سبت بيتى وسبت أمى وسبت عيل حتة منى وسط كل الناس مشيت بعّلى صوتى ومش هاممنى زيهم بنطق وأقول كل كلمة بيقولوها تحيا مصر أم الأصول وبلاش عقولنا تسيسوها مش ف إيدى سلاح يا أمى صدقينى ومش هاممنى ما اللى كان ف وشى أخويا معقول ها يرضى أسيح ف دمى؟ فجأة مات حواليا ناس وكتير كتير استشهدوا قولت إيه معقول يا ناس؟ دول يا دوبك ابتدوا طلعوا حاجة ف قلوبهم زاحوا هم وكان تاعبهم إنتوا إيه عايزنا ليه عبيد عشان تستعبدوا؟ بس كان فيه شىء غريب اللى واقف ضدنا كان مننا أدام عنينا ف وسطنا نال رصاص الغدر منه واحنا إيدنا فاضيه زيه معقول فيه تالت يبقى بينا تاهت عقولنا وروحنا منا مش عارفين مين الشهيد م القتيل إحساس فظيع ملوش مثيل اللى مدنى واللى شرطة كله كله بات ف ورطة ناس تقول متربصين وناس تقول دول قناصين وناس تقول مستحلفين يموتوا الشعب كله واللى مدنى واللى شرطة كله كله بات ف ورطة وفجأة وسط الناس يا أمى جت رصاصة وغصب عنى لو بإيدى مش هسيبها تخش قلبى لحد ضهرى وسمعت ناس بتقول شهيد وسمعت ناس بتقول قتيل وسمعته بيقول م العبيد ارمى يا ابنى يلا شيل وعلى أول مستشفى جابونى وصحابى كانوا بيزفونى وف مكان غريب سابونى صندوق صغير وكأنه درج ومش لوحدى دخلت درج كان فيه كتير شباب صحابى وناس كتير غريبة عنى وصدقينى غصب عنى كل واحد جتله ناسه تقول أبويا ولا أخويا ولا عمى ولا صاحبى ولا جارى وأنا برضه لسه مجاش قرارى وتانى أدخل جوه درج وكأن كان حواليا سرك بسمع ولا أشوف ولا أنطق بس سامعك تندهينى إنت فين يا حبة عينى إنت فينك يا ابنى فينك إنت عايش ولا ميت وف كل حتى تدوّرى وصحابى عنى بتسألى يقولوا كان واقف معانا يقولوا ياما كتير حمانا ياما شال شهداء معانا اللى ينزف واللى ميت ونظن ممكن يبقى ميت وابنى يصرح فين أبويا غصب عنه أصل أمُه لما كان يا دوب رضيع ماتت قبل ما سّن سنُه وأمى ست كبيرة عاجزة والكلام مفهوش مؤاخذة ألف لغز وألف مغزى فى حكايتى لو هتدورا وابنى ما اتخيلت بُعده غصب عنى وغصب عنه لما يكبر بكره يعرف وكلمة شهيد هتصبروا واحدة قالت يبقى ابنى وأعرفه مهو حتّة منى وغسلونى وكفنونى وفجأة قالت ثانية واحدة فاضلى بس حاجة واحدة علامة كانت جمب عينه لما بصوا قالوا عينه مش باينة أصله ضايعة عينه ورجعونى تانى مطرح لما كنت وتلجونى وصدقينى غصب عنى ولما طال الوقت بيا وغلبوا الخلق فيا نزلوا صورتى فى جرايد فى الميدان وف كل حتة فى الكنايس والمساجد لما عرفوا فى الميدان إنى مجهول قالوا ناخدوا ندفنه ف قلب الميدان ويبقى ع الحرية شاهد وأمى طبعاً مش بتعرف ولا تكتب ولا تقرا تسرق الأيام ملامحى ولا حاجة فيا واضحة وخلاص أوان رحيلى آن وروحت تانى كمان مكان على مشرحة زينهم خدونى وعندهم أيام سابونى لما يظهر حد ليا لما ييجى الدور عليا ولما طول دورى بيا وأسبوعين عدوا عليا غسلونى وكفنونى وقاموا صلوا كمان عليا وصدقينى غصب عنى