دعا الدكتور عبد الحميد مدكور الأستاذ بجامعة الأزهر، إلى تحرير المصطلحات السياسية، وخاصة فيما يتعلق بالدولة المدنية، والأخرى ذات المرجعية الإسلامية، فضلاً عن تحديد مفاهيم الليبرالية والعلمانية فى المجتمع المصرى، "لكون مفاهيمها تختلف عن مفاهيمها بالدول التى نشأت بها"، داعيًا إلى عدم الإغراق فى الحديث عن المصطلحات، وإغفال الفعل السياسى. واتفق مع مدكور خلال الندوة التى عقدها منتدى الحوار التابع لمكتبة الإسكندرية مساء أمس ببيت السنارى، المفكر الدكتور صلاح الجوهرى، فى المطالبة بضرورة تحرير المصطلحات السابقة، وقال: "لأننا نرددها فى مصر، عكس معناها فى بلادها، فضلا عن أنه لا توجد بالأساس مفاهيم للدولة المدنية فى الغرب، باعتباره المكان الذى نشأت فيه"، مشددًا على ضرورة الخروج مما وصفه ب"ثقافة الأيقونة. وطالب العديد من المشاركين فى الندوة بضرورة حل الأحزاب القديمة، التى نشأت فى رحم لجنة شئون الأحزاب السابقة، والتى كان يتولى رئاستها الأمين العام للحزب الوطنى المنحل، موضحين أنها كانت تعمل على إكمال "الوجه الديكورى لديمقراطية النظام السابق فى مصر". ودعا آخرون إلى ضرورة الحذر من مغبة التعامل مع هذه الأحزاب، فى حالة عدم حلها، لتعاملها بنفس الطريقة التى تم تأسيسها عليها، وهى أن تكون أحزابا "كرتونية" موالية للنظام القائم. كما انتقد الحضور تحول مسار الندوة من الحديث عن مستقبل الثقافة فى مصر بعد ثورة 25 يناير، إلى غيره من الحديث عن المسار السياسى، والصراع الدائر من جانب النخب على السلطة، وإغفال التواصل مع الشارع المصرى بعدم التواجد مع السواد العظم من المصريين، لمعرفة مشاكلهم واحتياجاتهم، معتبرين أن "مصر الآن أصبحت فى حالة فراغ ثقافى، فى الوقت الذى تبحث فيه النخب عن الظهور بالإعلام، والبحث عن مصالحها"، مشددين على أهمية حماية الهوية الثقافية لمصر، والبحث عن مشروع ثقافى، يمكن أن يرسم صورة المستقبل للبلاد.
