وزيرة الهجرة: مصر والمملكة المتحدة تربطهما علاقات تاريخية وثيقة    وزير الإسكان يصطحب نائب رئيس غينيا بالبرج الأيقوني ويستعرض جهود إنشاء العاصمة الإدارية    حزب الله يعلن مقتل أحد عناصره متأثرًا بإصابته قبل أيام    أبرزهم راقصي السامبا.. مواعيد مباريات اليوم الأربعاء    أول صور لمخيمات حجاج قرعة الحج السياحي بمنى وعرفات قبل تصعيد الحجاج    ما هي المادة 384 التي طلب استخدامها قاضي عصام صاصا حال عدم حضوره؟    حبس ربة منزل بتهمة ترويج المواد المخدرة في روض الفرج    البروفات النهائية للمخرج مازن الغرباوي قبل مشاركته بعرض "انتحار معلن" في مهرجان آرانيا الدولي للمسرح    البورصة: مؤشر الشريعة الإسلامية يضم 33 شركة بقطاعات مختلفة    بروتوكول بين بنك مصر وصندوق التنمية الحضرية لمنح قروض تمويل عقاري لمشروعات تطوير عواصم المحافظات    المصري الديمقراطي: تنسيقية شباب الأحزاب استطاعت تأهيل عدد كبير من الشباب للعمل السياسي    صحة غزة تحذر من توقف محطة الأكسجين الوحيدة في القطاع    نقيب الصحفيين الفلسطينيين ل"قصواء الخلالي": موقف الرئيس السيسي تاريخي    الاستخبارات الداخلية الألمانية ترصد تزايدا في عدد المنتمين لليمين المتطرف    القوات المسلحة تهنئ رئيس الجمهورية بمناسبة حلول عيد الأضحى المبارك    أيمن يونس يكشف كواليس عقوبة زامورا عليه بسبب لاعب الأهلي    "لا أفوت أي مباراة".. تريزيجية يكشف حقيقة مفاوضات الأهلي    تدريب وبناء قدرات.. تفاصيل بروتوكول تعاون بين مركز التدريب الإقليمي للري والمعهد العالي للهندسة بالعبور    عاشور يشارك في اجتماع وزراء التعليم لدول البريكس بروسيا    التعليم تكشف تفاصيل مهمة بشأن مصروفات العام الدراسي المقبل    فيديو| إجراءات تفتيش طالبات بالثانوية العامة في السويس قبل انطلاق امتحان الاقتصاد    الداخلية: ضبط 562 دراجة نارية لعدم ارتداء الخوذة    توريد 228 ألف طن قمح لشون وصوامع البحيرة    عزيز الشافعي: أغاني الهضبة سبب من أسباب نجاحي و"الطعامة" تحد جديد    في ذكرى ميلاد شرارة الكوميديا.. محطات في حياة محمد عوض الفنية والأسرية    عصام السيد يروي ل"الشاهد" كواليس مسيرة المثقفين ب"القباقيب" ضد الإخوان    سوسن بدر: المصريون نتاج الثقافات والحضارات الوافدة لمصر وصنعنا بها تاريخ    بيان الأولوية بين شعيرة الأضحية والعقيقة    5 نصائح من «الصحة» لتقوية مناعة الطلاب خلال فترة امتحانات الثانوية العامة    الصحة: إجراء 2.3 مليون عملية بقوائم الانتظار بتكلفة 17 مليار جنيه    جواو فيليكس: مستعدون لليورو والهزيمة أمام كرواتيا أعادتنا للمسار الصحيح    شبانة: حسام حسن عليه تقديم خطة عمله إلى اتحاد الكرة    «أوقاف شمال سيناء» تقيم نموذج محاكاه لتعليم الأطفال مناسك الحج    كومباني يحدد أول صفقاته في بايرن    وزيرة الهجرة تستقبل سفير الاتحاد الأوروبي لدى مصر لبحث التعاون في ملف التدريب من أجل التوظيف    حماية العيون من أضرار أشعة الشمس: الضرورة والوقاية    «التضامن الاجتماعي» توافق على قيد جمعيتين بالشرقية    عفو رئاسي عن بعض المحكوم عليهم بمناسبة عيد الأضحى    محافظ الغربية يتابع مشروعات الرصف والتطوير الجارية ببسيون    إي اف چي هيرميس تنجح في إتمام خدماتها الاستشارية لصفقة الطرح العام الأولي لشركة «ألف للتعليم القابضة» بقيمة 515 مليون دولار في سوق أبو ظبي للأوراق المالية    أفضل أدعية يوم عرفة.. تغفر ذنوب عامين    عضو لجنة الرقابة الشرعية: فنادق الشركات المقدمة للخمور تنضم لمؤشر الشريعة بشرط    يونيسف: نحو 3 آلاف طفل في غزة معرضون لخطر الموت    الأرصاد تكشف عن طقس أول أيام عيد الأضحي المبارك    توقيع بروتوكول تعاون ثنائي بين هيئة الرعاية الصحية ومجموعة معامل خاصة في مجالات تطوير المعامل الطبية    "مقام إبراهيم"... آيةٌ بينة ومُصَلًّى للطائفين والعاكفين والركع السجود    تفاصيل مشاجرة شقيق كهربا مع رضا البحراوي    وزير الدفاع الألماني يعتزم إعادة نظام تسجيل المؤهلين للخدمة العسكرية    بطل ولاد رزق 3.. ماذا قال أحمد عز عن الأفلام المتنافسة معه في موسم عيد الأضحى؟    وزير الأوقاف يهنئ الرئيس السيسي بعيد الأضحى المبارك    وزير الصحة: تقديم كافة سبل الدعم إلى غينيا للتصدي لالتهاب الكبد الفيروسي C    استشهاد 6 فلسطينيين برصاص إسرائيلي في جنين بالضفة الغربية    «اشتغل وخلاص».. رسالة خاصة من حازم إمام ل حسام حسن    اتحاد الكرة يحسم مشاركة محمد صلاح في أولمبياد باريس 2024    زواج شيرين من رجل أعمال خارج الوسط الفني    خلال 3 أشهر.. إجراء عاجل ينتظر المنصات التي تعمل بدون ترخيص    برلماني: مطالب الرئيس ال4 بمؤتمر غزة وضعت العالم أمام مسؤولياته    حظك اليوم| الاربعاء 12 يونيو لمواليد برج الميزان    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



المستشار السياسى لحماس: لا نثق إلا فى مصر لرعاية اتفاق المصالحة
نشر في اليوم السابع يوم 05 - 07 - 2011

لماذ تأخر إنجاز اتفاق المصالحة التى رعتها القاهرة؟
واضحٌ للجميع، أن السبب فى تأخير إنجاز المصالحة التى وقعت بين حركة حماس وفتح هى الأخيرة، وهى التى تتحمل تعطيل إنجاز اتفاق المصالحة، بسبب إصرار الرئيس أبو مازن على تولى سلام فياض حكومة التوافق الفلسطينية، وهذا الأمر مغاير ومناقضٌ تماماً لما تم الاتفاق عليه فى القاهرة، إذ كان من المفترض أن ترشح فتح وحماس شخصين لكل منهما، واحد من الضفة والآخر من غزة، وبالفعل رشحت الأسماء وفياض لم يكن ضمن الأسماء المطروحة، فلذلك أبو مازن هو الذى خالف الاتفاق، صحيح أننا أنجزنا اتفاق المصالحة ولكنها لم تبارح مكانها حتى الآن.
ما الجديد الآن فيما يتعلق بالمصالحة؟
يقال إن هناك طرحا جديدا تقدم به أبو مازن خاصة، بما أنه سيذهب إلى الأمم المتحدة، وهذا الطرح هو توسيع حكومة فياض، مع الإبقاء عليه رئيساً للحكومة، وإجراء بعض التعديلات فيها إلى سبتمبر القادم، وبعدها ستكون هناك معطيات جديدة، وإذا فشلت السلطة فى الاعتراف بفلسطين كدولة مستقلة، ربما يعاد النظر بعد ذلك فى إتمام واستئناف عملية المصالحة الفلسطينية، فالرئيس أبو مازن الآن على مفترق طرق، ولكنى أؤكد أنه معنى بإنجاز المصالحة.
وما موقف حماس من الطرح الجديد لأبو مازن؟
"بالتأكيد" حماس لن تقبل بهذا الأمر، لأن هذا تجاوزاً لكل ما تم الاتفاق عليه فى المصالحة التى رعتها القاهرة، ومصر فى هذا الوقت يجب عليها التدخل سريعاً لإنقاذ وإنجاز ملف المصالحة، لأن هذا سيؤدى إلى توتير الأجواء من جديد.
لماذا يصر الرئيس أبو مازن على ترشيح الدكتور سلام فياض؟
أبو مازن يرى فى ترشيح فياض امتصاصٌ للغضب الأمريكى والإسرائيلى والأوروبى، خاصةً بعد المصالحة مع حركة حماس، وأبو مازن يرى أن اختيار شخصية غير سلام فياض، سيحجم من التعامل الدولى مع الفلسطينيين، وبالتالى سينعكس ذلك فى الدعم الذى يقدم للسلطة الفلسطينية، كما أنه يرى أن فياض هو الذى يستطيع إنجاز ملف الأموال التى خصصت لإعادة إعمار غزة، فى شرم الشيخ، خاصةً أن هذا الأمر كان من ضمن مهام وأوليات الحكومة الفلسطينية الجديدة حسب بنود اتفاق المصالحة الذى وقع فى القاهرة، والرئيس كان يرى أن فياض هو الذى يستطيع التعاطى مع المجتمع الدولى بطريقة سلسة.
ولماذا ترفض حماس فياض؟
فياض كان عنوانا رئيساً للأزمة التى شهدتها فلسطين، وترأس الحكومة دون منحه الثقة من المجلس التشريعى الفلسطينى وهذا أمر غير دستورى، بالإضافة إلى أنه لا يمتلك حضورا فى قطاع غزة، ولا توجد له أى بصمة فى المشروعات أو الخدمات فى قطاع غزة، وكانت حجته فى ذلك الأزمة التى حدثت بين حماس وفتح، إضافة إلى أن فتح حملته مسئولية التنسيق الأمنى، وإغراق السلطة الفلسطينية بالديون، كل هذا جعل من فياض شخصية غير مرغوب فيها.
أنت مستشار سياسى لرئيس حكومة حماس كيف لك أن ترحب بتولى سلام فياض الحكومة؟
والله أنا عبرت عن وجهة نظرى الشخصية، ولم أعبر عن وجهة نظر الحركة ولا موقفها، ورغم الملاحظات التى لدى على فياض، كنت أرى أن فياض كان الأكفأ من بين الأسماء المطروحة لتولى الحكومة، إذ إنه بمقدوره التعاطى مع الأزمة الحالية، وجلب الأموال اللازمة لإعادة إعمار قطاع غزة، وليس هذا فحسب، بل إن وجهة نظرى تبلورت بذلك، لأن فياض سيسحب منه الملف السياسى، والحكومة لها مهام معينة، لكن هذا الأمر كان رأيى الشخصى ولم أعبر عن رأى الحركة التى ألتزم بقراراتها فى النهاية، وحماس عبرت عن موقفها الرافض لفياض فى الإطار المؤسسى التى تتمتع بها.
لكن صحيح أن فياض يتحمل مسئولية التنسيق الأمنى مع إسرائيل؟
السلطة كلها تتحمل المسئولية وليس فياض وحده، ففتح تقول إن مسئولية التنسيق الأمنى تقع على عاتق الحكومة، لأنها هى التى تترأس وزارة الداخلية، وفياض يقول إن التنسيق الأمنى بيد الرئيس الممثل لحركة فتح، فالاتهامات متبادلة بين الطرفين، وللعلم أن فتح قلقة جداً من فياض ولا تريده ولكن الرئيس هو الذى يصر عليه.
وما هى ملاحظات فتح على فياض؟
فتح هى التى تروج للمعلومات التى تقول إن فياض هو المسئول عن إغراق السلطة الفلسطينية بالديون، وهو السبب فى اقتراض السلطة المال، بالإضافة إلى وقوفه فى وجه التسيب المالى الذى كان مستشرياً فى منظمة التحرير، وبالطبع كان هناك مستفيدون من هذا التسيب، فجاء فياض، وأغلق صنبور الأموال الذى كان يمثل الحياة لبعض الأشخاص، وبالتالى حقدت عليه بعض العناصر المؤثرة فى فتح وحملته ما لا ذنب له فيه.
هناك تصريحاتٌ للعديد من السياسيين الذين يقولون إن تمسك الرئيس بسلام فياض إنما هو تحت ضغط أمريكى وإسرائيلى لإفشال المصالحة؟ كيف ترد؟
لا شك أن هذه الأمور ليست غريبة، الأمريكان قالوا صراحةً إنهم منزعجين للمصالحة والإسرائيليون قالوا إنهم سيقطعون عليه الطريق، وهم خيروه بين حماس والعودة إلى المفاوضات، فالرجل تمارس عليه ضغوط، وللأسف الحالة العربية لا زالت تعيش حالة توتر بسبب وضع الحراك الشعبى الذى يجتاحها، وهو الأمر الذى يشكل حالة قلق للجميع والرؤساء والقادة العرب منشغلين بمشاكلهم الداخلية، ولو أن الوضع فى حالة استقرار، أعتقد أن العرب كانوا سيعطون جزءا من اهتماماتهم للقضية الفلسطينية، وشكلوا شبكة أمان ترعى المصالحة، وترعى الذهاب إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة، ولكن لأن العرب قلقين وكل واحد مشغول بأوضاعه، أبو مازن يريد أن يتحرك فى اتجاه لا يشكل الضغط الأمريكى عليه والتهديدات الإسرائيلية نحوه عقبة فى طريق استمرار تحركاته.
صحيح أن هناك دورا تركيا للقفز على ملف المصالحة وسحبه من الرعاية المصرية؟
على الإطلاق، وأنا لا أعتقد أن أحد يفكر فى سحب البساط من مصر، لا زالت مصر هى المسئولة عن هذا الملف، ونحن من طرفنا، ما زلنا مُصرين على أن تكون مصر هى الراعية لاتفاق المصالحة، رغم أننا نعلم أن مصر مشغولة الآن بمشاكلها الداخلية، وبالنسبة لتركيا، فهى التى ترى وتصر على أن مصر يجب أن تكون الراعية لاتفاق المصالحة، ولكن المسئولين الأتراك يحاولون تسهيل بعض الأمور وتقريب وجهات النظر، فى ظل انشغال مصر، وبالتالى هم حاولوا تذليل بعض العقبات، فى قضية إبقاء ما يسمى إجراءات المصالحة، وتجاوز نقطة الخلاف الأولى وهى تشكيل الحكومة، والانتقال إلى النقاط الأخرى، مثل إعادة هيكلة منظمة التحرير الفلسطينية، والمجلس التشريعى والمصالحة الداخلية، وإبقاء ملف تشكيل الحكومة، إلى أن تهيأ الأمور لذلك لمرحلةٍ لاحقة بعد استحقاق سبتمبر، ولكننا فى نفس الوقت ننتظر أن يكون هناك دور مصرى فاعل مرةً أخرى تجاه المصالحة وإنجازها، لأننا لا نطمئن لأحد إلا لمصر الجديدة، ونحن نكن كل التقدير للقيادة التى تقود مصر فى هذه المرحلة، وننتظر أن تفرض مصر قناعاتها لتذليل العقبات ونحن نثق بها، فى أنها قادرة على التقريب بين الإخوة فى فتح، نحن نتمنى أن تتحرك مصر لعمل شىء.
ترددت الأنباء أخيراً عن أن مصر بدأت فى التحرك لإنقاذ ملف المصالحة هل حدث لك؟
حقيقة أنا بعيد عن الترتيبات التى تتم فى إطار تنظيم عملية المصالحة، لأن هذا الملف مسئول عنه أشخاص معينون من أعضاء المكتب السياسى للحركة وقياداتها، لكن بشكل عام تظل مصر هى التى بإمكانها تحريك هذا الملف لأنه لا يستطيع أى طرف آخر أن ينجح فيه غير مصر.
برأيك كيف يتم تحرك القيادة المصرية؟
والله الإخوة فى حماس وفتح يؤمنون بالوساطة المصرية، وهم يثقون بالقيادة الجديدة، وهى التى بإمكانها بذل الجهد للتوصل إلى التسوية بين الطرفين، والعمل على زيارة أبو مازن زيارة قطاع غزة، بصحبة الأمين العام الجديد نبيل العربى أو وزير الخارجية المصرى محمد العرابى، لأن مثل هذه الزيارة ستسهم بحدٍ كبير فى إنجاح المصالحة، وسيشعر أبناء الشعب الفلسطينى أن المصالحة مازالت قائمة رغم الاختلاف فى وجهات النظر، إلى جانب خلق نوع من التفاؤل، فزيارة الرئيس مهمة لخلق أجواء تفاؤلية بالنسبة للناس، فنحن حريصين أن تظل هناك فسحة أمل موجودة داخل الساحة الفلسطينية.
ولكن ماذا عن تحذيرات حماس بأن هناك خطر على حياة الرئيس فى حال زيارته غزة؟
أنا أعتقد لا ذلك، الرئيس أبو مازن ما يزال هو الرئيس الفعلى للسلطة الفلسطينية، ولأجل أن تأخذ الترتيبات مجراها، من الممكن أن يأتى معه وزير الخارجية المصرى أو الأمين العام لجامعة الدول العربية، وهذا سيشكل حالة احتفالية مميزة، بأن مصر ما زالت تمثل حالة الأمان لفلسطين، وأن مصر موجودة ومتابعة هذا الملف، ولا زالت حريصة على إتمام المصالحة.
البعض أصابته حالة الإحباط من المصالحة؟
لا نحن والإخوة فى فتح تجاوزنا عنق الزجاجة، ونحن الآن نتحرك فى مساحات ذات سعة رحبة، ونحن نحتاج لليد الحانية المصرية أن تتمم الاتفاق وتطرح خيارات وسيناريوهات وبدائل جديدة، افترض يا أخى أننا تعثرنا فى تشكيل الحكومة، مصر فى هذا الوقت بقدرتها الخلاقة، بإمكانها أن تجد لنا مخرج وبديل، ولن يبقى الأفق مسدود، بإمكان مصر أن تجد لنا فضاءً نعيش فيه حالة الأمل، ونتفاهم على موضوع إتمام المصالحة بالشكل الذى يوفر للناس الراحة والأمان.
هل ترى أن الشعب الفلسطينى بإمكانه أن يغفر لفتح وحماس إذا فشلت المصالحة؟
لا شك أن فشل المصالحة، سيشكل حالة غضب وسيستفذ القوى الحراكية والشباب فى الشارع الفلسطينى سيعاود الخروج إلى الشوارع، للتعبير عن غضبه ورفضه استمرار الانقسام وعدم تحقيق المصالحة، وبالتأكيد هذه الأمور طبيعية جداً، نحن جزءٌ من حالة موجودة الآن، الكل يتكلم عن ربيع جديد، ولم تنجز أنت بهذا الربيع، وبالتالى ردة فعله قاسية.
فتح دائما ما تقول إننا نرضى اللجوء إلى صناديق الاقتراع هل تتوقع فى هذه الحالة أن تفوز حماس مرة أخرى؟
أنا أقول أنه لن يفوز بأغلبية أى طرف فلسطينى وستكون هناك حالة من التوازن داخل الحالة السياسية الفلسطينية، وأتوقع أن تفوز بحوالى 35 إلى 37% وفتح أتوقع أن تفوز ب 30% ولن يكون هناك أغلبية، لأحد الفصائل واحتكار الفوز بالأغلبية، غير 2006 بالتأكيد، وبالتالى لا بد من شراكة سياسية تشارك فيها فتح وحماس، لذلك المرحلة القادمة لا بد أن نحكى عن شراكة سياسية وتوافق وطنى، وعن إعادة التواصل مع العمق العربى الإسلامى.
وهل هذا تراجع لشعبية حماس؟
الكل تراجع والكل سيخسر جزءٌ من الأصوات التى كان يضمنها، وأحب أن أقول، إنه فى 2006 كانت هناك أصوات لحماس من أعضاء حركة فتح، والآن ربما ستظهر قوى سياسية جديدة ستحوذ على أصوات، خاصة وأنه فى فلسطين حوالى 40% من الأصوات غير مفعلة، وتعتبر هذه أغلبية صامتة، هذه الأصوات ربما ستذهب إلى أحزاب قد تنشأ، لا زال 40% لم يتخذوا قراراً لمن سيصوتون، وستذهب الكثير من هذه الأصوات إلى الأحزاب السياسية الجديدة، والتى قد تشكل تكتلات وطنية وإسلامية وسيكون لها نفس حجم الأصوات التى لفتح وحماس.
ما موقف حركة حماس من التوجه إلى الأمم المتحدة للاعتراف بالدولة الفلسطينية؟
حماس والقوى الإسلامية والوطنية فى فلسطين، لم تسجل أى اعتراض على هذا الأمر، خاصةً حماس، ولكن موقف السلطة الفلسطينية حتى الآن، ما زال متذبذباً إلى حد كبير، ولم تسجل السلطة موقفاً حاسماً حتى هذه اللحظة، وهذا واضحٌ بشكلٍ كبيرٍ فى ال "إذا" التى تستخدمها السلطة.
بمعنى؟
بمعنى أن السلطة تقول إذا لم تكن هناك مفاوضات سنذهب للأمم المتحدة، إذا لم توقف إسرائيل الاستيطان سنتوجه للأمم المتحدة، إذا لم تقدم إسرائيل وأمريكا مبادرات سنذهب للأمم المتحدة، ولذلك الموقف الفلسطينى غير حاسم وكل طرف يصرح بما يراه دون الإشارة إلى ضرورة الحوار الفلسطينيى الفلسطينى فى هذا الأمر.
ما الذى سيعود على الفلسطينيين فى حال نجح أبو مازن فى نزع اعتراف بفلسطين
الكثير بالطبع، نحن منذ القرار 242 و38 للأمم المتحدة، لم يصدر أى قرار من الأمم المتحدة لصالح فلسطين، نحن سحبنا القضية الفلسطينية من مربع المنظمة الدولية إلى المفاوضات الثنائية بين الفلسطينيين والإسرائيليين والعالم تركنا وحدنا نواجه الظلم والعنت الإسرائيلى، لأن هناك فارقا بيينا وبينهم فى ميزان القوة، هم يلعبوا على وضعية الضعف الذى نعيشه، ويفرضوا علينا إملاءاتٍ، نحن عندما نكون دولة مستقلة تصبح القضية قضية كل العالم والجميع سيكون له وجهة نظر، وبالتالى إبعاد إسرائيل عن فرض رؤيتها، كما أن إعلان الدولة ضمان وأمان فى ظل المنظمة الدولية، وهو بذلك إبعاد للقضية عن الانحياز الأمريكى والأوروبى المنحاز لإسرائيل، وسيكون هناك ثقل عربى وإسلامى موجود فى الأمم المتحدة، ولن نكون وحدنا، بالإضافة إلى إحياء القضية الميتة فى هذه المنظمة من عام 67، كما أن ذلك سيكون فضيحة إذ تم اختراق القانون الدولى، نحن نريد اعترافا بنا لتحقيق المصير، بدلاً من المفاوضات العبثية، والتى لن يسمح الإسرائيليين بقيام دولتنا معهم، ولكنهم يريدون لنا ما هو عبارة عن مربعات نعيش فيه وليس دولة مستقلة لها جيش وحكومة.
وهل تتوقع أن يتم الاعتراف بِكُم كدولة؟
الرئيس أبو مازن لم يحسم الذهاب أساساً للأمم المتحدة حتى أتوقع، لأنه يستخدم إذا كثيراً، ولكن لو ذهب أبو مازن أنا أتوقع أن نحصل على ثلث الأصوات.
وماذا عن الفيتو الأمريكى؟
يبقى الفيتو يشكل إحراجاً للولايات المتحدة الأمريكية وأنا أوقع أنها ستسخدمه، خاصةً أن أوباما فى طريقه للدخول إلى انتخابات، ولن يعمل على غضب اللوبى الأمريكى، ولكن يكفى أن هذا سيؤكد على ظلم الأمريكان للفلسطينيين، ويكفينا أيضاً حجم الدعم الدولى لنا الذى سيظهر إلى النور، للبرهنة على أن الفلسطينيين لا يواجهون إسرائيل وحدها، ولكن أيضاً أمريكا التى ستضع نفسها فى موضع الغضب العربى والإسلامى والإنسانى، وستكون داعمة لدولة إستعمارية منبوذة.
إذاً أوباما سيستخدم الفيتو حتى يفوز بدورة رئاسية ثانية؟
هذا متوقع جداً لأن أوباما قوى جداً، بالإضافة إلى أن الكونجرس يدعم إسرائيل بجنون، وهذا ظهر جلياً فى استقبال نتنياهو والتصفيق له على ظلمنا وقتلنا، بالإضافة إلى أن التركيبة للشعب الأمريكى مبنى على الثقافة اليهودية المسيحية وقد يقف إلى جانب إسرائيل.
وماذا عن معبر رفح والتسهيلات التى قدمتها القيادة المصرية؟
والله هناك وعود من الإخوة فى مصر بإعادة ترتيب الأمور فى المعبر، بحيث يكون ممر للعزة والكرامة ومزيد من الحرية فى التنقل من وإلى مصر، ومع بداية الأسبوع القادم، ربما نشهد نوع من الانفراجة فى ما يخص المعبر، من ناحية زيادة الأعداد القادمة من وإلى مصر، مع إجراءات تحفظ كرامة الفلسطينيين، وتكون فعلاً عنوان كبير لمصر الجديدة، ونحن كشعب فلسطينى ومصرى شعب واحد، نعيش هماً لقضية واحدة، فمصر مركز ثقل استراتيجى بالنسبة لنا وعلاقتنا يحب أن تتوطد أكثر وأكثر، والفلسطينيين يحملون كل تقدير لمصر، فتاريخياً نحن شعب عشنا مواجهة مع الاحتلال الإسرائيلى، وتعمدت هذه العلاقة بالدم، فلا يمكن بحالٍ من الأحوال أن ننسى دور مصر وتضحياتها من أجل فلسطين، ونحن من جانبنا كفلسطينيين نعتقد أن أمن مصر هو جزء من أمننا، ومستعدين لدفع أروحنا ودمائنا من أجل حماية الأمن القومى المصرى، مصر نعتز بها باعتبارها التى تحمل الهم الفسطينى، بالإضافة إلى أنها عنوان لهذه الأمة، فنحن ندشن عهداً جديداً فى العلاقة ووعدنا المسئولين فى مصر أن يتم تسهيل الإجراءات وتحسين المعاملة والتيسير على الفلسطينيين القادمين من الخارج عبر المطارات وعبر المعابر وأن يتم تسهيل مرورهم إلى قطاع غزة.
كيف تقرأ الدور المصرى تجاه فلسطين بعد الثورة؟
أنت ترى الآن مع الثورة هناك حالة من حالات الانتعاش والراحة الموجودة لأن مصر بدت تأخد دورها القيادى والطبيعى للأمة، مصر عمادة الاستقرار والعز والأمن العربى، فبالتالى نحن نسأل الله أن تتجاوز مصر المحنة فى هذه الفترة الانتقالية، وأن يحميها من الفتنة إلى مرحلة يستقر فيها الوضع السياسيى ونحن نطمع عند ذلك ونأمل أن تعيد مصر ترتيب خارطة الأوليات فى المنطقة العربية وتنهى حالة الانقسام والتشرذم التى كانت موجودة، باعتبار ما كان قائماً فى معسكر الممانعة ومعسكر الاعتدال، وأن تكون المنطقة العربية معسكر واحد تقوده مصر، وهذا المعسكر سيتبنى قضيته الرئيسية وهى فلسطين، باعتبارها قضية مركزية للأمة، وأنا أعلم أن فلسطين تعيش فى عقول ووجدان الشعوب العربية والإسلامية، نحن ننتظر اللحظة التى تتصدر فيها مصر قيادة المشروع الوطنى والمشروع القومى للمنطقة.
وما تقييمك للثورات العربية التى تجتاح المنطقة؟
والله المنطقة العربية كانت تعيش حالة احتقان وأزمة وانسداد أفق، بالإضافة إلى أن الشعوب كانت تعانى من البطالة والفساد والديكتاتورية والاستبداد السياسى، وكانت المسألة تتطلب نوعاً من التغيير والحراك، وأنا أعتقد أن الثورات حالة تنفس طبيعى لكائن حى، بعد أن كُتمت أنفاسه، بسبب حالة الاستبداد التى كانت موجودة فى المنطقة، بلا استنثاء لأى قطر عربى، فكل الأقطار العربية مارست نوع من الاستبداد السياسى والظلم، ونحن نتطلع لوضع ديمقراطى، وأن يكون هناك تداول سلمى للسلطة، بالإضافة إلى التعددية السياسية، وأن لا يحتكر أى نظام أو حزب مصالح الأمة، وأنا أعتقد أن هذا الحراك المتمثل فى الثورات هو حراك صحى، وله دلالات من العافية لهذه الأمة، وإن شاء الله فى ظل الحالة الديمقراطية الجديدة، الأمة بكل تأكيد أقوى من وضعية التبعية التى كانت عليها والتى كانت تعيش حالةً من الذل للقوى الاستعمارية المختلفة، واليوم المنطقة تعيش مكانتها الحضارية وستصبح دولاً ذات تأثير، بدلاً من أن تكون جسراً لمصالح القوى العظمى وستصبح هذه الدول مثل مصر الآن دولة مركزية صاحبة قرار سيادى، وقادرة على صناعة الحدث، وتوجيه مصالح الأمة فى الاتجاه الذى يخدمها.
هل ترى أن مصالح حماس مهددة إذا سقط النظام البعثى فى سوريا؟
نحن نتطلع أن تقوم سوريا بالتغيير المطلوب، الذى سيخفف من حالات الاحتقان، فإذا أجرت سوريا الإصلاحات اللازمة واستجابت لمطالب الشعب من التعديلات الدستورية والتعددية السياسية وتجاوز احتكار الحزب الواحد، أعتقد أن هذه الأمور من الممكن أن تعمل على نجاة النظام السورى من قضية المطالبة بإسقاطه، والمطلوب الآن هو التسريع بخطوات الإصلاح فى سوريا، الحرية مطلب لشعوب المنطقة بأكملها، وهذه التعديلات ضرورية من المحيط إلى الخليج، وأنا أعتقد أن النظام السورى أمامه فرصة فى تجاوز المحنة، ونحن كحركة فى سوريا لم يكلفنا أحد بأن نكون ضد أو مع النظام فى سوريا، ولم تمارس أى ضغوط على حركة حماس، ونحن نسأل الله أن يحمى سوريا، لأنه يهمنا أن تظل دولة قوية، لأنها لا زالت جبهة مهمة فى موضوع دعم المقاومة، وحماية الجبهة الشرقية.
ماذا تقول لفتح وحماس ومن تراه قادر على التعاطى مع الأزمة الحالية؟
أنا أقول وأطالب الأخ الرئيس أبو مازن أن يكون ديمقراطياً بما فيه الكفاية، لأنه دائماً ما يشترط المرجعية عند مفاوضاته مع الإحتلال، فأطاله أيضاً بأن يكون هناك مرجعية عند اتخاذه قرارا فلسطينياً، وأقول له أيضاً أن يدك ليست طليقة لأنك دائما ما تجتهد وتكون لك قرارت منفردة دون مرجعية فى القرار، نحن نريد من الأخ الرئيس أن يرجع للقوى الوطنية والإسلامية، ولا أفهم كيف يتم تجاوز حركة مثل حماس، ويتخذ قرار بالذهاب للأمم المتحدة دون أن يناقش هذا القرار مع حماس، عليه أن يذهب وظهره مسنود إلى حالة إجماع وطنى، هذا أفضل له، ولنا،وللقضية، نتمنى له إذا أخذ قراراً بالذهاب إلى الأمم المتحدة، أن يأخذ معه الموقف الوطنى الذى يعبر عن الإجماع الوطنى أو التوافق الوطنى، ونحن لا نحب له أن يذهب وآخرون ينتقدونه فى هذا التوجه.
ولكن هل المعارضين للرئيس أبو مازن سيقفوا ضده؟
هذا كله يعتمد إلى مدى قناعة الناس بأهمية هذه الخطوة ومدى تشاور أبو مازن معهم، لا بد أن يدور حواراَ داخل الشارع الفلسطينى، لدراسة هذه الخطوة والوصول إلى قناعات، أن هذه خطوة تخدم المصالح الوطنية الفلسطينية العليا، وأنا أقول إن معظم القوى أبدت دعمها إلى الذهاب إلى الأمم المتحدة لكن أيضاً المشاورة والحوار مهم لضمان تعزيز مثل هذا التحرك فى اتجاه الأمم المتحدة.
وماذا عن حركة مثل الجهاد وألوية الناصر صلاح الدين لا تشارك فى الحياة السياسية كما أنهم يرون أن طريق النصر لن يكون إلا بالمقاومة؟
ليس من المطلوب من الجميع أن يدخل هذا المربع السياسى، نحن على إيمان بأن القضية الفلسطينية قضية تحتاج إلى عمل سياسى، وإلى عمل مقاومى، لا يمكن أن يحقق الفلسطينيين أى انتصار دون أن يزاووا بين العمل السياسى والعمل العسكرى، ودولة الاحتلال علمتنا أن أراد أن يتعلم السياسة فاليقرأ لتاريخ الذى يقول،إنه لا يمكن لدولة أن تتحرر، دون أن يكون هناك عمل مقاوم عسكرى وعمل سياسى سلمى، وهذا العمل المقاومى، شرعته الأمم المتحدة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.