قبل ساعات فقط من إقلاع أول وفد شعبى مصرى للسفر إلى إيران، بترتيب من السفارة الإيرانية فى القاهرة، تم القبض على أحد مسئولى السفارة الإيرانية فى القاهرة، بتهمة التخابر، وبدء التحقيقات فى أمن الدولة العليا، مما تسبب فى تأجيل زيارة الوفد الشعبى إلى أجل غير مسمى. مجتدى أمانى، القائم بالأعمال الإيرانية فى مصر، نفى أن تكون هناك علاقة بين ما تردد عن قضية التجسس الجديدة وتأجيل زيارة الوفد الشعبى المصرى، إلا أنه أوضح أن التأجيل جاء بسبب عدم الحصول على موافقة رسمية للطائرة الخاصة التى خصصتها السفارة إلى طهران، مشيرا إلى أنهم لم يحصلوا على إذن الطائرة، وفى انتظار الموافقة الرسمية خلال ساعات حسب وعد الحكومة المصرية. ونفى مجتدى، فى تصريحات خاصة ل"اليوم السابع"، تلقيه أى اتصالات بشأن اعتذار شخصيات من الوفد المصرى عن السفر، مشيرا إلى شعوره برغبة شعبية مصرية فى توثيق العلاقات المصرية الإيرانية، ولا يوجد تخوف من الزيارة، متهما بعض الجهات التى تهدف إلى تعطيل العلاقات المصرية الإيرانية ضمن لعبة مصالح سياسية لا تكشف عن الجوانب الحقيقة. من جانبه، أوضح منتصر الزيات المحامى الإسلامى عضو الوفد الذى كان يستعد للسفر إلى طهران، أنه لا يريد التسرع فى الربط بين تأجيل السفر والقبض على مسئول بالسفارة الإيرانية بهذا التوقيت، لكنه عبر عن أمنيته ألا يفهم هذا التوقيت بأن هناك قوى فى الحكومة الحالية تريد تعطيل العلاقات المصرية الإيرانية فى ظل رغبة كبيرة لكثير من المسئولين، بجانب القوى الشعبية فى مد جسور العلاقات، وعلى رأسهم وزير الخارجية د. نبيل العربى. وعبر الزيات عن خشيته أن تكون الدوائر المرتبطة بالسياسة الأمريكية الإسرائيلية فى مصر هى صاحبة التحرك الآن فى تعطيل تدفق العلاقات المصرية الإيرانية، وربط الزيات بين التأجيل وقضية التجسس، لكنه اعتبر أن هذا لن يؤثر أو يؤخر العلاقات المصرية الإيرانية التى تتطلب دفعة فى للأمام لدولة بوزن القوى الإيرانية، مضيفا أن قطع العلاقات لا يمكن أن يستند لقضية تجسس يتم مثلها شبه سنويا لجواسيس إسرائيليين، ومع هذا تستمر العلاقات المصرية الإسرائيلية والتمثيل الدبلوماسى على أعلى مستوى. وكشفت مصادر أن المجلس العسكرى أبلغ السفارة الإيرانية عدم وجود موانع من السفر لكن الأزمة فى الطائرة الخاصة التى يوجد حظر عليها الآن إلا بتدقيق أمنى خوفا من خروج مسئولين أو أعضاء سابقين فى الحزب الوطنى أو ممن هم خاضعين للتحقيقات أو ضدهم بلاغات والسفر للخارج عبر الطائرات الخاصة. فيما قال ممدوح رمزى المحامى القبطى إن القائم بالأعمال الإيرانية اتصل بهم مساء أمس ليبلغهم بتأجيل الرحلة لعدم حصولهم على موافقة من السلطات المصرية، معربا عن توقعه عدم موافقة السلطات المصرية للسماح بالسفر بعد قضية الجاسوس الإيرانى، مؤكدا أنهم وافقوا على الدعوة من أجل تحسين العلاقات، إلا أنه لن يتم اتخاذ أى إجراء إلا بموافقة السلطات المصرية وما يعود بالنفع لصالح الوطن. وكان القائم بالأعمال بالسفارة الإيرانيةبالقاهرة قدم مبادرة رسمية بالاتفاق مع بلاده لتشكيل وفد دبلوماسية شعبية من الشخصيات العامة المصرية، ويضم فنانين وسياسيين وأقباط وإخوان ومحامين إسلاميين ويساريين وممثلين حزبيين، للسفر إلى إيران والالتقاء بالرئيس الإيرانى ومسئولين بالحكومة والنظام الإيرانى لتوطيد العلاقات المصرية الإيرانية. وكان مقررا سفر الوفد صباح اليوم الأحد، إلا أنه قبل ساعات من سفر الوفد أعلنت السلطات الأمنية المصرية عن القبض على قاسم الحسينى أحد الدبلوماسيين الإيرانيين فى السفارة الإيرانيةبالقاهرة بتهمة التجسس ، وتم تأجيل السفر للوفد الشعبى. ومن بين الذين تم توجيه الدعوة لهم بجانب الزيات ورمزى القس رفعت فكرى راعى الكنيسة الإنجيلية بشبرا، الذى رفض الدعوة بمبرر عدم وضوح الهدف الأساسى من الزيارة المفاجئة، والتى جاءت بشكل عاجل ولم يتضح الموقف الرسمى للحكومة المصرية من الزيارة. وأضاف أنه يرفض أن يكون ضمن الوفد بهدف تجميل صورة إيران فقط، لاسيما أن نموذج الدولة الإيرانية الدينى غير مقبول، لأنها تقوم على إطار لا يتفق مع الدولة المدنية العصرية، مشيرا إلى أن موقفه بشأن الخلافات والصراعات والتدخلات فى الشؤون العربية والمصرية مازال علامة استفهام ولم توضح إيران موقفها بشأن هذه التدخلات وأن موقف الكنيسة سوف يتضامن مع الموقف الرسمى للدولة والحكومة المصرية عندما يتضح بشكل رسمى. يذكر أن إيران وجهت دعوة لعدد من الشخصيات السياسية والثقافية والإعلامية لزيارتها غدا فى وفد شعبى يضم 50 شخصية، الإعلامى وائل الإبراشى والفنان عبد العزيز مخيون والدكتور جمال زهران والمحامى منتصر الزيات، والمستشار محمود الخضيري، والشيخ جمال قطب، وعصام سلطان، وكمال الهلباوى القيادى السابق فى جماعة الإخوان المسلمين، وعدد من الدعوة السلفية،وغيرها من التيارات.