عقب قرار مجلس الوزراء اليوم بإلغاء محافظتى 6 أكتوبر وحلوان على أن تعود الأولى للجيزة والأخرى للقاهرة، رصد "اليوم السابع" مدى تأثير القرار على المسئولين بالمحافظات التى تم إلغاؤها والمواطنين من أبناء المحافظتين. أبدى الكثير من القيادات بمحافظة الجيزة سعادتهم بقرار مجلس الوزراء بضم محافظة 6 أكتوبر للجيزة مرة أخرى، حيث قال الدكتور مصطفى الخطيب رئيس المجلس الشعبى المحلى، إنه كان حلماً وأخيراً تحقق، وكان المجلس والمواطنون وقيادات المحافظة يعارضون فكرة التقسيم منذ أن تمت، وقاموا بإرسال خطابات رسمية إلى كل من الدكتور أحمد شفيق رئيس مجلس الوزراء السابق والدكتور عصام شرف رئيس مجلس الوزراء الحالى والمجلس الأعلى للقوات المسلحة بإلغاء التقسيم والذى تم بدون دراسة وبدون أخذ رأى المجالس المحلية والمواطنين، مما تسبب فى مشاكل الحدودية بين المحافظة القديمة والناشئة وقلت الجيزة وأصبحت مدينة الجيزة فقط بلا موارد ومنطق صناعية واستثمارية وظهير صحراوى. وأشار الخطيب إلى أن المجالس المحلية ناضلت كثيراً ولم يوفق أحد وكانت حصيلة المناطق الصناعية والاستثمارية وقيمتها 698 مليون جنيه تضيع دون وجه على محافظة الجيزة، وأثنى الخطيب على حكومة الثورة والمجلس الأعلى بقوات المسلحة واللواء محسن النعمانى لاستجابتها لمطالب الملايين بمحافظة الجيزة بإلغاء محافظتى أكتوبر وحلوان. الدكتور على عبد الرحمن الذى تولى رئاسة جامعة القاهرة عام 2004 وأسندت إليه محافظة الجيزة، تنتظره عدة ملفات أبرزها آثار دمج المحافظتين وملف المخالفات والإزالات للعقارات وملف الإسكان فى ظل وجود 75 ألف طلب من المفترض أن يحصلوا على وحدات سكنية فى ظل عدم وجود أراضى ووحدات سكنية، فضلاً عن مدينة الحرفيين التى تمثل مطلباً ملحاً لأبناء الجيزة لتشغيل الشباب، بالإضافة إلى ملف الشركات الأجنبية العاملة فى القمامة وملفى الصرف الصحى والعشوائيات، بالإضافة إلى ملف التعدى على الأراضى الزراعية. ورغم صدور قرار مجلس الوزراء برحيل سيد عبد العزيز المحافظ السابق للجيزة، إلا أن المحافظ أصر على البقاء داخل مكتبه لحين وصول الدكتور على عبد الرحمن محافظ الجديد لتهنئته، وهو ما فسره عدد من قيادات المحافظة بولاء وانتماء محافظ الجيزة لأبناء المحافظة حتى بعد رحيله من منصبه. وأجرى عبد العزيز محافظ الجيزة السابق اتصالاً هاتفياً بالدكتور على عبد الرحمن رئيس جامعة القاهرة السابق الذى تولى منصب محافظ الجيزة لتهنئته بالمنصب، عارضاً علية مساعدته بخبراته فى أى وقت يحتاجه خدمة لأبناء الجيزة. وأكد عبد العزيز فى تصريحات خاصة، أنه استقبل قرار المجلس بكل احترام وتقدير، وأنه "مش زعلان" على الرحيل عن المحافظة، لأنه كان له دور وقام بأدائه خلال فترة توليه. وأبدى عبد العزيز سعادتهم لتلقيه عشرات الاتصالات التى تشكره على فترة ولايته لمحافظة الجيزة، واصفاً ذلك بأنه شىء طيب منهم، موضحاً رغم علمه بالقرار فى تمام الساعة 11 ونصف صباحاً إلا أنه استمر فى أداء عمله حتى وصول الدكتور على عبد الرحمن للمحافظة، وكان آخر عمل له هو اجتماع "عبد العزيز" مع هيئة النظافة والتجميل لمناقشة القمامة. وعرض عبد العزيز خبراته وخدماته على الدكتور على عبد الرحمن للاستفادة منها فى أى وقت، معرباً عن سعادته بضم أكتوبر والجيزة. وعلى الجانب الآخر عقب تلقيهم قرار مجلس الوزراء بإلغاء محافظة 6 أكتوبر وضمها لمحافظة الجيزة، قرر موظفو ديوان عام المحافظة وموظفو المديريات التابعة للوزارات وقفة احتجاجية أمام مجلس الوزراء عصر اليوم، الخميس، اعتراضاً منهم على قرار "شرف" بإلغاء المحافظة. وأبدى عدد كبير من المواطنين بقرى ومدن محافظة 6 أكتوبر عن سعاتهم البالغة بقرار مجلس الوزراء، معتبرين أن محافظة 6 أكتوبر لم تقدم لهم الكثير، موضحين أن موطنهم الأساسى محافظة الجيزة. وشبه محمد عقرب عضو المجلس الشعبى المحلى عودة المحافظة مرة أخرى للجيزة كالطير المهاجر الذى رجع إلى عشه، موضحاً أنهم أبناء محافظة الجيزة وفجأة وبدون مقدمات تم نقلهم إلى محافظة أكتوبر دون أن يكون لها أى مبانٍ أو إنشاءات لمبنى المحافظة أو المديريات الخدمية مثل التربية والتعليم والصحة وخلافة وأصبحوا كالمتسولين وأن القرار قرار صائب. من جانبه، رفض اللواء السيد البرعى نائب المحافظ والقائم بأعمال المحافظ التعليق على قرار إلغاء مجلس الوزراء لمحافظة 6 أكتوبر، حيث كان رأيه منذ البداية أن تكون محافظة 6 أكتوبر منعزلة عن الجيزة لتقسيم المسئوليات. أما المشهد بالنسبة للشارع بمحافظة حلوان، خرج ظهر اليوم كبار عائلات محافظة حلوان وشباب وأهالى المحافظة فى مظاهرات عشوائية تجمعت فى ميدان عمرو بن العزيز بحلوان وميدان محطة مترو حلوان، عقب إعلان مجموعة من الشباب قرار مجلس الوزراء اليوم على صفحته الرسمية على الفيس بوك، والغريب أن قيادات المحافظة لم تعرف بقرار محافظة حلوان. وقال المهندس محمد عبد الظاهر السكرتير العام للمحافظة، إنه كان هناك مقترح من مجلس الوزراء بإلغاء محافظتى أكتوبر وحلوان، ولكنه لم يتم مناقشته وإبلاغهم بتفاصيله، مرجحاً أن المظاهرات ربما خرجت اعتراضاً على مقترح الإلغاء وليس قرار الإلغاء ولم يبلغوا بقرار الإلغاء رسمياً. وقال قدرى أبو حسين محافظ حلوان السابق، إن قرار إنشاء محافظة حلوان لم يكن قراراً إدارياً وإنما كان مطلباً قديماً لأهالى حلوان فهى محافظة لها مقوماتها وخصوصياتها ووضعها مختلف عن محافظة 6 أكتوبر، سواء من حيث التعداد السكانى أو عدد المدن والأحياء والقرى والمراكز، فحلوان لها من المقومات التى تؤهلها لأن تصبح محافظة تفيد الاقتصاد المصرى، وبسؤاله كيف علم قرار الإلغاء، قال منذ الصباح ولا تعليق عليه.
