فى كتابه "رجم ثريا" الصادر ترجمته حديثا عن دار كلمات عربية، يروى الصحفى الإيرانى فريديون صاحب جم واقعة رجم زوجة إيرانية حتى الموت، بعد اتهامها ظلما بالزنا، على حد قول راوى الحكاية، الذى اضطر للعيش مختبئا فى فرنسا، بعدما صدر بحقه حكم غيابى بالإعدام، بسبب عمله سرا على كتابة تقارير تنتقد الحكومة الإيرانية. يتخذ الكتاب من واقعة الرجم، مدخلا لتناول آلاف أحكام الإعدام المماثلة التى شهدتها إيران على مدار الخمسين عاما الماضية، بعد خلع شاه إيران، ووصول النظام الأصولى بقيادة آية الله الخمينى إلى السلطة فى فبراير عام 1979، ويشير مؤلف الكتاب إلى إطلاق سراح العديد من مرتكبى الجرائم، والذين سجنوا لأسباب وجيهة إبان حكم الشاه، ومنهم من ارتدى زى رجال الدين، ولقب نفسه "ملا"، وجاب البلاد بحثا عن فرصة لإثراء نفسه، وإخفاء ماضيه، ومنهم الشيخ حسن الذى يتناوله الكتاب، والذى لعب دورا فى إزهاق روح ثريا بطلة قصة الكتاب. ويعرف المؤلف نفسه فى المقدمة قائلا: "أنا إيرانى الأصل، ولدت فى فرنسا، حيث قضيت بعض سنوات نشأتى هناك، وبعضها فى سويسرا، ثم عملت مبعوثا دبلوماسيا لإيران من عام 1958 حتى 1966، ورغم أننى وعائلتى كنا على معرفة بالشاه، لكنى كتبت ضد الشاه مقالات تنتقده فى السبعينيات، وهو ما أكسبنى عداوة جهاز السافاك شرطة الشاه السرية. ويروى المؤلف فى مقدمة الكتاب أحداث خطفه عام 1979، فى باريس، واحتجازه بمبنى الإسكان الجامعى بها، مشيرا إلى أن خاطفيه كانوا مجموعة من الطلاب الإيرانيين الملتحين، ممن نظموا المحاكمات الإسلامية فى باريس، وهى محاكمات تشبه تلك التى أقامها المئات فى إيران منذ عودة الخمينى، وتنتهى نهاية واحدة باقتياد المدعى عليه إلى فناء أحد السجون أو الثكنات العسكرية ليتم إعدامه رميا بالرصاص. ويمضى مؤلف الكتاب فى رواية قصة محاكمته التى استمرت لمدة 8 ساعات، حتى تتدخل الشرطة الفرنسية، ويتم إنقاذه، مشيرا إلى أن طهران أصدرت حكما عليه بالإعدام لأنه شن حربا على الله، ولم يحترم قداسة الخمينى، ولكن ذلك لم يمنعه من زيارة إيران عدة زيارات سرية بأوراق مزورة، ليتقصى فيها حقائق تجنيد الخمينى للصبية ما بين 12 و14 عاما فى حربه ضد العراق، إلى أن التقى عمة "ثريا" التى كانت تم رجمها حتى الموت، بعد أن تم تلفيق تهمة الخيانة الزوجية لها. يقول مؤلف الكتاب عن عقوبة الرجم: تحظر القوانين فى البقاع الإسلامية عقوبة الرجم رسميا، لكن إن ارتأت أية سلطة دينية تطبيقها، فبإمكانها أن تقترح هذا، فعندما يحج المسلمون إلى مكة، يمرون فى آخر يوم لرحلة الحج بجبل عرفات، الذى تقع عنده ثلاثة أعمدة ضخمة ترمز إلى الشيطان، عندها يلتقط الحاج حجرا، ويقذفها به رمزا إلى تطهير المكان من الشيطان. ويتابع صاحب جم: يتم ممارسة الرجم فى المناطق النائية من إيران بين الجبال، بعيدا عن أعين الفضوليين، وبعد تنفيذ العقوبة، يتباهى أهل القرية بما فعلوه، ويحظون بمباركة أعلى السلطات الدينية على هذا العمل الرائع، أما فى المدن فتستطيع النساء اللائى اتهمن بالزنا، أن يكفرن عن خطيئتهن بدفع مبلغ من المال، لأحد رجال الدين. ويشير المؤلف إلى أن كل ما يحتاجه الزوج ليثبت أن زوجته خائنة، هو أن يأتى بشاهدين يكونان فى العادة من شركائه فى الجريمة، فيما تضطر الزوجة المتهمة إلى إثبات براءتها، وهذا مستحيل إذ لن يهب أحد للشهادة لصالحها.