أكد حمدين صباحى، المرشح المحتمل لرئاسة الجمهورية، "أننا جميعاً هشمنا عظام النظام السابق ولم يتبق إلا ذيول لا حول لها ولا قوة"، مشيرا إلى أنها قوى متناثرة تخرج لتُحدث غارات غير منظمة ولن نسمح لأحد أن يلعب بأمن مصر. وطالب صباحى، خلال مؤتمر عقد بكلية التجارة جامعة كفر الشيخ اليوم، بحل جميع المجالس المحلية لأنها قاعدة الفساد، إضافة إلى حل اتحاد العمال والنقابات المهنية واستعادة الجامعة لهيبتها من خلال انتخاب رئيس الجامعة من بين أبنائها لاستكمال التطهير، لأننا بحاجة إلى بناء مصر الدولة، مشددا على أن الثورة مستمرة لبناء المجتمع الديمقراطى الذى يقوم على العدل وبناء مصر، مؤكدا أن المهمة صعبة، ولكن تجارب تركيا وماليزيا والصين والهند والبرازيل تقدموا خلال وقت قصير جدا. وأشار إلى أنه لابد من إعادة لائحة 76 الطلابية واستبعاد عمداء الكليات التابعين للنظام، لافتا إلى أن الثورة لا تكتمل بإسقاط النظام القديم بل ببناء النظام الجديد، وما فعلناه مُبشر وثورتنا لن تتوقف، وهناك كثيرون قبل ثورة 25 يناير لم يتوقعوا ما حدث ولكننى كنت واثقا خلال 40 سنة بأن هناك تغييرا سيحدث. وقال صباحى: نريد أن نتفق على ثلاثة محاور، الأول: دولة ديمقراطية للجميع، وأن يكون صندوق الانتخابات بإرادة المصريين يحدد الرئيس وأعضاء المحليات أو عمداء الكليات، ولابد من الفصل بين السلطات ونفوذ حقيقى للبرلمان ورئيس جمهورية لا يكون طاغية وأن تُحدد صلاحياته حتى لا يكون نصف إله. أما المحور الثانى، فنريد بلدا يحترم حق المصريين فى ثروات مصر، ولم يعد ينفع فى مصر أن يوجد أطفال تأكل من صناديق القمامة، ويُحرم الفقراء من الوحدات السكنية، ولابد من إلغاء الواسطة والمحسوبية وألا نفرط فى الحقوق الاجتماعية والسياسية للمصريين والإفراج الفورى عن كل المعتقلين. والمحور الثالث استقلال القرار المصرى عن أمريكا، وضرب حمدين مثلاً "اللى قمحه من فأسه يكون قراره من رأسه"، مضيفا: لابد أن يكون لدينا سياسة خارجية جديدة بعيدة عن التبعية للآخر. واستمع حمدين صباحى لأسئلة الحضور ومنها ما الضمانات لتحقيق برنامجه، فقال حمدين: الحكم أنتم وميدان التحرير موجود، والمحاسبة التشريعية موجودة. ورداً على أن الحد الأدنى للأجور سيكون 1200 جنيه، قال: رفع الحد الأدنى للأجور سيكون على حساب أصحاب الأجور العالية، وأن تكون هناك عدالة فى توزيع الأجور وحسن استغلال موارد مصر، بالإضافة لفرض الضرائب على الجميع، كضريبة تصاعدية تبدأ من 20%، وكذلك لابد من تحصيل ضرائب فى البورصة تعتبر جزءا من العائد الضريبى حوالى نصف فى المائة فقط ورفع الأجور بطريقة تدريجية حتى لا يشعر بها غير الموظفين. وعن معاهدة كامب ديفيد قال صباحى: نحترم الاتفاقيات الدولية، ولكن من حق الشعب مناقشتها، مشيرا إلى أنه رأيه الشخصى ضدها، وأضاف: لكنى لا أفرض رأيى على المصريين، والبرلمان والشعب هم من يحدد ذلك، ومشروعى محاربة الفقر وليس الدخول فى حروب مع الآخرين، ومصر لكى تحارب لا بد أن تكون قوة، مؤكدًا أنه لا يدعو لحروب، ولكن أمتنا فوق كل شىء ولا بد من سياسة خارجية جديدة تعيد لمصر مكانتها، وأضاف أن الشعب هو من يقود حمدين وليس العكس. وعن مشكلة المياه أكد حمدين: ليس لدينا مشكلة للمياه، وسيتوجه الأسبوع القادم وفد شعبى لإثيوبيا، وسأكون من بينهم، لافتا إلى أن الأفارقة مظلومون طوال ال 30 سنة من نظام مبارك وحكومته، لأنه ليس من المقبول أن نعترض على أوغندا فى إقامة سد لتوليد الكهرباء والذى لا يحجب المياه عنا، هذا ما فعله بطرس غالى الذى تدخل لدى البنك الدولى ليمنع تمويله لبناء السد بأوغندا، ونجحنا فى مهمتنا فى أوغندا بمفتاحين، روح ثورة يوليو وقيمة جمال عبد الناصر، لأن محطة الكهرباء فى (كامبلا ) بنيت أيام عبد الناصر، وهم يقدرون ذلك. وعن الإخوان أكد حمدين للأسف هناك (فوبيا) الإخوان، والبعض متخوف، ولكن أقول لهم إن الإخوان من نسيج المجتمع المصرى، وجزء أصيل من الحركة الوطنية أُوذوا وسُجنوا وعُذبوا وشاركوا فى الثورة، ولهم حقوق مثل الجميع، وهم شركاء بها ولابد من احترام دورهم، ومهما نختلف أو نتفق معهم فهم من حقهم تكوين حزب لهم . وعن نوعية الدولة التى يجب أن تكون بمصر قال حمدين إنها دولة مدنية يشارك فيها المسيحيون والمسلمون وليست دينية، ونحن ضد عزل الدين عن الدولة، وكما قال مكرم عبيد ( أنا مسيحى ديناً ومسلم وطناً). وأضاف حمدين: لا أقبل ولاية الفقيه ولا وصاية الجنرال ولا تمييز بين الرجل والمرأة ولا بين المسلم والمسيحى ولابد من الحفاظ على المادة الثانية ولا تُمس والدستور يُقر حق أتباع الدين الإسلامى والدين المسيحى. وعن المعونات الأمريكية أكد حمدين أنه لا يرفض المعونة، ولكن غير المشروطة والتى ينفقها المصريون فيما يريدون، ولا تذهب للخبراء الأمريكان، وإلا فلا نريدها، وهناك مصالح مشتركة بيننا وبين أمريكا نريدها ولكن لا تبعية ولا انحناء لهم. وعن تصدير الغاز لإسرائيل أكد أنه يطالب بوقف تصديره فوراً وفتح المعابر أمام الفلسطينيين.