إن ما فعلته الثورة المصرية من نجاحات فى كل شىء كان أهمها على الإطلاق هو كسر حاجز الخوف والقهر تعلمنا كيف نقول سلمية وكيف نحافظ على وطننا عرفنا معنى الحرية والكرامة عندما كنا نجلس فى الميدان لم يكن همنا سوى الوطن البرد يحيط بنا وكنا نتلقى الدفئ من هتافاتنا ومن حماسنا وحبنا للوطن الذى أوجدته الثورة والمحبة والتعاون من تنظيف الميدان والشوارع المحيطة به كان لوحه تعبر عن أننا شعب الحضارة والتقدم والخير فينا إلى يوم القيامة لم نشعر بالطمأنينة إلا بميدان الشهداء كانت أرواح الشهداء تحيط بنا تشعرنا بالإصرار والطمأنينة وكان المزارع والعامل والطالب والمحامى والطبيب والمهندس كلنا فى نقاش استمعنا لبعضنا البعض تقربنا لبعض أكثر الأغنياء والفقراء يتناولون الخبز والبلح كنتاكى الثورة، كما ادعى السفهاء سمعنا حكايات عن الظلم وكنا نتسامر فى حب الوطن غنينا من أجل الوطن، وبعد تنحى الطغيان وإزاحة النظام الفاسد اعتلت الوجوه البسمة والفرحة، التى انتظرها الملايين الانتصار للكرامة والحرية والعدالة الاجتماعية التى غابت وشعرت والعديد من الوطنيين بأهمية المرحلة القادمة ودورنا فى بناء ما أفسده النظام الآن أصبح لنا دور أصبحت البلد بلدنا يجب أن نعلم أن الثورة الأكبر لم تأت بعد وهى ثورة التطهير تطهير البلاد من الفساد وصغار الفاسدين الذين هم بالآلاف إن لم يكن أكثر ذيول الفساد التى تكتسى الآن بوجه الفرحة ومن داخلها تلعن الثورة وترتجف فى أماكنها، خوفا أن تلحق سيوف الثورة رقاب الفاسدين يجب أن نحارب كل منا فى موقعه كل أشكال الفساد وبكل الطرق القانونية والمتحضرة لا خوف بعد الآن ولأول مرة تشعر أن الأمل موجود فى تلك الحرب المشروعة على الفساد أهيب بكل إخوانى الثوار والمصريين لا تراجع حتى تكون مصرنا رمزا للحضارة والتقدم كل منا بدوره نحمى بلدنا من كل غاصب ونبنيها بسواعدنا.. إننا الثوار الأحرار أصحاب الحضارة والإرادة فى التنمية والإعمار آن الأوان أن نكمل مسيرة الثورة إنها الثورة البيضاء وبالنهاية أتوجه بتحية وتقدير لكل الشهداء الذين سالت دماؤهم فى سبيل الحرية والكرامة وأقول لأهاليهم افخروا بأبنائكم فهم أشراف الثورة ووقود الثوار الذى لن ينطفئ لن ننساكم.