رفعت روسيا اليوم، الأحد، احتجاجاً رسمياً على وصول سفينة حربية أمريكية مزودة بنظام دفاع صاروخى باليستى إلى البحر الأسود، للمشاركة فى مناورات بحرية مع أوكرانيا المجاورة، واصفة ذلك بالتهديد لأمنها القومى. وقالت الخارجية الروسية: "لدينا عدد من التساؤلات فيما يتعلق بوصول السفينة مونتيرى، التابعة للبحرية الامريكية إلى البحر الأسود، والمزودة بنظام إيجيس المضاد للصواريخ للمشاركة فى مناورات نسيم البحر 2011 الأوكرانية - الأمريكية المشتركة". وقال بيان الخارجية الروسية: "كرر الجانب الروسى مرارا تشديده على أننا لن ندع ظهور عناصر من البنية التحتية الاستراتيجية الأمريكية فى جوارنا المباشر يمر دون ملاحظة، بل سنعتبر تلك الخطوات تهديدا لأمننا". ويأتى الاحتجاج فى الوقت الذى لم تتوصل روسيا والغرب، الأسبوع الماضى، إلى انفراج فيما يتعلق بمشروع الدرع الصاروخية الأوروبية، حيث اشتكت موسكو من عدم الإصغاء الى مطالبها. وكان الرئيس الأمريكى باراك أوباما أعلن عام 2009 أنه سيتخلى فى الوقت الراهن عن خطط سابقة لنشر عناصر من الدرع الصاروخية فى بولندا وتشيك، وسينشر بدلا من ذلك المزيد من المعدات المتنقلة التى تستهدف الصواريخ الإيرانية القصيرة والمتوسطة المدى. وذكرت الخارجية الروسية أنها تعى أن تمركز السفينة مونتيرى فى المياه الأوروبية يأتى فى إطار الخطة الأمريكية للدرع الصاروخية، ولكنها لا ترى ما يبرر اقتراب السفينة الحربية لهذا الحد من الحدود الروسية. وتابع البيان: "بحسب الرواية الرسمية الأمريكية، فإنه يمكن نشرها (السفن الحربية) فى البحر الأسود فى حالات الضرورة، كحدوث تصعيد فى المنطقة على سبيل المثال". وقال البيان: "نود أن نعرف أى "تصعيد" رأى القادة الأمريكيون حينما نقلوا القطعة الضاربة الأساسية للمنظومة المستقبلية للحلف الأطلسى المضادة للصواريخ، من البحر المتوسط إلى الشرق؟" مشيرا إلى أن هدف تلك المناورات البحرية هو التدرب على مكافحة القرصنة. وكانت روسيا قد أعربت عن مخاوف من استهداف المنظومة الصاروخية المخطط لها للدفاعات الروسية، ويهدد هذا النزاع جهود التقارب بين موسكو والتحالف الغربى. وكانت موسكو قد أعربت مؤخرا عن استعدادها للتخلى عن معارضتها لنشر الحلف الأطلسى عناصر دفاع صاروخى فى أوروبا، فى حالة تقديم ضمانات قانونية بأن تلك المنظومة لن توجه ضد روسيا. غير أن الحلف الأطلسى رفض المقترح الروسى قائلا: إنه سيصعب تقديم ضمانات قانونية فى شكل وثائق مكتوبة. وقالت الخارجية الروسية: إن وصول السفينة مونتيرى إلى البحر الأسود يشكل تجاهلا سافرا لمخاوف موسكو، وقال البيان: "يجرى هذا الأمر بشكل متعمد، وكأن المقصود أن تعرف روسيا أن أحدا لا يعبأ برأيها فى هذا الصدد". وتابع البيان الروسى: "مرة أخرى يؤكد قيام السفن الأمريكية المضادة للصواريخ بمهام استطلاعية فى مياه البحر الأسود، الحاجة إلى التوصل إلى ضمانات قانونية محددة بأن المنظومة الصاروخية التى يعتزم نشرها فى أوروبا لن توجه إلى درع الاحتواء النووى الروسية".
