افتتح وزير التعليم العالي والبحث العلمى، ووزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، ووزير الإنتاج الحربى صباح اليوم الأحد فعاليات المؤتمر الدولي الأول لتأثير الذكاء الاصطناعي وتكنولوجيات المعلومات الحديثة في بناء مجتمع المعرفة والابتكار المصري، والذي ينظمه قطاع الحاسبات والمعلومات بالمجلس الأعلى للجامعات بالتعاون مع وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، بمشاركة عدد من الوزراء السابقين، ورؤساء الجامعات، ورؤساء المراكز والمعاهد البحثية، ورجال الصناعة، ونخبة من العلماء والخبراء في مجال في الذكاء الاصطناعي والنظم الذكية، وذلك خلال يومي 8 -9 سبتمبر الجارى، بحضور د. محمد لطيف أمين المجلس الأعلى للجامعات، ود. جمال درويش رئيس قطاع علوم الحاسب والمعلوماتية بالمجلس الأعلى للجامعات، بأحد الفنادق الكبرى بالقاهرة. وفى بداية كلمته أكد وزير التعليم العالى، على التنسيق والتكامل بين كافة أجهزة الدولة فى مجال الذكاء الاصطناعى والثورة الصناعية الرابعة وعصر المعلوماتية والرقمنة، مشيراً إلى أن دور الوزارة يتمثل فى إعداد الكوادر العلمية وتأهيلها للعمل فى مجال الذكاء الاصطناعى، فضلًا عن إنشاء كليات وأقسام علمية جديدة داخل كليات الحاسبات والمعلومات متخصصة فى مجال الذكاء الاصطناعى، فضلاً عن تطوير المناهج العلمية بما يتواكب مع التكنولوجيات الحديثة، لافتاً إلى أنه حرصاً من الوزارة على إعداد جيل متخصص بتلك التكنولوجيات البازغة فقد تم إنشاء أول كليتين متخصصتين في مجال الذكاء الاصطناعي، وكذلك إضافة قسم الذكاء الإصطناعي ببعض كليات الحاسبات والمعلومات، ويأتى ذلك فى ضوء إتجاه الوزارة لمواكبة التطورات الهائلة التي شهدها العالم في مجال تكنولوجيا المعلومات. وأضاف وزير التعليم العالى أنه جار إرسال بعثات متخصصة من كليات الحاسبات والمعلومات للدول المتخصصة فى مجال الذكاء الاصطناعى لإعدادهم وتأهيلهم للعمل على تنفيذ الإستراتيجية القومية لمصر فى مجال الذكاء الاصطناعى، مؤكداً أنه تم رصد ميزانية كبيرة لريادة الأعمال، والذكاء الاصطناعى بهدف تأهيل الكوادر البشرية للعمل فى مجال الذكاء الاصطناعى والتكنولوجيات البازغة والحديثة والحكومات الذكية والخدمات الذكية للمواطنين. وأشار إلى التعاون الوثيق مع وزارة الاتصالات لوضع استراتيجية مصر للذكاء الاصطناعى والذى تمثل فى إعداد الخطة الوطنية للذكاء الاصطناعي، بالإضافة إلى أنه جار دراسةِ إنشاءِ الجامعةِ المصريةِ لتكنولوجيا المعلوماتِ بالعاصمةِ الإداريةِ الجديدةِ، وهى أول جامعةٌ متخصصةٌ فى تكنولوجيا البياناتِ والمعلوماتِ والتكنولوجياتِ البازغة في المنطقة العربية والشرق الأوسط، مشيراً إلى التعاون مع وزارة الإنتاج الحربى فى مجال صناعة البرمجيات، والصناعات التطبيقية المختلفة. من جانبه أكد وزير الاتصالات فى كلمته على التعاون والتنسيق بين وزارتى التعليم العالى والاتصالات والذى بدأ فى مطلع العام الحالى بناء على تكليف من السيد الرئيس عبد الفتاح السيسى رئيس الجمهورية لإعداد استراتيجية قومية للذكاء الاصطناعى فى مصر، مشيراً إلى أن العالم يهتم بالذكاء الاصطناعى، حيث بلغ حجم الانفاق على هذا العلم خلال العام الحالى ما يزيد عن 87 مليار دولار، ومن المقرر أن تصل إلى 100مليار دولار بحلول عام 2023، مما يعكس مدى اهتمام العالم بهذا العلم، بينما تصل نسبة الانفاق فى إفريقيا والشرق الأوسط خلال عام 2019 إلى 290 مليون دولار ، ومن المقرر أن تصل إلى 500 مليون دولار عام 2023، مضيفاً أننا نحتاج إلى العمل الجاد والشاق والسريع لمواكبة العالم فى هذا المجال، مستعرضاً جهود وزارة الاتصالات فى مجال تكنولوجيا المعلومات، موضحاً أن مصر أنتجت كما كبيرا من البيانات يجب دراسة كيفية تطويعها واستخدامها فى مجال الذكاء الاصطناعى لتعظيم الاستفادة منها، فضلاً عن سعى الوزارة لاستصدار قانون حماية البيانات بهدف تنظيم وحوكمة البيانات بما يحفظ سريتها ويتيح للعاملين فى مجال الذكاء الاصطناعى الاستفادة منها. وأشار وزير الاتصالات إلى أن الاستراتيجية القومية للذكاء الاصطناعى تقوم على محورين رئيسين (الأول) بناء القدرات وتحديد المهارات المطلوبة لهذا المجال، وتدريبها وسد الفجوة من الخريجين والعاملين فى مختلف قطاعات الدولة، و(الثانى) التخصصات والتطبيقات التى تركز على استراتيجية الذكاء الاصطناعى، ومن أهمها: مجال التشخيص والرعاية الصحية والزراعة واكتشاف الآفات، موضحاً أن هذه المجالات ستكون بداية للتخصصات العلمية. كما استعرض بعض التجارب العالمية لمختلف دول العالم فى مجال الذكاء الاصطناعى ومنها الولاياتالمتحدةالأمريكية والصين والمملكة العربية والسعودية. وفى كلمته أكد وزير الإنتاج الحربى على أهمية الذكاء الاصطناعى فى تحقيق زيادة الإنتاج والصناعات الدفاعية، مشيراً إلى ضرورة مواكبة مصر للعالم فى هذا المجال، وإعداد الكوادر المؤهلة، موضحاً التعاون البناء مع وزارة التعليم العالى والمراكز والمعاهد البحثية والذى أثمر عن صناعات متقدمة، مشدداً على أهمية الاستفادة من التكنولوجيات الحديثة خاصة أن مصر تمتلك ثروة علمية وبشرية متميزة على مستوى العالم، مضيفاً أن البحث العلمى فى مصر يشهد حالياً انطلاقة نوعية بدأت من يونيو 2014. وفى كلمته أشار الدكتور محمد لطيف، إلى أن المؤتمر يهدف إلي تبادل المعرفة، والاستفادة من الخبرات والاستراتيجيات العالمية في تطوير منهجيات مناسبة لبناء مجتمع المعرفة والابتكار المصري بما يحقق استراتيجية مصر للتنمية المستدامة 2030، مع التركيز على التكنولوجيات الحديثة في مجال الذكاء الاصطناعي وعلوم البيانات، وكذلك استراتيجيات الذكاء الاصطناعي، والثورة الصناعية الرابعة، والجامعات الذكية، وتطوير استخدامات التكنولوجيا الحديثة مثل علوم البيانات وإنترنت الأشياء والحاسبات الكمية فى قطاعات الدولة المختلفة، فضلاً عن ريادة الأعمال والابتكار بهدف بناء مجتمع المعرفة والابتكار المصرى. كما أكد الدكتور جمال درويش أن هذا المؤتمر يعد الأول من نوعه، وأن الدولة تسعى لاتباع الأساليب الحديثة فى التكنولوجيا، والتى امتدت إلى التواصل وخلق فرص عمل جديدة، وظهور أنماط جديدة مبتكرة من الاتصال التفاعلى بما يسهم فى تطوير الأداء، وخاصة فى مجال الاقتصاديات المتقدمة، وظهور علوم الذكاء الاصطناعى والتطبيقات الذكية، والتى تمثلت فى العديد من المجالات، مشيراً إلى أن هذا العصر يسمى عصر الذكاء الاصطناعى، مؤكداً على العلاقة الوثيقة التى تربط بين وزارتى التعليم العالى والاتصالات والتى أثمرت عن إعداد الإطار الأول للإستراتيجية الوطنية للذكاء الاصطناعى فى مصر، مضيفاً أن المؤتمر يضم 12 جلسة تشمل 43 بحث، بالإضافة إلى الحالات التطبيقية المدعمة من عدة خبراء، حول آفاق تكنولوجيات الذكاء الاصطناعي في مصر، والاستراتيجية الوطنية المصرية في مجال الذكاء الاصطناعي، واتجاهات استخدام الذكاء الاصطناعي في تحقيق التنمية الوطنية، والرؤى الخاصة بتحسين صناعة تكنولوجيا المعلومات باستخدام الذكاء الاصطناعي. وخلال فعاليات المؤتمر تم توقيع بروتوكول تعاون بين المجلس الأعلى للجامعات وشركة (IBM)؛ بهدف منح دبلومات متخصصة فى مجال تكنولوجيا المعلومات والذكاء الاصطناعى للسادة أعضاء هيئة التدريس والهيئة المعاونة بكليات الحاسبات والمعلومات، وأقسام هندسة الحاسبات بكليات الهندسة بالجامعات؛ لرفع كفاءتهم وتأهيلهم لإعداد وتدريب الطلبة فى هذا المجال. وعلى هامش فعاليات المؤتمر تفقد وزراء التعليم العالى والاتصالات وتكنولوجيا المعلومات والإنتاج الحربى معرضًا للابتكار والذكاء الاصطناعي، بمشاركة 12 شركة عالمية رائدة في مجالات تكنولوجيا المعلومات كشركة (سيسكو) العالمية، وشركة (أي بي أم)، بالإضافة إلى جامعات ( القاهرة، وعين شمس، وزويل، والنيل، والمصرية اليابانية)