◄◄ اتجاه لفتح حوار مع رجال أعمال بعد موافقة نائب رئيس الجمهورية السابق من أجل دعمه فى اجتماعه مع رؤساء تحرير الصحف بكل أطيافها يوم الثلاثاء 28 فبراير الماضى، ألمح اللواء عمر سليمان، نائب رئيس الجمهورية السابق، لرؤساء التحرير، إلى أن العائلات والقبائل فى أكثر من 10 محافظات يؤيدون مبارك ونظامه، كما طرح رؤيته حول حل الأزمة قبل تنحى مبارك فى شقين، الأول هو الحوار والتفاهم مع قوى المعارضة والشباب المتظاهرين، والثانى هو الانقلاب الشامل. وبالتدقيق فى تصريحات اللواء عمر سليمان، الرجل القوى فى نظام حسنى مبارك، رئيس مصر السابق، يتبين أن رؤيته تعتمد على معرفة تقليدية بالتركيبة السكانية فى مصر، وأن هناك ما يقرب من 12 محافظة كاملة تتحكم فيها القبلية والعائلية على مجريات الأمور، وذلك على حساب الأيديولوجيات السياسية، وهو الأمر الذى استغله الحزب الوطنى فى اختيار عناصره لخوض جميع الانتخابات التى كان يخوضها فيما سبق فى هذه المحافظات. وبعد قرار تنحى مبارك اختفى اللواء عمر سليمان عن المشهد السياسى تماماً، لكن هناك محاولات لإعادته إلى المشهد السياسى، ففى الأيام الماضية بدأت تحركات مكثفة فى محافظة قنا تقودها مجموعات من الشباب، تعمل بشكل منظم للغاية، وتجهز بشكل قوى للدفع باللواء عمر سليمان مرشحا لمقعد رئاسة مصر. وبدأت الحملة من محافظة قنا لأن اللواء عمر سليمان من مواليد الثانى من يوليو 1935، بمدينة قفط، جنوبقنا، ومازالت عائلته تقطن المدينة رغم هجرة أسرته إلى مدينة الإسماعيلية. وعلمت «اليوم السابع» أن المجموعات المشكلة للتجهيز لحملة ترشيح عمر سليمان للرئاسة، بدأت فى المحافظة، وتتبلور تدريجيا لتشمل معظم مدن المحافظة، ثم الانتقال إلى محافظات الأقصر وأسوان والبحر الأحمر وسوهاج وأسيوط والوادى الجديد، وهى المرحلة الأولى من سيناريو حملة «سليمان»، ثم الانطلاق إلى باقى المحافظات كمرحلة ثانية. ورأى منظمو هذه الحملة أن البدء بقنا ثم الانطلاق إلى باقى محافظات الوجه القبلى جاء لكون هذه المحافظات تتسم بتركيبة سكانية عمادها القبيلة والعائلة، وهو الرهان الذى ألمح إليه اللواء عمر سليمان لرؤساء التحرير فى 8 فبراير الماضى، عندما قال: «إن ميدان التحرير لا يحدد مسار الشارع، وإن النظام يرتكز على قاعدة العائلات والقبائل، وأن أى استفتاءات لو كانت أجريت لتحديد مصير النظام السابق حينها، لكان الرهان فى صالح النظام وبأغلبية ساحقة». وبنفس التوازى لحملة ترشيح «سليمان» على الأرض، فإن هناك مجموعة من الشباب أطلقوا حملة على الموقع الاجتماعى الشهير «فيس بوك» لترشيح عمر سليمان فى انتخابات الرئاسة المقبلة، تحت شعار «لا برادعى ولا إخوان عايزين عمر سليمان». وخصص الشباب عدداً من الصفحات على الموقع لتلقى توقيعات المواطنين الموافقين على ترشيح عمر سليمان لانتخابات الرئاسة، بينما حدد شباب الحملة حديقة «الأزهر بارك» مكاناً ليجتمعوا فيه. وحملت كل صفحة على ال«فيس بوك»، والخاصة بكل محافظة، صورة مختلفة وشعاراً مختلفاً لنائب رئيس الجمهورية السابق، والمفاجأة أن الغالبية الكاسحة من المؤيدين لترشيح «سليمان» لانتخابات الرئاسة المقبلة من محافظات قنا، مسقط رأسه، وسوهاج، وأسيوط، والمنيا، والبحر الأحمر، وبلغ عدد المؤيدين فى هذه المحافظات نحو 40 ألفاً، فيما قل بشدة عدد المشاركين على الصفحات الخاصة بالمحافظات الساحلية، بورسعيد، والسويس، والإسكندرية، والإسماعيلية، فيما تجاوز عدد المؤيدين ل«سليمان» فى محافظتى القاهرة والجيزة 11 ألفاً. وعلمت «اليوم السابع» أن هناك عددا كبيرا من المؤيدين لعمر سليمان يعملون فى السر، خشية تهديدات المعارضين لنظام مبارك، وأن هؤلاء تمكنوا من حشد أعداد كبيرة للغاية، وصلت لأكثر من مليون، وقالت مصادر من داخل الحملة إن الداعمين والمؤيدين لعمر سليمان يسيرون بخطى ثابتة. وعما إذا كان هناك رجال أعمال فى هذه الحملة، قالت مصادر من داخلها إنهم بصدد فتح حوار مع رجال أعمال بارزين للانضمام إلى تأييد عمر سليمان.
