فى واحدة من القضايا التى هزت الرأى العام بالسويس، قضت محكمة جنايات السويس برئاسة المستشار مسلم عبد المحسن وعضوية المستشارين، سليم على، وأحمد محمد، بمعاقبة المتهمين (سامية - أ - ص) 36 سنة، ووالدها ( السيد – ص ) عامل، وشقيقها (الشافعى – أ- ص) 24 سنة سائق، بالسجن المؤبد لكل منهم لاشتراكهم فى قتل زوج المتهمة الأولى ويدعى (محمد – ع ) 52 سنة، وحرق جثته لإخفاء معالمها، والإلقاء بها فى أحد المبانى المهجورة. وترجع أحداث القضية إلى عام 2008، عندما كشفت إدارة البحث الجنائى ملابسات الجثة المجهولة التى عثر عليها داخل عمارة مهجورة بمساكن سبيكو، التى تمت إزالتها الآن، وكانت الجثة محترقة تمامًا وغير واضحة المعالم، لرجل فى العقد الخامس من العمر، وبتكثيف الجهود وعمل التحريات لكشف غموض الحادث برئاسة الرائد سيد الجوهرى رئيس مباحث فيصل فى ذلك الحين، وبالكشف عن الجثة، تبين وجود عدة طعنات بالوجه والرقبة، ولكن زاد الأمر صعوبة عدم وجود أى إثبات شخصية بملابس المجنى عليه، وعدم وضوح معالمها أيضًا، إلى أن تم استدعاء أهل المتغيبين، وباصطحابهم لمشرحة السويس للتعرف على الجثة فشلوا فى التعرف عليها، إلى أن قام فريق البحث بأخذ عينة من البصمة الوراثية للسيدة المبلغة عن اختفاء نجلها، وجاءت النتيجة مفاجئة لفريق البحث بعد تطابق هذه العينة مع العينة التى أخذت من الجثة، وبسؤال السيدة المسنة أكدت غياب نجلها منذ فترة ولا تعرف عنه شيئا فتم تحديد أهلية المجنى عليه ويدعى (محمد - ع- ح ) 52 سنة مقيم بفيصل ومتزوج من (سامية– أ ص) ربة منزل وأن هناك خلافات مستمرة بين المجنى علية وزوجته لشكه فى سلوكها وكانت دائما تنتهى بمغادرة الزوجة لمنزل الزوجية والمكوث بمنزل والدها لفترات. كما أكدت التحريات أن الزوجة قامت برفع دعوى تبديد منقولات ضد زوجها، وحكم عليه بالسجن لمدة عامين، بعدها اختفى الزوج ولا أحد يعلم عنه شيئاً وبعد أيام قليلة قامت الزوجة بالتنازل عن الدعوى التى أقامتها ضد زوجها. استدعى فريق البحث المتهمة الأولى سامية، زوجة المجنى علية، وبسؤالها أنكرت معرفتها بالحادث وأقرت الزوجة أنها فوجئت باختفاء زوجها فور صدور الحكم، وبمواجهتها بالتحريات اعترفت تفصيليا بارتكابها للحادث، وأكدت سامية أن زوجها كان دائم الخلاف معها بسبب وبدون سبب لشكه الدائم فى سلوكها وذات يوم غادرت منزلها متوجهة لمنزل والدها وبعد مضى ثلاثة أيام قام المجنى عليه بالذهاب لمنزل والدها لتعود معه للمنزل ورفضت الزوجة أن ترضخ لطلب زوجها فنشبت بينهما مشاجرة كبيرة إلى أن قام المجنى عليه بالتشهير بسلوك زوجته أمام والدها وشقيقها فاستشاطوا غضبًا فقام والدها بضرب المجنى عليه بآلة حادة على رأسه مما أفقده الوعى ثم انهال شقيقها عليه بالمطواة ليلقى مصرعه. كما اعترف والد الزوجة أنه لم يكن يعلم أن نهايته سوف تكون جريمة قتل زوج ابنته وقال إن المجنى عليه هو السبب فيما حدث لقيامه بالتعدى الدائم على ابنته وشكه فى سلوكها والتشهير بها وضربها حتى تركت له المنزل، وأكد أيضًا أنه فى بداية الأمر تقدم المجنى عليه للزواج من ابنته، رغم فارق السن الكبير بينهما فاعترضت عليه، ولكن ابنتى كانت تريده فوافقت، ولكن بعد زواجهما بفترة بسيطة بدأت المشاكل تشتعل بينهما لشكه فى سلوكها وضربها وسبها بأبشع الألفاظ دون أن يعمل حسابًا لأسرتها وتركت له المنزل وعاشت بمنزلى، فبدأ يفتعل المشاكل مهنا بحجة أنه يريدها أن تعود لمنزل الزوجية رفضت بشدة فتطور الأمر لمشادة كلامية، وقام بالتشهير بها أمامى، ولم أتمالك نفسى فضربته على رأسه ليسقط غارقًا فى دمائه. وأكد المتهم الثالث شقيق الزوجة أنه لم يتوقع لحظة واحدة أن الأمر سوف يصل إلى حد القتل لأنه فى الأول والآخر الذى تم قتله هو زوج شقيقته، لكن لم يتمالك أعصابه عندما قام المجنى عليه بالتشهير بشقيقته أمامهم وعندما شاهد والده يضربه وفور سقوطه على الأرض مغشيًا عليه قام بإخراج المطواة من طيات ملابسه وانهال على المجنى عليه بعدة طعنات فأودت بحياته.