مؤتمر لأسر المحبوسين ولائحة الأجور، نقابة الصحفيين تحيي الذكرى 29 ليوم الصحفي الأحد    توقيع بروتوكول تعاون لترسيخ مبادئ الشَّريعة الإسلاميَّة السَّمحة    يصرف 820 مليون دولار.. صندوق النقد الدولي ينتهي من المراجعة الثالثة لبرنامج مصر    ب 60 مليون دولار.. تفاصيل تمويل 12 فكرة ناشئة في مجال تكنولوجيا التعليم    التنمية المحلية: 98% نسبة مسحوبات التمويل من البنك الدولي لبرنامج تنمية الصعيد    رئيس شعبة الذهب: المعدن الأصفر ملاذ آمن واستثمار على المدى البعيد (فيديو)    صندوق النقد يعلن إتمام المراجعة الثالثة مع مصر    الرد على الصفقة.. ماذا تضمنت رسالة السنوار إلى مصر وقطر؟    "طاغية".. بايدن يهاجم بوتين أثناء مشاركته في ذكرى إنزال النورماندي    ميليشيا الدعم السريع تحشد قواتها تمهيدا لاجتياح مدينة الفاشر    الطيران الحربي الإسرائيلي يشن غارة جوية على غرب مدينة رفح الفلسطينية    طائرات الجيش الإسرائيلي يقصف منطقة "كسارة العروش" في مرتفعات جبل الريحان جنوب لبنان    رئاسة الحرمين الشريفين تبدأ تنفيذ المرحلة الثالثة لخطة الحج، واستعدادات خاصة لصلاة الجمعة    حاكم إقليم دارفور: الدعم السريع تحشد قواتها شرقي الفاشر تمهيدا لاجتياحها    موعد سفر بعثة منتخب مصر إلى غينيا بيساو    أقر بخطئه.. آخر تطورات أزمة أفشة مع النادي الأهلى    الجزائر تخسر على أرضها أمام غينيا في تصفيات مونديال 2026    الجزائر تخسر ضد غينيا.. ومهاجم بيراميدز يقود الكونغو للتعادل أمام السنغال.. بتصفيات كأس العالم 2026    غانا تقلب الطاولة وتفوز على مالي 1/2 في تصفيات كأس العالم    (فيديو) لحظة إصابة إمام عاشور فى مباراة مصر وبوركينا فاسو    جوميز يختتم المحاضرات الفنية لمدربي قطاعات كرة القدم    بثنائية تريزيجيه.. منتخب مصر يفلت من فخ بوركينا فاسو في تصفيات مونديال 2026    جواب نهائي مع أشطر.. مراجعة شاملة لمادة الجيولوجيا الثانوية العامة الجزء الثاني    مصرع سيدة صعقا بالكهرباء في منزلها بالدقهلية    بينهم 3 أطفال.. إصابة 4 أشخاص إثر تصادم "لودر" الحي بسيارة أجرة ببورسعيد    المهن الموسيقية تنعى العازف محمد علي نصر: أعطى درسا في الأخلاق والرجولة    جواب نهائي مع أشطر.. مراجعة شاملة لمادة الجبر للثانوية العامة الجزء الثالث    أخبار الحوادث اليوم: الاستئناف تتسلم ملف سائق أوبر التجمع.. و12 يونيو أولى جلسات محاكمة عصام صاصا    مصرع تلميذه غرقا فى ترعة الطارف بسوهاج    حظك اليوم| برج الحوت الجمعة 7 يونيو.. «القمر مازال موجود في برج الحوت المائي ويدعم كل المواليد المائية»    حسن الرداد وإيمي سمير غانم والسبكي، نجوم الفن في حفل زفاف جميلة عوض (صور)    نجل فؤاد المهندس: والدي كان يحب هؤلاء النجوم وهذا ما فعله بعد وفاة الضيف أحمد    عيد ميلاده ال89.. أحمد عبد المعطي حجازي أحد رواد القصيدة الحديثة    خالد جلال ينعى المخرج محمد لبيب مدير دار عرض مسرح الطليعة    نادين، أبرز المعلومات عن الدكتورة هدى في مسلسل دواعي السفر    خالد جلال ينعى المخرج محمد لبيب مدير دار عرض مسرح الطليعة    نجاح أول تجربة لعلاج جيني يعمل على إعادة السمع للأطفال.. النتائج مبشرة    تهشمت جمجمتها.. جراحة تجميلية ناجحة لطفلة سقطت من الطابق الرابع بالبحيرة    الشوبكى: الهدف من بيان «شاس الإسرائيلى» مواجهة الأحزاب المتشددة    ماذا كان يفعل النبي محمد بعد رؤية هلال شهر ذي الحجة؟ دار الإفتاء توضح    «زوجي عاوزني أشتغل وأصرف عليه؟».. وأمين الفتوى: عنده مشكلة في معرفته لذاته    أحلى بطيخ ممكن تاكله والناس بسأل عليه بالاسم.. بطيخ بلطيم.. فيديو    الحبس وغرامة 300 ألف جنيه عقوبة استخدام برنامج معلوماتي في محتوى مناف للآداب    وجدي زين الدين: خطاب الرئيس السيسي لتشكيل الحكومة الجديدة يحمل توجيهات لبناء الإنسان    حزب مصر أكتوبر يجتمع بأمانة الغربية بشأن خطة عمل الفترة المقبلة    هانى تمام ب"لعلهم يفقهون": لا تجوز الأضحية من مال الزكاة على الإطلاق    القباج وجندي تناقشان آلية إنشاء صندوق «حماية وتأمين المصريين بالخارج»    التشيك: فتح تحقيق بعد مقتل 4 أشخاص وإصابة 27 جراء تصادم قطارين    رئيس جامعة الأزهر يبحث مع وزير الشئون الدينية الصيني سبل التعاون العلمي    الفريق أول محمد زكى يلتقى منسق مجلس الأمن القومى الأمريكى    على من يكون الحج فريضة كما أمرنا الدين؟    رئيس هيئة الدواء يستقبل وزير الصحة الناميبى    اعتماد مخططات مدينتى أجا والجمالية بالدقهلية    ماذا قال الشيخ الشعراوي عن العشر من ذي الحجة؟.. «اكتمل فيها الإسلام»    هيئة الدواء تستعرض تجربتها الرائدة في مجال النشرات الإلكترونية    المشدد من 7 إلى 10 سنوات للمتهمين بتزوير توكيل لقنصلية مصر بفرنسا    فحص 889 حالة خلال قافلة طبية بقرية الفرجاني بمركز بني مزار في المنيا    مصر تتعاون مع مدغشقر في مجال الصناعات الدوائية.. و«الصحة»: نسعى لتبادل الخبرات    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



"شجرة العابد".. رواية جديدة عن الثورة
نشر في اليوم السابع يوم 21 - 06 - 2011

صدرت حديثًا عن "دار نفرو"، رواية "شجرة العابد"، للدكتور عمار على حسن، وتقع الرواية فى 412 صفحة من القطع فوق المتوسط.
وتأخذ الرواية منحى ملحميًا فى رسم أحداث تمتد بين الأرض والسماء، وتجرى وقائعها على البر والبحر وفى الفضاء، متقلبة بين الواقع والخيال، وشخوصها من الإنس والجن، وزمانها لحظة فارقة للصراع بين الشرق والغرب فى أواخر عصر المماليك، ومكانها يصل صعيد مصر وصحاريها بالقاهرة فى أيامها الزاهرة.
والبطلة المتفردة للرواية شجرة عجيبة مقدسة يهفو الجميع إليها وإن اختلفت مقاصدهم، ومحرك أحداثها رجل كان يسعى فى شبابه إلى الثورة على السلطان المملوكى الجائر فانتهى إلى درب التصوف هاربا من العسس والسجن والشنق الذى ينتظره، عشقته جنية فاتنة فى أيامه الأولى، واستخدمته لتصل إلى غرضها، واتكل هو عليها فى تصريف أموره فحسبه الناس من أهل الطريق، لكن أرملة جميلة من الإنس، مات زوجها فى قتال الفرنجة عند جزيرة قبرص، علمته كيف يكتشف الطاقة الفياضة الكامنة بين جوانحه، فوصل إلى ما أراد بالمصالحة بين العقل والروح، والمزاوجة بين العلم والذوق، لاسيما حين اختلى بنفسه سنين عددا فى زاوية صغيرة بناها إلى جانب أحد الأديرة المطلة على البحر الأحمر.
هنا تروى الشجرة الغريبة المباركة، ويحكى العابد الزاهد، بلغة رائفة عذبة، فندرك بعض ما تنطوى عليه الحياة من فلسفة عميقة، مثل تلك المغروسة فى صدور المصريين منذ الفراعنة، ونعرف بعض طرائق العيش وأشكال العمران فى مصر المملوكية عند المسلمين والمسيحيين واليهود، من أهل الريف والحضر والبدو، ونتأكد من أن استبداد الحكم وفساده لم يهلك المجتمع تماما. وندرك أن مصير الإنسانية واحد مهما تفرقت بالناس السبل.
و"شجرة العابد"، هى الرواية الرابعة للدكتور عمار على حسن بعد رواياته "حكاية شمردل" و"جدران المدى" و"زهر الخريف" علاوة على مجموعتين قصصيتين هما "عرب العطيات" و"أحلام منسية". وقد فاز حسن، الذى له العديد من المؤلفات فى العلوم السياسية، بعدة جوائز أدبية منها جائزة الطيب صالح العالمية للإبداع الكتابي، وجائزة "أخبار الأدب" للقصة القصيرة، وجائزة "القصة والحرب" وجائزة غانم غباش للقصة القصيرة، أما كتابه "التنشئة السياسية للطرق الصوفية فى مصر" فقد فاز بجائزة الشيخ زايد فى التنمية وبناء الدولة.
وهنا مقطع من الرواية:"آه يا حفصة. آه يا وجعى الجميل. استدار الزمن، وتسربت الأيام من بين أصابعي. أنت مستريحة الآن فى الملكوت الأعلى، وأنا معذب بالانتظار، أروض النسيان، لكنه يأكل روحى بلا هوادة. ما يزيد على مئة عام وهيئتى على حالها، كأننى لا أزال أدب وراء شيخى القناوى فى شوارع المحروسة منتظرا لحظة الانقضاض على السلطان الجائر. تعاقب السلاطين، وغارت أمامى كل حالات التمرد. واحدة بقيت مشتعلة طيلة الوقت، إنها محاولة الانتصار على نفسي. ألم تبوحى بذلك ذات يوم يا حفصة؟ ألم تطلبى هذا وأنا أقول لك: أنت شيخى وأنا مريدك.
كنت تنظرين فى الأفق وكأنك ترين كل ما يأتى وتقولين لى فى ثقة: "ستتذكر كل هذا فى أيام لا تعد ولا تحصى وأنت ذائب فى نور يملأ أرجاء خلوتك الطويلة" ثم تتوهين برهة وتواصلين: "شجرتك أنت هناك، ليست على باب مغارة، إنما تحت سفح جبل مديد، أعطته من روحها فاخضرت أحجاره حتى ولو لم يسقط عليها مطر. هناك بالقرب من الماء العذب الجارى بلا انقطاع، حطت اليمامة الموعودة رحالها، وبدأ كل شىء".
هاأنا قد وصلت إلى غايتى يا حفصة، علوت على شهواتي. تساميت حتى صرت غريباً على الجميع، قريباً إلى نفسي. وصلت إلى النهاية التى جاهد أبوك من أجلها ولم ينلها. ربما كانت الأقدار رحيمة به. فمن يدرى أين يكون الخير؟
استلقيت على ظهري، وتاه بصرى فى الأغصان والأوراق والثمار، وضاع أنفى فى رائحة لم أشمها من قبل. ارتفع وجيب قلبي، وخالط زقزقة عصافير، رنت لحناً لم أسمعه يوماً من أيامي. ورأيت هناك يمامة بنية فاقع لونها تسر الناظرين. عيناها وسيعتان وكأنها غمستهما فى قارورة كحل. كانت تنظر إلى بامتنان، ثم ترفرف بجناحيها، فيتراقص داخلى فرح عميم، وتتساقط عن روحى كل همومها.
فاضت عيناى بدموع غزيرة، وتاه عقلى فى مسارب لا نهاية لها، وشعرت برغبة فى النعاس، لكن النوم لم يأت أبدا، بقيت بين صحو ونوم، وحضور وغياب، ووعى وسكر، وشعرت أن الزمن توقف، وفارقتنى رؤى الليل وأحلامه إلى غير رجعة، ونسيت كل ما جرى ورائى من عاديات الأيام، حلوها ومرها. لم يبق فى ذاكرتى سوى وجه حفصة، وبيرق الحاج حسين، وعكاز الشيخ القناوي، ومشاهد متناثرة من أيامى الغابرة فى قريتى العزلاء المنسية.
رميت أذنى فسمعتها تحكى فى صوت رائق. تحكى وكأنها تخاطب الناس أجمعين، لكننى أنا وحدى الذى أسمعها وأراها، وهى واقفة فى شموخ يتحدى الزمن. كان الكلام يتساقط من فروعها، أو يخرج من تحت لحائها، أو يأتى من جوفها العميق، لا أدري. لكن الحروف كانت صافية جلية، بلغتى التى تعلمتها فى صحن الأزهر. كل شيء مدهش، لكن الدهشة نفسها انعقد لسانها أمام ما سمعته منها وهى تتحدث، بينما الجبل يهتز، والماء يتماوج ويفيض".


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.