى «آل حزّين» عالية، ويعتبر الطاهر حزين - خريج كلية الزراعة - عام 1930 من أوائل الذين تخرجوا فى الجامعة من العائلة، وكان فى المدرسة السعيدية، كما أن هناك أحد أفراد العائلة - لم يتذكر أحد اسمه- خريج حقوق عام 1924. وهنا تكمن معلومة مهمة، حيث إن أغلب خريجى المدارس الثانوية، والجامعات، أكملوا تعليمهم فى القاهرة حيث كانت المدرسة الوحيدة فى إسنا «ابتدائية» فقط، واليوم صارت «ثانوية»، ويتفق أقطاب «آل حزين» على أن التعليم فى الوقت الحالى ليس كما هو فى السابق، حيث فسد منذ أصبح كل معلم من نفس بلده، وفى السابق كان المعلمون يفدون إلى «إسنا» من محافظات الوجه البحرى والقاهرة، فكان التعليم أكثر صرامة وفائدة، لأن أبناء المحافظة الواحدة، والمكان الواحد أغراضهم المادية تطغى على صالح العملية التعليمية.
وفى حين يتفاخر أولياء الأمور لدى «آل حزين» بتعليم أبنائهم، وإلحاقهم بأفضل الجامعات المصرية، يفخر كذلك الحاج «عبدالرؤوف حزين» أن الله تعالى قد رزقه بابنه الصغير، ليكون فى خدمة الديوان، ويظل مفتوحاً على يديه بعد أن انشغل عنه أهله، كما يؤكد أن نجله «عاشق الديوان» حافظ للقرآن الكريم، وتقى يحافظ على الصلوات الخمس ولديه ذاكرة قوية جداً، ويعرف جميع رواد الديوان «وكل الناس بتحبه»، وقديماً كانت الفتاة تذهب إلى المدرسة إلى أن «تفك الخط» حسب وصفهم، ولكن اليوم الوضع تطور، والنظرة للتعليم مختلفة، ولدى «آل حزين» الكثير من الطبيبات، والصيدلانيات، والمحاسبات فى جميع التخصصات، كما أن انتشار الكليات بقنا وأسوان أجبر العائلة على تعليم الفتيات إلى المراحل النهائية.
كلمة العمدة .. أهم
لا تختلف العادات والتقاليد لدى «آل حزين» عن مثيلاتها فى الوجه القبلى عموماً، والقبائل العربية والبدوية بصفة خاصة، فتوقير الكبير والرفق بالصغير أمر أساسى، ولابد من احترام كلمة العمدة، أو الرجل الكبير فى العائلة. المشهد اللافت للنظر أيضاً هو أن الكبير مادام واقفاً فلا أحد يستطيع الجلوس من الحاضرين، إلا بعد أن يجلس هو، وهى العادة التى يفخر بها «آل حزين» مؤكدين أنها اندثرت من دساتير العائلات الأخرى.
يرتبط «آل حزين» بعلاقات صداقة ومصاهرة، ونسب مع جميع العائلات الأخرى الموجودة داخل إسنا وما حولها. وأعرب الحاج عبدالرؤوف حزين، عن أسفه من تناقص المحبة والمودة بين الناس، مضيفاً: «زمان كنا بنعمل سهرات رمضان فى الديوان بحضور كبار المشايخ: محمد صديق المنشاوى، وعبدالباسط عبدالصمد»، وساعتها ماكنتش تلاقى مكان واحد فاضى»، ومن قراء الديوان أيضاً كان هناك قارئ يدعى «قدرى حماد»، وكان صديقاً لآل حزين، وكذلك الشيخ محمد سليم من قرية «أصفون»، وتخرج على يديه جميع المقرئين المشهورين فى قنا، كما أن مركز إسنا مشهور بحب أهله للقرآن، وقرائه وحافظيه. أيضاً من عادات آل حزين القديمة التى اندثرت فيما بعد، أن عريس البنت يتم اختياره من أبناء عمومتها، ويسمى فى سن 10 سنوات، ويكون زواجاً بالاتفاق بين الأسرتين، فإذا ما بلغ الاثنان سن الزواج تزوجا.
يختلف اتجاه العائلة السياسى من بيت إلى بيت، ومن فرد لفرد داخل الأسرة الواحدة، فالبعض وفدى، وآخر ناصرى، وأغلبهم «ساداتى»، ويتضح ذلك من خلال ترحم آل حزين على أيام السادات، فهم يقولون: إن إنجازات السادات وأفكاره تجبرك على احترامه، ويتذكرون له مشهداً يدل على تواضعه، حيث كان السادات يجتمع ببعض النواب فى كل عام فى «القناطر»، وفى مرة وجدوه يركب «موتوسيكل» وخلفه بنت من الفلاحين ترتدى إيشارب فلاحى، وأمامه ولد صغير من الفلاحين أيضاً. ويتفق أغلبهم أن عهد عبدالناصر كان «الأسوأ»، حيث الكلام فى السياسة ممنوع، حتى إن ثقافة الناس فى ذلك العهد كانت تعتقد أنهم مراقبون حتى فى غرف نومهم.
النائب مرتضى حزين يقول إن الديوان فى عهد عبدالناصر كانت تدخله «حمامة» ولها عش خاص بها، والناس كانت تتحدث فى شتى مناحى الحياة داخل الديوان، فإذا ما دخلت هذه الحمامة سكت الجميع خوفاً من أن تكون رسولاً لعبدالناصر وتبلغه بما يحدث.
النائب مرتضى حزين يستطرد: يوم وفاة «عبدالناصر» كتب أعضاء الاتحاد الاشتراكى لافتة «بالدم» وأخرجوا جميع الأهالى للبكاء، وأعطوا كل فرد كيلو من الدقيق، وأجبروا الأهالى على البكاء، والذى لم يخرج، ولم يبك حرموه من هذا الدقيق، وأنا كنت فى ذلك اليوم موجوداً بالقاهرة، وخرجت الندابات للبكاء، والنحيب مقابل حصولهن على نقود ومكافآت.
إلهامى.. الناصرى
إلهامى سعد عمر حزين يرفض هذا الكلام يتدخل مدافعاً عن عبدالناصر والناصريين قائلاً: لو سألت فى أمن الدولة يقولولك إلهامى «ناصرى»، وأنا كنت مدرساً فى المدرسة الثانوية الصناعية فى إسنا فى عهد «السادات»، وكنت مسئولاً عن طابور الصباح، وكان من عاداتى أن أجعل الطلاب يبدأون فى الإذاعة بقراءة القرآن الكريم ثم يقولون المادة الشهيرة التى قالها عبدالناصر: «تؤمم الشركة العالمية لقناة السويس.. إلخ»، وكانت حولنا كتائب للجيش.
وفى يوم فوجئنا بلواء شرطة ممسكاً باسطوانة «البيك آب»، ملقياً بها على الأرض فى عرض الطابور أمام »1800« طالب فى ذلك الوقت، وعارضته قائلاً: «حاسب دى عهدة ب260 قرشا وفيها بسم الله، وفيها مادة 1 تؤمم» التى قالها الزعيم، وأنت أفسدت حاجتين الأولى: إنك نهيت ذكرى زعيم، وهو راجل عمل تغيير فى عهده، والثانى ال 260 قرشاً، وفى عام 1984 عندما ترشح طاهر حزين فى انتخابات مجلس الشعب سألوه فى أمن الدولة: «فيه فى العائلة واحد ناصرى» كانوا يقصدوننى! لكن بالرغم من أن إلهامى ناصرى، إلا أنه يرى أن عبدالناصر هو مسئول عن إلحاق الضرر بالصعيد، لأنه يرى أن عبدالناصر قام بتمليك الأراضى ل«المافيا»، والتى باعت «الملك» فيما بعد وفاة عبدالناصر، هو حقاً كان زعيماً لكن همه الوحيد كان القضاء على الإقطاع الأجنبى، ولم يلتفت إلى الإقطاع الوطنى، وعمل دولة المؤسسات التى سرقت البلد الآن.
بيت الأولياء
آل حزين بطبيعتهم يحبون التصوف، وأولياء الله الصالحين مثل أبى العباس الدندراوى، وأحمد رضوان، ويسمى بيت آل حزين «بيت الأولياء». يحكى إلهامى حزين حادثة وقعت قديماً حيث كان هناك رجل إقطاعى يسمى البرنس يوسف، يمتلك إقطاعية نجع حمادى كلها، وكان هناك رجل صالح اسمه محمد الشرقاوى، ابن الشيخ أبوالوفا الشرقاوى، وكان مقاوماً للظلم والفساد فأراد البرنس الكيد له، وكان للشيخ محمد أبوالوفا خلوة فى دير بالجبل، أما «البرنس» فحرض أتباعه على قتله، وهو خارج من الخلوة، وأن يضربوه ويرموه فى الجبل، قائلاً «واحد يبحّر وواحد يقّبل«، وعندما ذهبوا لقتله وجدوا السيد أبوالوفا الشرقاوى جالساً، ومعه سبعون رجلاً، وواضعاً يده عليهم فى ذات الوقت ذهب البرنس بسيارته الفاخرة إلى الجبل ليتلذذ بمقتل الشيخ محمد أبوالوفا، لكنه رأى مشهداً آخر، مما جعله يهب له بيته الواقع على ساحل النيل فى أولاد نجم القبلية، وهى استراحة كاملة، وصار البرنس من أتباع الشيخ محمد، وأصلح جميع شئونه، ولدى آل حزين فى المآتم والأربعين، أو بعد مرور 15 يوماً عادة وهى أنه بعد الوفاة يقام مجلس ذكر للشيخ أبوالوفا الشرقاوى، وهو شىء مقدس لديهم، ومن الأقوال التى تقال فى مثل هذه المجالس: «يا قطب دائرة الأفلاك خذ بيدى»، «يارب بالحسنى من الأسماء أشرقت شموس القرب فى سمائى»،
وتوجد علاقة أسرية بين آل حزين، والدندراوية، ولديهم الشيخ حيدر حزين، وكان «تيجانيا»، والمرحوم نور حزين وكان «شاذلياً»، وباقى العائلة الآن «سعديون»، فى ذات الوقت كان الشيخ محمد صديق المنشاوى، وتحديداً عام 1956، يسافر فى رمضان إلى سوريا، ويقيم بها عشرة أيام ليحيى لياليها بينما يحيى، باقى ليالى رمضان ال20 داخل ديوان آل حزين، ثم بعد ذلك أصبح 15 يوماً فى سوريا، و15 لدى آل حزين فى إسنا بمصر، إلى أن أصدر جمال عبدالناصر قراراً بأن يحيى الشيخ المنشاوى شهر رمضان كاملاً فى سوريا، كما أن الشيخ عبدالباسط عبدالصمد، كان دائم السهر وقراءة القرآن فى قرية »أصفون« بالمطاعنة.
ويذهب كثير من أفراد آل حزين إلى الاحتفالات الخاصة بالأمير المدثر، وكان المرحوم مدنى حزين نقيباً للأشراف عام 1923.
يحكى آل حزين عن أن أباءهم عندما نزلت مظلات فسفورية لاكتشاف موقع كوبرى «إدفو» خرجوا ببنادقهم وطبنجاتهم للدفاع عن البلد ظناً منهم أن هذه القوات غير مصرية، والعائلة كانت معروفة بتربية الخيول، ويجيدون اختراق الضاحية، والفروسية، ورمى الزانة، عندما أدى السيل إلى غرق قرى كثيرة بإسنا كان محافظ قنا هو عبدالمنصف حزين، وساهمت العائلة إلى حد كبير فى إيواء المنكوبين من العائلات الأخرى، وأمر عبدالمنصف حزين آنذاك، بتوفير البطاطين اللازمة لأهالى إسنا.
برلمانيون بارزون من العائلة
◄ عمر أغا حزين.. كان ناظرًا لإقطاعية قنا عندما كانت مديرية سنة 1851،
◄ محمد الملقب مدنى حزين، وهو اسم ثلاثى مركب، عضو مجلس النواب سنة 1921.
◄ متولى بك حزين، عضواللجنةالتشريعية سنة 1904، وكان عضوا فى مجلس النواب عام 1930.
◄ عباس بدوى حزين، عضو مجلس النواب من سنة 1945 لمدة خمس دورات، فى عام 1948 ترشح ضد ذو الفقار خال الملك فاروق ووالد الملكة فريدة،
◄ عبدالمنصف حزين كان ضابط احتياط بالجيش فى سلاح الإمداد والتوزيع بفايد فى الإسماعيلية، رشحته العائلة فى انتخابات مجلس الأمة عام 1967، ضد مرشح الاتحاد الاشتراكى بدر عبدالله مجاهد.
طاهر حزين:
يمثل الدائرة فى البرلمان النائب طاهر حزين، والذى ترشح للانتخابات مستقلاً، وعندما فاز بعضوية مجلس الشعب انضم إلى الوطنى بناء على ضغوط من عائلته، وكان رافضًا هذا المبدأ لأنه «وفدى»، لكن تم إسقاط عضويته من الحزب الوطنى فى شهر مايو من العام الماضى 2007، بسبب مواقفه، حيث رفض التصويت لصالح قانون الطوارئ، واستجوابه الذى تقدم به إلى وزير النقل محمد منصور، ومساندته لنادى القضاة.
سليمان حزين:
مفكر راحل من مواليد 29 مايو عام 1909، أحد علماء الجغرافيا البارزين فى تاريخ مصر ويعد من أساتذة المفكر الراحل الدكتور جمال حمدان وأسس جامعة أسيوط وتولى رئاستها وتولى وزارة الثقافة لفترة فى الستينيات وعمل مستشارًا للجامعة العربية وحصل على جائزة الدولة التقديرية فى العلوم الاجتماعية عام 1971ومن أشهر مؤلفاته: مكانة مصر فى حضارات ما قبل التاريخ.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.