بأبسط الخامات وببضعة قصاصات ورق، استطاع الفلسطينيون فى قطاع غزة المحاصر من جانب إسرائيل، فى أقضاء مضاجع المستوطنين حول القطاع وبث الفزع فى قلوب جنود جيش الاحتلال وتهديد أمن ثكناتهم، وذلك باستخدام "طائرات ورقية" تحمل بالونات الهليوم المزودة بمواد قابلة للاشتعال يتم إرسالها من قطاع غزة إلى المستوطنات اليهودية. وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية، إنه خلال اليومين الماضيين، اشتعلت عدة حرائق اندلعت فى الحقول الزراعية للمستوطنات المحيطة بقطاع غزة، وتوصلت التحقيقات التى أجرتها سلطات المطافئ والإنقاذ بأنها ناجمة عن الطائرات الورقية. اندلاع الحرائق ووفقاً لضابط رفيع بالجيش الإسرائيلى لصحيفة "هاآرتس"، فقد تم حرق حوالى 400 فدان من أراضى المجلس الإقليمى الاستيطانى "شاعر هنيجف". وقد اندلعت حرائق فى الحقول الزراعية فى كيبوتس نير عام فى المجلس الإقليمى "شاعر هنيجف"، وتم إخماد الحريق بعد حوالى ساعتين، وتم العثور فى المنطقة على قطعة من ورق الفضة، ساد الاشتباه بأنها جزء من عبوة مشتعلة تم تثبيتها فى ذيل الطائرة الورقية أو البالون. دخان وألهبة النار تتصاعد بسبب طائرات غزة الورقية
وعلى الرغم من أن دولة الاحتلال تعتبر إحراق الحقول بواسطة الطائرات الورقية ضمن الأعمال الإرهابية، بل أعلنت أنها ستعوض المزارعين الذين تضررت محاصيلهم نتيجة لذلك، إلا أن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلى قال ل"هاآرتس" إن الجيش لا يجمع بيانات عن الحرائق فى المنطقة وعلاقتها بالطائرات الورقية.
رد الاحتلال ولأول مرة منذ اندلاع موجة المقاومة ب"الطائرات الورقية"، قصفت مقاتلات إسرائيلية موقعا تابعا لحركة حماس ردا على هجوم الطائرات المشتعلة، يوم الإثنين الماضى، حيث قال بيان لجيش الاحتلال إن الموقع استُخدم لإطلاق "قنابل حارقة" إلى داخل إسرائيل. وعلى مدى الأسابيع القليلة الماضية، قام الشباب الفلسطينى بتطيير طائرات ورقية محملة بزجاجات حارقة، تحتوى عادة على فحم وأكياس سكر لضمان احتراق طويل وبطيء. وبدأ استخدام هذا التكتيك فى إطار مظاهرات "مسيرة العودة" عند السياج الحدودي، والتى انطلقت فى 30 مارس ومن المقرر أن تستمر حتى منتصف شهر مايو الجارى. الطائرات الورقية تهدد أمن إسرائيل
وقاال الجيش الإسرائيلى فى بيان له بداية الأسبوع الجارى، نقلته صحيفة "تايمز أوف إسرائيل": "إن الجيش الإسرائيلى سيواصل العمل ضد النشاط الإرهابى فوق وتحت الأرض، ويحمّل منظمة حماس مسؤولية جميع الأنشطة المعادية فى قطاع غزة". وأوضحت الصحيفة العبرية، إن الخطوة جاءت بعد أن تحدثت عدة تقارير إسرائيلية عن أن الجيش الإسرائيلى يدرس تصعيد رده على الطائرات الورقية، بما فى ذلك استهداف من يقوم بتطييرها باستخدام قوة فتاكة. الطائرات تتطور وفى السياق نفسه قالت صحيفة "يسرائيل هايوم" أن قائد اللواء الجنوبى فى الشرطة الإسرائيلية، يعقوب جباى، أكد أن الطائرات الورقية التى يتم إرسالها إلى إسرائيل تتطور من يوم لآخر. ووفقا لأقواله للصحيفة العبرية: "شاهدت فى الحدث الأخير فى بارى طائرة ورقية موصولة بكيس بنزين. هذا شيء جديد لم أشاهد مثله من قبل". وأضاف جباى إن طواقم المطافئ ستواصل العمل مهما كان صعبا من أجل حماية أمن المستوطنين، قائلا: "لن ينتصروا علينا، هذا مؤكد، لن يجعلونا نيأس.. نحن سنعالج كل حدث وحدث كما هو مطلوب". لا يوجد حل ولفتت وسائل الإعلام العبرية، إنه فى يوم الأحد الماضي، أثناء زيارة قام بها وزير المالية الإسرائيلى موشيه كحلون إلى غلاف غزة، لفحص المناطق التى تضررت جراء الحرائق، قال إن الجيش الإسرائيلى سيجد حلولاً لحرائق الطائرات الورقية. وقال: "لقد تحدثت مع قائد الفرقة، توجد حلول وليس لدى أى شك فى أنه سيتم حل هذه المسألة برمتها فى الأيام القادمة." لكنه فى هذه الأثناء، يبدو أنه لا يوجد حل لهذا التطور الذى يزداد حدة فقط".
أضرار بمئات آلاف الشواكل وفى السياق نفسه، قالت صحيفة "يديعوت احرونوت"، خسائر الحرائق بواسطة البالونات فى 7 مواقع فى مستوطنات غلاف غزة، أحدها فى حقل قمح كبير مقابل كيبوتس مفلاسيم، والذى لحقت به أضرار بالغة تخطت مئات آلاف الشواكل خسائر.
ووفقا للمزارعين فى غلاف غزة، فإن الحقول التى احترقت، وغالبيتها حقول قمح، كانت جاهزة للحصاد، الذى كان يفترض أن يجرى خلال الأيام القريبة. وقالوا إن الأضرار تقدر بمئات آلاف الشواكل. وكان الجيش الإسرائيلى قد وعد مؤخرا بالعثور على حل لهذه الطائرات، وقال إنه سيرسل مروحيات صغيرة لإسقاط الطائرات الورقية وبالونات الهليوم، لكنه يبدو فى هذه الأثناء أن الظاهرة تتسع ويتواصل حرق الحقول.